يُستخدم مصطلح مرض السدة الرئوية لوصف أي شخص يعاني التهاباً شعبياً مزمناً أو الاسترواح الرئوي (الإمفيزيما)، أو كليهما معاً، وهو مرض يصف مجموعة من أمراض الرئة التي تحدث نتيجة انسداد مجرى الهواء مثل (التمدد الشعبي- الربو - التليف)، وهو أحد أكثر أمراض الجهاز التنفسي انتشاراً وفي هذا المرض يعاني المريض سعالاً شديداً مع إفراز كميات كبيرة من البلغم طوال اليوم لفترة ثلاثة أشهر في السنة لمدة سنتين متتاليتين. 5 % نسبة انتشار السدة يتراوح انتشار السدة الرئوية المزمنة في الدول الأوروبية من 4-10 % من السكان، أما في أمريكا فإن المرض يصيب نحو 16 مليون شخص، ويتوقع أن يكون ثالث سبب للوفاة عالمياً في عام 2020. أما بالنسبة لمنطقة الشرق الأوسط فيقدر بنحو 2-5 %، ومن المحتمل زيادة هذا العدد نظراً لإقبال المراهقين على التدخين، وهو من أهم عوامل انتشار هذا المرض. وفي المملكة فإن عدد المدخنين يمثل 29 % من الذكور، و8 % من الإناث، وتبلغ نسبة الوفاة من أمراض التنفس المزمنة نحو 2 %. التدخين من الأسباب السبب الأول هو التدخين، وهو من أهم وأخطر الأسباب التي تؤدي إلى هذا المرض الخطير، سواء كان تدخيناً سلبياً أو إيجابياً؛ فنحو 85 % من مرضى السدة الرئوية إما أنهم مدخنون، أو لديهم تاريخ للتدخين. والسبب الثاني هو عامل الوراثة؛ حيث تلعب الوراثة دوراً في الإصابة بهذا المرض نتيجة نقص مادة ألفا واحد أنتي تريبسين (Alpha One Antitrypsin). والسبب الثالث هو تلوث الهواء بالدخان والأبخرة الكيميائية. المضاعفات للعناية المركزة! الفشل التنفسي؛ حيث إن أكثر من 70 % من حالات العناية المركزة سببها مرض السدة الرئوية. ويمكن أن تحدث بعض أنواع السرطانات مثل سرطان الرئة وسرطان اللثة نتيجة امتصاص النيكوتين. والالتهاب الشعبي المزمن هو التهاب يصيب الغشاء المبطن للشعب الهوائية، التي تصل بين القصبة الهوائية والرئتين؛ ما يؤدي الى انخفاض معدل سريان الهواء من وإلى الرئتين؛ ما يُحدث تضخماً في الغدد الموجودة في الشعب الهوائية، التي تفرز مخاطاً بكميات كبيرة جداً، يؤدي إلى السعال وضيق التنفس. البكتريا تؤدي للحدة! يحدث من وقت إلى آخر أن يتعرض مريض الالتهاب الشعبي المزمن إلى تفاقم المرض، وهذا يعني أنه يعاني ولفترة قصيرة أعراضاً أسوأ من المعتاد لديه، خاصة زيادة إفراز المخاط وزيادة السعال وضيق التنفس، ويكون السبب في ذلك هو الإصابة بالبكتريا. وأشهر أنواع البكتريا المسببة لهذا التفاقم هي (المكورات السبحية الرئوية) و(الهيموفيلاس إنفلونزا) و(الهيموفيلاس بارا إنفولونزا). الوقاية بالابتعاد التوقف الفوري عن التدخين، وهذا يمثل العامل الرئيسي للوقاية ومنع ازدياد المرض، والقضاء على مصادر العدوى البكتيرية مثل التهاب الجيوب الأنفية والتهاب الحلق، والابتعاد عن كل عوامل الخطورة سالفة الذكر، خاصة ملوثات الهواء. العلاج المتعدد استنشاق الأكسجين مع موسعات الشعب الهوائية مع المضادات الحيوية وأحياناً الكورتيزون. د. عبدالعزيز الهنداوي - وحدة الأمراض الصدرية والربو