طالب قادة انفصاليون موالون لروسيا في «جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين» شرق أوكرانيا، غداة تصويت غالبية السكان على «استقلالهما»، موسكو بدرس ضم المنطقتين إلى الاتحاد الروسي كما فعلت في شبه جزيرة القرم جنوبأوكرانيا في آذار (مارس) الماضي. ووصف رومان لياجين، رئيس اللجنة الانتخابية شرق أوكرانيا الانضمام إلى روسيا بأنه «خطوة مناسبة». أما دنيس بوشيلين، القيادي البارز في «جمهورية دونيتسك الشعبية» فقال: «استناداً إلى إرادة الشعب ورغبته في استعادة العدالة التاريخية، نطالب موسكو بدرس ضم الجمهورية إلى الاتحاد الروسي». وزاد: «شعب دونيتسك كان دائماً جزءاَ من العالم الروسي. بالنسبة إلينا تاريخ روسيا هو تاريخنا». وأعلن ديميتري بيسكوف، الناطق باسم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أنه يصعب توقع مسبقاً ما سيفعله الأخير. لكن الكرملين دعا في بيان إلى «احترام إرادة سكان شرق أوكرانيا، وإشراك ممثليهم في حوار مع سلطات كييف، مع الترحيب بكل جهود الوساطة لإجراء هذا الحوار، وبينها تلك التي تبذلها منظمة الأمن والتعاون الأوروبية»، علماً بأن الرئيس الدوري لمنظمة الأمن والتعاون الأوروبية ديدييه بوركالتر أبدى أمام وزراء الخارجية الأوروبيين في بروكسيل «ثقته في رغبة كل الأطراف، وبينها موسكو، في بدء حوار بهدف إنهاء الأزمة». ووصل رئيس المجلس الأوروبي هرمان فان رومبوي إلى كييف ليل أمس، للقاء رئيس الوزراء آرسيني ياتسنيوك، فيما يزور وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير كييف وشرق أوكرانيا اليوم لتشجيع إجراء «حوار وطني» بين السلطات والانفصاليين. لكن بيسكوف اتهم الغربيين بأنهم يريدون تنظيم الانتخابات الرئاسية الأوكرانية في 25 الشهر الجاري ل «إغلاق المسألة القانونية حول شرعية الانقلاب الذي نظموه في 21 شباط (فبراير) الماضي». واللافت توسيع الاتحاد الأوروبي لائحة عقوباته بسبب استفتاء شرق أوكرانيا، عبر إضافة أسماء 13 شخصية روسية أو موالية لموسكو وشركتين إلى 48 شخصاً مستهدفين بعقوبات. في المقابل، هددت شركة «غازبروم» الروسية للغاز بوقف شحنات الغاز الطبيعي إلى أوكرانيا بدءاً من 3 حزيران (يونيو) المقبل إذا لم تسدد ديونها، في خطوة قد تؤثر على إمدادات الغاز إلى 18 دولة من الاتحاد الأوروبي على الأقل (راجع ص 13). إلى ذلك، رأى الرئيس الأوكراني المعزول فيكتور يانوكوفيتش، أن نتائج الاستفتاء أظهرت أن صبر غالبية أهالي منطقة دونباس نفد من سلطات كييف التي يجب أن توقف عملياتها الحربية ضدهم». وتابع: «لا يمكن أن يتجاهل العالم نتائج الاستفتاء، أو لا يرى أن كييف تحارب الشعب الأوكراني وليس الإرهابيين، خصوصاً بعدما قتلت قواتها أكثر من 300 مدني جنوب شرقي أوكرانيا».