أكد عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة وزميل معهد الطفولة بجامعة عين شمس الدكتور مجدي بدران أن الفايروسات التنفسية على غرار «كورونا الجديد» تضر المدخنين بصفة عامة وتمهد لإصابتهم بالمرض سواء كان تدخينهم إيجابياً أو سلبياً، أكثر من غير المدخنين، ولهذا يجب إضافة تحذير جديد ضمن التحذيرات الموجودة حالياً للوقاية من الفايروس بضرورة الإقلاع عن التدخين للوقاية منه ومن مضاعفاته خصوصاً لدى المسنين وذوي الأمراض المزمنة وناقصي المناعة. وقال بدران: «إن عزل المرضى أو الأشخاص موضع الاشتباه يحميهم من التدخين، وبذلك يقل تركيز الشوارد الحرة في الرئة، وتأثير التدخين الضار على مناعتهم، ما يعجل بشفائهم»، مشيراً إلى أن «المناعة الربانية» ساعدت حوالى 70 في المئة من المصابين بالمرض على النجاة من الموت. واستند بدران على ما نشر في أحد الأبحاث الطبية الحديثة الصادرة في شهر أيار (مايو) الجاري بشأن أثر التدخين في خفض مضادات الأكسدة في الخلايا الطلائية المبطنة للشعب الهوائية (أحد المكونات الأساسية للجهاز التنفسي)، وذلك بعد ساعة فقط من التعرض للدخان، مشيراً إلى أن هذه الخلايا تغطى المجرى الهوائي في هذه الشعب وتعمل كخط دفاع ميكانيكي داخل الجهاز التنفسي من الميكروبات والفايروسات والمؤثرات البيئية وتقوم بتنظيف الغشاء المخاطي للشعب باستمرار، بما يحقق سيولة تدفق الهواء ميكانيكياً داخل الرئة بالإضافة إلى إفرازها للعديد من الوسائط الكيميائية التي تفيد في نمو وتطور وعمل هذه الخلايا والعضلات التي تليها. وأكد «أنه من المعروف سابقاً أن التدخين يضر بهذه الخلايا خاصة مع تعرضها المستمر لسمومه، ما يقلل حيويتها وكفائتها الوظيفية ومناعتها وقدرتها على التجديد بالإضافة إلى قلة متانة بروتين الكولاجين الذي يكسبها مرونة وضعف قدرتها على إصلاح أي تلف بها، ما يجعلها فريسة سهلة للالتهابات المزمنة والربو الشعبي وتليف الرئة وبالتالي لغزو الفايروسات». وأوضح بدران أنه «من المعروف أن الفايروسات تسبب أغلب الالتهابات الرئوية خصوصاً لدى المدخنين ، وأنه لا يوجد غالباً علاج لمعظمها ويعتمد الشفاء منها على استعادة الجهاز المناعي لعافيته للتخلص التام منها»، مشيراً إلى أن الجديد علمياً في هذا الصدد يتمثل في دور تلك الخلايا الهام جداً للوقاية والتعافي من الالتهابات الرئوية.