بحث العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني هاتفياً مع الرئيس محمود عباس (أبو مازن) المستجدات في الوضع في القدس، كما اطمأن إلى صحته. في هذه الأثناء، أفادت أنباء إسرائيلية بأن الشرطة عند مداخل المسجد الأقصى تحمل قوائم لما تسميهم «مطلوبين» لاعتقالهم، فيما شنت قوات الاحتلال حملة اعتقالات في القدس والضفة الغربية. وهاتف العاهل الأردني الرئيس الفلسطيني للاطمئنان إلى صحته بعد الفحوص الطبية التي أجراها أول من أمس، متمنياً له دوام الصحة والعافية. كما تم خلال الاتصال بحث المستجدات في الأراضي الفلسطينية، وتقويم نتائج الأوضاع في القدس، وتحديداً في الأقصى خلال الفترة الماضية، وتم الاتفاق على عقد لقاء قريب في عمان في إطار استمرار التنسيق والتشاور في المواضيع ذات الاهتمام المشترك. في هذه الأثناء، أعادت سلطات الاحتلال الإسرائيلي فجر أمس فتح باب المطهرة (أحد أبواب المسجد الأقصى) بعد إغلاقه لنحو أسبوعين. جاء القرار عقب تظاهرة حاشدة للمصلين مساء السبت- الأحد في الأقصى أمام الباب احتجاجاً على استمرار إغلاقه. وبافتتاحه، تكون جميع أبواب الأقصى عادت إلى ما كانت عليه قبل أحداث 14 تموز (يوليو) الجاري. يذكر أن الاحتلال يسيطر على مفتاح باب المغاربة منذ احتلال القدس عام 1967، وتطالب دائرة الأوقاف في القدس وهيئات القدس الإسلامية في كل المناسبات بإعادة مفتاحه، علماً أنه مخصص فقط لاقتحامات قوات الاحتلال، والمستوطنين، ويقع في الجهة الغربية من الأقصى. رئيس الشرطة: السيادة لنا من جانبه، أكد المفتش العام للشرطة الإسرائيلية روني الشيخ أن «ذروة الأحداث باتت خلفنا، ولا وجود للبنية التحتية للجبل البركاني». وقال في لقاء مع الموقع الإلكتروني لصحيفة «يديعوت أحرونوت»: «من المحظور علينا أن نكون انهزاميين. على الجميع أن يفهم أنه يوجد صاحب سيادة هنا سيحافظ على النظام وعلى حرية العبادة». وأضاف: «لا يجب الدخول في حال ذعر من كل حدث، سنكون سعداء إذا ما قامت الأوقاف بمهمتها المحددة». وتابع: «يوجد لديهم شعور بأنهم يمكن أن يحددوا صيغة الواقع من جديد والإخلال بسيادتنا، فهم يشعرون بأن إسرائيل هزمت في أزمة الأقصى... في نهاية الأمر، فإن هذا مرتبط بالشرطة وبعملها اليومي، وإن كان أحد ما يشعر بأنه يستطيع أن يفعل ما يريد، فغداً سيفهم أن الأمر ليس كما فهم. يوجد هنا الكثير من اللاعبين، الأوقاف والمفتي وأبو مازن وتركيا؛ لكننا اللاعب الذي يستطيع أن يفرض الواقع». وأوضح: «حتى لو شعر أحد ما بأنه انتصر، في النهاية فإن الحياة اليومية هنا ستجعله يكتشف أنه سيخضع للنظام والقانون، ومهمتنا في الشرطة أن نؤكد له ذلك. عليه أن يستوعب أننا أصحاب السيادة ولن نتنازل عن فرض النظام والقانون». مستوطنون يقتحمون الأقصى في هذه الأثناء، استأنف المستوطنون أمس اقتحاماتهم الاستفزازية للمسجد الأقصى من باب المغاربة بحراسة معززة ومشددة من «القوات الخاصة». ودخلت الأقصى مجموعات متتالية وواسعة من المستوطنين تجاوز عددها الإجمالي 300 مستوطن، في وقت منعت قوات الاحتلال حارس الأقصى سامر القباني من دخول المسجد والالتحاق بعمله، علماً أن مئات المواطنين المقدسيين أدّوا صلاة الفجر في رحاب الأقصى. «مطلوبون» واعتقالات وفي تطور لافت، أكدت مصادر عبرية أمس، أن لدى قوات الاحتلال المتمركزة على بوابات الأقصى قائمة بأسماء «مطلوبين» لتوقيفهم واعتقالهم بحجة تصديهم للقوات الإسرائيلية. وأضافت أن القائمة تتضمن صوراً شخصية لهؤلاء «المطلوبين». كما شنت القوات الإسرائيلية حملة اعتقالات في القدس والضفة اعتقلت خلالها الموظف في لجنة الإعمار في دائرة الأوقاف رائد الزغيّر من مكان عمله في المسجد واقتادته للتحقيق أمس. كما أبعدت السلطات الإسرائيلية الفتى أنس المطور (15 سنة) عن مدينة القدسالمحتلة لمدة شهرين، ليصبح أصغر مبعد عن المدينة المقدسة، علماً أن الاحتلال اعتقله من أمام باب الأسباط خلال أحداث الأقصى الأخيرة. في الوقت ذاته، احتجزت قوات الاحتلال عائلة فلسطينية من مدينة أم الفحم، تضم مواطناً وزوجته وأولاده، أمام الأقصى من جهة باب حطة، ومنعتهم من الدخول إلى المسجد، فيما واصلت القوات المتمركزة على أبواب الأقصى التدقيق في بطاقات المصلين الوافدين إليه. وفي الضفة، اعتقلت قوات الاحتلال حتى فجر أمس 13 مواطناً. وأفاد نادي الأسير في بيان بأن خمسة مواطنين اعتقلوا خلال عمليات دهم في بلدتي صوريف والظاهرية وفي مدينة الخليل، منهم حمزة أبو داود، ومحمد نظمي الجمل، وأحمد غنيمات، ومحمد عيسى قيسية، فيما اعتقل ثلاثة مواطنين من محافظة رام الله والبيرة هم جميل حسن كفاية، وفؤاد مصطفى، وأحمد سليمان أبو عيد، وهو نجل الأسير سليمان أبو عيد، أحد محرري صفقة «وفاء الأحرار» (شاليط) الذين أعيد اعتقالهم. وأضاف النادي أن فتييْن أصيبا برصاص الاحتلال خلال مواجهات اندلعت إثر اقتحام مخيم جنين أعقبها اعتقال الشابين ضياء محمد سلامة، وعبد الله قاسم السعدي، كما اعتقل مواطنان من محافظة بيت لحم هما إيهاب زياد أبو يابس، ومحمد معبد، وآخران في محافظة نابلس هما ريان زهير حسين (22 سنة)، وثائر الأغبر. وكانت سلطات الاحتلال شنت حملة اعتقالات خلال اليومين الماضيين تركزت في القدس، وطاولت نحو 120 مقدسياً أفرجت عن غالبيتهم لاحقاً، إضافة إلى 15 مواطناً اعتقلوا من بقية محافظات الضفة.