أكد الحزب «الديموقراطي الكردستاني»، بزعامة مسعود بارزاني، أن وفد كردياً سيزور بغداد الأسبوع المقبل، وسيقوم بجولة إقليمية لمناقشة الاستفتاء على انفصال إقليم كردستان عن العراق، مؤكداً عدم التراجع عن هذه الخطوة «ومستعدون لخوض هذه التجربة مهما كلفتنا»، وأكد أن «المناطق المتنازع عليها ستكون جزءاً من دولة كردستان»، فيما حذر زعيم «الجماعة الإسلامية» علي بابير من أن يكرر الاستفتاء فشل تجربة «جمهورية مهاباد الكردية» في إيران (أعلنت عام 1946 بدعم سوفياتي ولم تدم سوى 11 شهراً). وقال المستشار السياسي لبارزاني هيمن هورامي في تغريدة عبر «تويتر» أمس، إن «وفداً رفيع المستوى سيتوجه إلى بغداد قبل العاشر من الشهر الجاري، للبحث في الاستفتاء، وسيقوم لاحقاً بجولة في دول الجوار للغرض ذاته». ولم يعلن أسماء أعضاء الوفد، إلا أن مصادر رجحت أن يترأسه بارزاني نفسه ونائب زعيم «الاتحاد الوطني» كوسرت رسول علي ويضم ممثلين عن الأحزاب الكردية. وشدد الناطق باسم «الديموقراطي» محمود محمد على أن «الأكراد لن يتراجعوا عن قرار الاستفتاء، حتى لو قدمت بغداد إليهم ورقة بيضاء لتنفيذ مطالبهم»، وأضاف: «سنبحث في آلية إعلان الاستقلال، ولن نبدي مرونة في ما يتعلق بالمناطق المتنازع عليها التي ستكون جزءاً من دولة كردستان، إلا في حال رفضت غالبية سكان هذه المناطق». وعن الموقف الإيراني في ظل مخاوف من غلق حدودها وقطع المياه عن الإقليم، قال إن «لغة التهديد لن تثني الأكراد عن قرارهم، وسنبحث مع طهران في الأمر ونقدم إليها التطمينات التي تريدها». إلى ذلك، وصف مسؤول العلاقات الخارجية في حكومة الإقليم فلاح مصطفى الخطوة ب «الصعبة». وأضاف: «لكننا جادون ومستعدون لخوضها»، وأقر بأن «توحيد المواقف داخل الإقليم أحد التحديات التي تواجه الاستفتاء، وعلينا التواصل مع بغداد لبلورة تفاهم يطمئن دول الجوار إلى أن الانفصال لا يستهدف مصالحها». وتبادل نواب من حزب بارزاني ونظراؤهم في «التحالف الوطني» الشيعي التهديد ب «المواجهة» و «استخدام القوة» على خلفية تسريبات عن إرسال بارزاني رسالتي «تحذير» إلى كل من رئيس الوزراء حيدر العبادي ورئيس الجمهورية فؤاد معصوم «يحملهما مسؤولية إراقة أي نقطة دم في حال استخدام القوة لمنع الاستفتاء». إلى ذلك، أصدر نائب زعيم «الاتحاد الوطني» كوسرت رسول قراراً بإقالة «شاناز إبراهيم أحمد (شقيقة عقيلة طالباني) مسؤولة العلاقات الخارجية من منصبها لتبنيها خطاباً يناقض سياسة وروحية الحزب منذ ثلاث سنوات»، وذلك بعد يوم من توجيهها انتقادات حادة إلى مقررات آخر اجتماع للحزب ومنها «المشاركة في اجتماع مجلس استفتاء الإقليم برئاسة بارزاني». وقال زعيم «الجماعة الإسلامية» علي بابير من أن «الاستقلال حق طبيعي ومشروع، لكننا وحركة التغيير وبعض الشخصيات نتحفظ عن التوقيت والظرف، فتحديد موعد الاستفتاء لم يصدر من جهة رسمية ملزمة بل من اجتماع حزبي، وهناك انقسام وغياب للتفاهم بين القوى السياسية، وأزمة اقتصادية، ووضع اجتماعي متوتر، وموقف إقليمي مقلق، وهذه كلها يجب دراستها قبل الإقدام على الخطوة». وحذر من «تكرار فشل تجربة جمهورية مهاباد». وتشترط القوى الكردية المعترضة على الاستفتاء تفعيل برلمان الإقليم كخطوة أولى يليها تحسين الوضع الاقتصادي ومراجعة شكل نظام الحكم وحل أزمة الرئاسة فضلاً عن إجراء انتخابات تشريعية ورئاسية بالتزامن مع الاستفتاء. وقال القيادي في «الديموقراطي» دلشاد شهاب خلال مؤتمر صحافي عقب اجتماع مع «الاتحاد الإسلامي» في أربيل: «نحن مع إعادة تفعيل البرلمان لكن من دون شروط، وما زلنا في انتظار موقف حركة التغيير من دعوتنا. ولن نتجه إلى تفعيله في شكل فردي أو أحادي، بل بالاتفاق مع الجميع». من جهة أخرى، دعا بارزاني خلال اجتماع مع زعيم «الحركة الديموقراطية الأشورية» النائب يونادم كنا القوى المسيحية إلى «تحديد رؤاها والعمل على توحيد مطالبها بصيغة مشتركة في الإقليم»، وذلك بالتزامن مع رفع عشرات المسيحيين المقيمين في الولاياتالمتحدة شعارات ترفض الاستفتاء.