المدخنون معرضون للإصابة بمضاعفات أنفلونزا الخنازير, وذلك حسب معطيات مرضى في هونغ كونغ حيث لوحظ استعمال التبغ في خمسين بالمائة من الحالات تقريباً 27 مريضاً مصاباً بأنفلونزا الخنازير , الذين تطورت الإصابة معهم إلى التهاب رئوي وأمراض خطيرة أخرى كانوا مدخنين, وفي تصريح لنائب المفتش الصحي العام للحماية الصحية توماس بالعاصمة الصينية بكين قال فيه بان نسبة المدخنين بين الحالات الخطيرة عالية نسبياً , وأن ثلث مرضى H1N1 المصابين بمرض خطير كان لديهم عدة عوامل تجعلهم أكثر حساسية للمرض مثل مرضى الربو وانتفاخ الرئة , بالإضافة إلى مرضى السكر والسمنة المفرطة والحمل ممكن أن تعرض الأفراد للمخاطرة , ويمكن ارتباط التدخين بواحد أو أكثر من هذه العوامل. فالمدخنون يكون لديهم أداء الرئتين أضعف والتدخين مرتبط أيضا ببعض الأمراض المزمنة. ويقول جون مكنزي , اختصاصي الفيروسات بأن النيكوتين , وهو المادة الكيميائية المسئولة عن إدمان التبغ , يحدث تغيرا في رد الفعل المناعي , ضد الأنفلونزا الموسمية , وذلك بمنع آليات الجسم المناعية. كما يمّكن التدخين أيضا للفيروسات بأن تتكاثر دون أن تكتشف لمدة أطول وأن تهاجم أجزاء أكثر من الجهاز التنفسي. وفي مقابلة تلفزيونية قال فريد يربك هاندن أستاذ الفيروسات بكلية الطب في فيرجينيا بأن هناك بعض الملاحظات الوبائية تشير إلى أن المدخنين يصابون بأمراض أكثر حده نتيجة للأنفلونزا الموسمية. ويقول مركز التحكم بالأمراض CDC وهو أكثر المراكز اعتمادا في العالم بأن المدخنين يظهرون زيادة في العدوى الالتهابية لمجاري التنفس العليا عند مقارنتهم بغير المدخنين وأن معدل الوفيات من الأنفلونزا هو أعلى لدى المدخنين مقارنة بالآخرين. والتدخين يحدث جروحا صغيرة بالأنابيب التنفسية الحساسة, ولتخفيف هذه الجروح , يقوم الجسم بتبطين المسالك الهوائية بمادة مخاطية والتي تشكل بحد ذاتها بيئة نموذجية دافئة للخمائر والفيروسات داخل الرئتين كما يؤدي الدخان إلى تعطيل وظيفة الأهداب الشعرية التي تتمثل وظيفتها في طرد الأجسام الغريبة من الجهاز التنفسي. وتعتزم وزارة الصحة الصينية في تكثيف حملتها لحث الناس على الإقلاع عن التدخين كأجراء وقائي لمنع أنفلونزا الخنازير حيث تقول الوزارة بأن الأبحاث تظهر بأن المدخنين يستجيبون للشفاء من أنفلونزا الخنازير بدرجة اقل مقارنة بغير المدخنين , لذا فإن التوقف عن التدخين أساسي لمنع الأنفلونزا بالإضافة إلى المحافظة على نمط حياة صحي أفضل . اذن ما هي أحسن طريقة لحماية نفسك ؟ إذا كنت تدخن . توقف عن التدخين فورا فدخان السجائر يحتوي على المئات من مثبطات المناعة الكيميائية التي تجعلك عرضة لأي مرض بغض النظر عن ما إذا كان أنفلونزا الخنازير أو نزلات البرد العادية . وللتدخين أيضا تأثير مباشر على الأوعية الدموية في جسمك والمسئولة عن نقل الخلايا الدموية وخلايا الجهاز المناعي , وللتدخين علاقة وطيدة بالسعال المزمن وضيق التنفس بين البالغين والأطفال والتهاب القصبات المزمن وانتفاخ الرئتين لدى البالغين . ودعا جمال عبدالله باصهي من وزارة الصحة جميع الجهات العاملة في مكافحة مرض أنفلونزا الخنازير أن يأخذوا التدخين بعين الاعتبار في حملاتهم ومطبوعاتهم وان يعملوا مع الجهات الأخرى ذات العلاقة في منع التدخين في وسائل المواصلات والأماكن التي تتواجد بها تجمعات بشرية.