قال بهرام قاسمي الناطق باسم وزارة الخارجية الإيرانية إنه يجب توسعة اتفاق الهدنة بين الولاياتالمتحدةوروسيا في جنوب غربي سورية ليشمل أنحاء البلاد كافة حتى ينجح. يأتي ذلك فيما أفادت تقارير إسرائيلية بأن اتفاق الهدنة تم بالتفاهم مع إيران وأنه بموجب هذا التفاهم، تنسحب الميليشيات الإيرانية وحلفاؤها من الجنوب السوري، مقابل مواصلة حملتها العسكرية في شرق سورية. وكانت الولاياتالمتحدةوروسياوالأردن أعلنت عن «اتفاق لعدم التصعيد» في جنوب غربي سورية بعد اجتماع بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين خلال قمة مجموعة العشرين في هامبورج. وقال قاسمي ل «وكالة تسنيم» الإيرانية للأنباء «يمكن أن يكون اتفاق (وقف إطلاق النار) مثمراً إذا تمت توسعته ليشمل أنحاء سورية كافة ويضم كل المنطقة التي ناقشناها في محادثات آستانة لعدم تصعيد التوتر». وحاولت روسيا وتركيا وإيران في محادثات آستانة ترتيب اتفاق لإقامة أربع مناطق لعدم التصعيد في سورية، لكنها لم تتمكن من التوصل إلى اتفاق. وقال قاسمي: «تنشد إيران سيادة سورية وأمنها، لذا فلا يمكن أن ينحصر وقف إطلاق النار في موقع محدد... لن ينجح أي اتفاق من دون أخذ الحقائق على الأرض في الاعتبار». وقال قاسمي إن الروس أبلغوا إيران بتفاصيل اتفاق وقف إطلاق النار، لكن طهران ترى بعض «نقاط الغموض في الاتفاق خاصة في ما يتعلق بإجراءات أميركية في سورية أخيراً»، من دون كشف المزيد من التفاصيل. إلى ذلك، ذكرت مصادر إسرائيلية أن هدنة الجنوب تمت في إطار تفاهمات بين واشنطن وموسكو تتيح لطهران مواصلة حملتها العسكرية في شرق سورية. ونقل موقع «ديبكا» الاستخباراتي الإسرائيلي عن مصدر استخباراتي عسكري قوله إن «طهران أعطت موافقتها على الهدنة، التي تم التوصل إليها بين الولاياتالمتحدةوروسياوالأردن، خلال مكالمة هاتفية عاجلة أجراها وزير الدفاع الروسي، سيرجي شويغو، مع الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، علي شمخاني، قبيل القمة التي عُقدت في هامبورغ، الجمعة الماضي، بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين». وأضاف أن «موافقة إيران على وقف عملياتها العسكرية جنوب غربي سورية وعند الحدود مع الأردن وإسرائيل، كانت في إطار صفقة أميركية- روسية، تعترف بمكاسب إيران في جبهات عسكرية أخرى في سورية، التي تعتبر أهم من جبهة جنوب غربي سورية في ما يتعلق بالمصالح الإيرانية في ذلك البلد». وأكد المصدر أن «ما يهم إيران في الوقت الحاضر هو السيطرة عسكرياً على الجبهة الشرقية على طول الحدود السورية- العراقية، بهدف تحقيق هدفها الاستراتيجي، وهو فتح معبر بري يصلها بالعراق وسورية، والذي تسعى إليه إيران بقوة». وحرص سدنة الدولة العبرية على طمأنة الإسرائيليين إلى أنهم لن يوافقوا على هدنة في سورية تؤدي إلى تعزيز نفوذ إيران وحلفائها، وأنه تم تبليغ الولاياتالمتحدةوروسيا بهذا الموقف. وأكد وزير الدفاع أفيغدور ليبرمان أن أي اتفاق لن يمنع إسرائيل من التحرك في حال ارتأت وجوب ذلك لمنع تدفق أسلحة إلى «حزب الله» وتعاظم قوته. وأكدت الصحف الإسرائيلية أمس، نقلاً عن أوساط سياسية رفيعة المستوى أن إسرائيل، التي تابعت في شكل فعال المحادثات التي تمت في العاصمة الأردنيةعمان بشأن تحديد مناطق التهدئة جنوب سورية، معنية بإقامة منطقتين للهدنة، واحدة على حدود خط وقف إطلاق النار بين سورية وإسرائيل في الجولان، وثانية عند الحدود السورية- الأردنية «لمنع وجود أي قواعد لإيران وحزب الله تزعزع الاستقرار في المنطقة». وأضافت أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أبلغ قادة عدد من دول العالم الضالعة في وضع ترتيبات جديدة في سورية بذلك. ولفت المعلق في الشؤون العربية في صحيفة «هآرتس» تسفي بارئيل إلى أن عدم إشراك إيران و «حزب الله» في الاتفاق يجعل التزامهما به موضع شك.