يسود هدوء حذر منطقة الحدود الإسرائيلية اللبنانية في أعقاب هجوم لحزب الله اللبناني على آليتين عسكريتين في منطقة جبل روس ما أدى إلى مقتل ضابط وجندي إسرائيليين، وقالت إسرائيل أمس: إنها تلقت رسالة منقولة عن حزب الله تفيد بأن الحزب ليست لديه الرغبة في تصعيد العنف، واستأنف جيش الاحتلال الاسرائيلي أمس عمليات الحفر التي بدأها أمس على الحدود مع لبنان بحثًا عن أنفاق قد يكون حزب الله اللبناني يقوم بحفرها عبر الحدود. رسالة حزب الله وقال وزير الدفاع الإسرائيلي موشى يعلون: إن إسرائيل تسلمت رسالة من قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في لبنان مفادها أن حزب الله ليست لديه الرغبة في مزيد من التصعيد. وأضاف: «تلقينا في الواقع رسالة. توجد خطوط تنسيق بيننا وبين لبنان عبر اليونيفيل (قوة الأممالمتحدة) وتم تسلم رسالة بهذا المعنى من لبنان فعلًا». وقال يعلون في مقابلة إذاعية منفصلة: «لا يمكنني القول إن الأحداث باتت وراء ظهرنا. وإلى أن تهدأ المنطقة تمامًا ستظل قوات الدفاع الإسرائيلية مستعدة وجاهزة». وذكرت الإذاعة أن تقارير صحفية ترددت عن تبادل رسائل بين إسرائيل وحزب الله عبر قوات اليونيفيل الدولية أكد خلالها الطرفان رغبتهما في احتواء التصعيد بينهما. رسالة اسرائيلية وأبلغت إسرائيل مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة بأنها ستتخذ كل الإجراءات الضرورية للدفاع عن نفسها بعد تبادل لإطلاق النار مع حزب الله أثار المخاوف من نشوب حرب واسعة النطاق. وقال السفير الإسرائيلي لدى الأممالمتحدة رون بروسور في خطاب لمجلس الأمن: «إسرائيل لن تقف مكتوفة الأيدي بينما يستهدف حزب الله الإسرائيليين». وأضاف: «إسرائيل لن تقبل أي هجمات على أراضيها وستمارس حقها في الدفاع عن النفس وستتخذ كل الإجراءات الضرورية لحماية شعبها». وقعت أعمال العنف أمس الأربعاء وتمثل أكبر تصعيد منذ حرب عام 2006. وأدان مجلس الأمن الدولي مقتل الجندي الإسباني. في حين عبر الأمين العام للأمم المتحدة عن «أسفه الشديد» لمقتل الجندي داعيًا جميع الأطراف إلى ممارسة أقصى درجات الهدوء وضبط النفس. من جانبه قال السفير الإسباني لدى الأممالمتحدة رومان أويارزون مارتشيزي: إن بلاده تريد تحقيقًا شاملًا في الحادث. ولدى سؤاله عن مصدر النيران التي قتلت الجندي قال السفير للصحفيين: «جرى الأمر بسبب تصعيد أعمال العنف وجاءت النيران من الجانب الإسرائيلي». وقال بروسور: «الأحداث في الشمال ما زالت تتكشف وتقدم إسرائيل تعازيها لقوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة «يونيفيل» وللحكومة الإسبانية في مقتل أحد جنودها». وأضاف «أحث مجلس الأمن الدولي على إدانة حزب الله علنا وبشكل لا لبس فيه». ومضى يقول: «يجب نزع سلاح التنظيم الإرهابي وعلى حكومة لبنان الوفاء بالتزاماتها الدولية وتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 1701 بالكامل». وأوقف القرار رقم 1701 الحرب بين إسرائيل وحزب الله في جنوبلبنان عام 2006، ولا يزال الجنوب معقلًا لحزب الله. البحث عن أنفاق وذكرت تقارير إسرائيلية أن الجيش استأنف صباح أمس الخميس عمليات الحفر التي بدأها أمس على الحدود مع لبنان بحثًا عن أنفاق قد يكون حزب الله اللبناني يقوم بحفرها عبر الحدود. وأوضحت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أن الجيش أعلن