اتفق الحزب «الديموقراطي الكردستاني»، بزعامة مسعود بارزاني، و «الاتحاد الوطني الكردستاني»، بزعامة جلال طالباني، على المضي في تنظيم استفتاء على استقلال إقليم كردستان عن العراق وتشكيل لجنة سياسية تضم كل القوى الكردية لهذا الغرض، والعمل على تفعيل برلمان الإقليم المعطل منذ شهور. وتجري الأحزاب الكردية العراقية منذ أسابيع محادثات حول تنظيم استفتاء شعبي على استقلال إقليم كردستان، جوبهت بتحفظات قوى شيعية وسنية، فيما لم تعرف مواقف دولية مهمة، بينها موقف الولاياتالمتحدة التي تمتلك علاقات وثيقة مع الإقليم. وقالت مصادر سياسية كردية مطلعة إن حزبي بارزاني وطالباني عقدا أمس اجتماعاً مهماً تناول قضية الاستفتاء الشعبي وبذل جهود لتفعيل برلمان الإقليم المعطل، على خلفية أزمة سياسية بين «الديموقراطي الكردستاني» وحركة «التغيير». وأضافت المصادر أن المجتمعين قرروا تشكيل لجنة من كل القوى السياسية الكردية لإشراكها في تحديد آلية وموعد وكيفية إجراء الاستفتاء الشعبي على الاستقلال، والتنسيق لتفعيل عمل برلمان الإقليم إذ تصر حركة «التغيير» على أن يمر الاستفتاء عبر البرلمان. وضم وفد «الديموقراطي مسعود بارزاني وفاضل ميراني، وروز نوري شاويس وهوشيار زيباري، بينما ضم وفد «الاتحاد» كوسرت رسول، نائب الأمين العام، وملا بختيار وعمر فتاح وحاكم قادر. وعقد الاجتماع بعد يوم على اجتماع مماثل بين «الاتحاد» وحركة «التغيير» في السليمانية، وأفادت معلومات بأن «التغيير» اشترطت تفعيل البرلمان قبل الاتفاق على الاستفتاء الشعبي. وأوضح بيان صدر عن اجتماع حزبي طالباني وبارزاني أمس أن «الجانبين متفقان على أن حق تقرير المصير وإعلان الاستقلال حق لشعب كردستان، ويجب الإعداد الجماعي لإجرائه، كموضوع وطني، يحسم في برلمان كردستان وفي ضوء المصالح العليا لشعب كردستان». وأضاف أن «الجانبين متفقان على إجراء الاستفتاء في المناطق الكردستانية خارج إدارة الإقليم في ما يعرف بالمناطق المتنازعة عليها (في نينوى وديالى وصلاح الدين) وعلى إعادة تنظيم وتحسين الإدارة الذاتية في حدود محافظات السليمانية وحلبجة وإدارة كرميان ورابرين». وتصاعدت الخلافات بين إقليم كردستان والحكومة الاتحادية بعدما طرحت الأحزاب الكردية قضية الاستفتاء على الاستقلال، كما أن الأحزاب الشيعية الرئيسية التي تمثل أبرز حلفاء الأكراد في العلمية السياسية بعد 2003 انتقت هذا التوجه. وأجرى وفد من التيار الصدري محادثات مع إقليم كردستان تناولت مرحلة ما بعد «داعش»، وأعلن ضياء الأسدي، رئيس كتلة «الأحرار» وجود «تقارب في الرؤى مع قادة الأكراد باستثناء خلافات حول الانتخابات»، ولم يذكر مزيداً من تفاصيل طبيعة الخلافات، وقال خلال مؤتمر صحافي في أربيل في أعقاب لقاء مع بارزاني مساء أول من أمس، إن «هناك خلافات على الانتخابات ولا خلاف في شأن الوضع الإنساني لأهالي الموصل». وتابع أن «عدونا مشترك ويجب أن نقف أمام بعض الساسة الذين يستغلون الظروف وعلينا أن نقدم حلولاً». وزار وفد التيار برئاسة أحمد الصدر، ابن شقيق زعيم التيار مقتدى الصدر أمس، مخيم الخازر، وهو أكبر مخيمات النازحين في إقليم كردستان، على أن يزور مدينة السليمانية في وقت لاحق للقاء قادة «الاتحاد الوطني الكردستاني» وحركة «التغيير».