أعلن زعيم «الجماعة الإسلامية» في كردستان علي بابير أن استقلال الإقليم لن يتحقق بإطلاق «الشعارات» من دون إصلاحات وخلق أرضية مناسبة، فيما اتهم نائب عن «الديموقراطي»، بزعامة مسعود بارزاني، الجماعة» وحركة «التغيير» بتبني «أجندة «إقليمية لتعطيل مساعي الاستفتاء». وتواجه القوى الكردية انقسامات حول «توقيت» إجراء الاستفتاء على الانفصال بقرار من رئيس الإقليم مسعود بارزاني قبل موعد الانتخابات الرئاسة الأميركية المقررة في تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل، في ظل تعطيل البرلمان الكردي لنحو ستة أشهر، إلى جانب أزمة اقتصادية غير مسبوقة مستمرة منذ أكثر من عام. وقال بابير في كلمة، خلال مؤتمر عقدته منظمة «أخوات الجماعة» في السليمانية، أن «إحقاق حق الاستقلال الذي كفله الله لكل الشعوب يتم من خلال العمل المضني وخلق أرضية مناسبة وليس الاكتفاء بإطلاق الشعارات، وأشير هنا إلى أن مسؤولاً إيرانياً أبلغني بأن الأزمات في إقليم كردستان ألحقت الضرر بأجزاء كردستان الأربعة، بعد أن أظهرت الأزمات أن الكرد لا يستطيعون إدارة شؤونهم»، وأردف: «كان علينا أن نجري إصلاحات في الإقليم بدل الوقوف في وجه جمهور يسعى إلى الإصلاح في مكان آخر (في إشارة إلى التغيير الوزاري المزمع في بغداد)، مخافة أن تنتقل إلى الإقليم، وأصل المشكلة يكمن في أن الطبقة السياسية ترتكب أخطاء يدفع ضريبتها الشعب»، وزاد «علينا أن ننتبه إلى مصالحنا، لا أن نجلس للحوار عبر واشنطن ولندن». وعن الموقف من تحفظ «الجماعة» وحركة «التغيير» عن توقيت الاستفتاء واتهامهما السلطة باستخدام الخيار ورقة سياسية، قال النائب عن كتلة «الديموقراطي» في برلمان الإقليم دلشاد شعبان ل «الحياة» أن «مطلب الاستفتاء تفاعل في شكل حاد منذ سقوط الموصل عام 2014، وقد فقد العراق حينذاك سيادته بحكم خسارته حدوده واقتصاده وأمنه ووحدته، وهذا الأمر شكل تهديداً أيضاً للإقليم الذي كان أصلاً يتلقى طعنات من بغداد بقطع موازنته وتهديده أحياناً بالقوة العسكرية، كل هذه الأمور شكلت خطراً على تجربة الإقليم، وآنذاك حضر بارزاني إلى البرلمان وطالب بالإسراع في تأسيس مفوضية للانتخابات لنتمكن في وقت قياسي من إجراء الاستفتاء، وقد بحث الأمر مع القوى السياسية»، وأضاف: «منذ ذلك التاريخ وحركة التغيير والجماعة الإسلامية تعملان بكل قوتهما لتقسيم البيت الكردي، فهل من المعقول أن تطالبا بتغيير الرئيس وتغيير نظام الحكم وأمامك مطلب قومي ووطني تحلم بتحقيقه منذ مئات السنين ويفترض أن نركز عليه، ولا يخفى أن هذين الطرفين ينفذان أجندة إقليمية، خصوصاً إيرانية، والدليل الفوضى المفتعلة من جانبهما بعد تشكيل مفوضية للانتخابات». وكشف رئيس وزراء إقليم فلاندرز البلجيكي خيرت بورجوا خلال مؤتمر صحافي عقده أمس في اختتام زيارة إلى كردستان استمرت ثلاثة أيام أنه «بحث مع بارزاني موضوع الاستقلال، وأبلغني بأن آربيل ستجري محادثات مع بغداد في مجمل العلاقات، وفي حال فشلها، سيتجه الإقليم نحو تنظيم استفتاء عام لن يكون ملزماً وفق ما جاء في بيان سابق لبارزاني». وأعلن سكرتير برلمان الإقليم عن كتلة «الجماعة الإسلامية» فخر الدين قادر في تصريحات صحافية أمس أن «المسؤولية التاريخية سيتحملها الحزب الذي عطل البرلمان في حال انتقلت المتغيرات التي تشهدها المنطقة إلى الإقليم»، مشيراً إلى أن «عملية إجراء استفتاء تحتاج إلى تشريع قانون خاص بها فكيف يتم تكليف مفوضية الانتخابات لهذا العمل المهم والكبير، ومن المعيب والمخجل جداً أن يتعطل البرلمان لغاية عام 2017، في ظل هذا الكم من الأزمات».