أن عمليات الحفر ستستمر أسبوعًا. وأضافت إن الجيش أكد عدم وجود معلومات استخباراتية تشير إلى وجود مثل هذه الأنفاق، إلا أن السكان أبلغوا عن سماع أصوات مريبة. تحميل إيران المسؤولية وقال مصدر سياسي بعد جلسة لتقييم الموقف ترأسها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بحضور عدد من كبار مسؤولي الأجهزة الأمنية: «إن إيران تتحمل المسؤولية عن الاعتداء الذي نفذه حزب الله». وأكد المصدر أن إسرائيل «لن تسمح لإيران بفتح جبهة جديدة في هضبة الجولان». رد آمن وفي السياق رأت صحف لبنانية أمس أن إقدام حزب الله على مهاجمة موكب إسرائيلي عند الحدود اللبنانية الإسرائيلية ردًا على غارة الجولان يؤكد عدم رغبة الحزب في التصعيد وإشعال حرب مع إسرائيل. وكتبت صحيفة السفير المؤيدة لحزب الله «كان واضحًا أن انتقاء «المزارع» هو إلى حد ما (الخيار الآمن) الذي يوفق بين حتمية الرد وبين الرغبة في عدم التصعيد (الحرب)، إذ أن «المزارع» منطقة لبنانية محتلة تقع خارج نطاق القرار 1701» الذي أنهى حرب عام 2006. وأضافت الصحيفة إن حزب الله وضع في حساباته أيضًا أن «الرد عبر الجولان وما سيليه من تداعيات قد يؤدي إلى إحراج حليفه السوري المنشغل بمواجهة القوى التكفيرية، وربما إلى تدحرج المنطقة كلها نحو مواجهة واسعة، وهو الأمر الذي لا يريده الحزب». بدورها كتبت صحيفة «النهار» القريبة من 14 آذار «بدا واضحًا أن رد الحزب في مزارع شبعا حصرًا استهدف تحقيق توازن الردع ضمن تبادل الضربات التي لا تشعل حربًا شاملة إذ إن منطقة المزارع المحتلة لا تزال ضمن قواعد الاشتباك منذ 2006». كما رأت صحيفة «اللواء» أن «الهدوء الذي ساد الحدود عقب توقف القصف الإسرائيلي وعدم حصول أي نزوح للأهالي كلها مؤشرات على أن الحزب لا يعيش أجواء التصعيد». صواريخ كورنت واستخدم حزب الله صواريخ كورنت الروسية في الهجوم على الدوريات الإسرائيلية في منطقة مزارع شبعا جنوبلبنان. وتعتبر صواريخ كورنت أبرز القذائف الصاروخية الموجهة المضادة للدروع والتحصينات، ويعتمد الصاروخ على نظام ليزر للتوجيه مع مناعة عالية ضد التشويش، ويحمل رأسًا شديد الانفجار ذي قدرة اختراق تدميرية. وظهر الصاروخ في روسيا عام ألف وتسعمائة وأربعة وتسعين ليصدر بعدها إلى العالم. وبإمكان الصاروخ التعامل مع أهداف برية متنوعة بين الثابت والمتحرك كالدبابات والعربات المدرعة والمخابئ والتحصينات، كما يمكنه إسقاط الطائرات ذات العلو المنخفض خاصة الطائرات المروحية. ويبلغ قطر الصاروخ مائة واثنين وخمسين ميليمترًا، وطوله ألف ومائتا ميليمتر، وتفوق سرعته سرعة الصوت، ويتراوح مداه بين مائة متر وخمسة آلاف وخمس مائة متر. ويعتمد الصاروخ على نظام دفع بالوقود الصلب بمخرجين للعادم بكل جانب، يمنحانه ميزة الدوران حول نفسه عند الانطلاق نحو هدفه، ما يزيد من استقراره خلال الطيران. والصاروخ مجهز برأس حربي شديد الانفجار زنته سبعة كيلوغرامات، وذو قدرة اختراق تدميرية تتراوح بين ألف وألفين ومائتي ميليمتر من المواد المصفحة، وثلاثة أمتار من الخرسانة المسلحة. ويمكن إطلاق الصاروخ من على حامل ثلاثي الأذرع، أو من على ظهر عربة مزودة بقاعدة إطلاق. هجوم على نتنياهو وفي شأن إسرائيلي آخر هاجم رئيس الموساد السابق اللواء احتياط مئير دغان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وادعى بأنه قلق على القيادة اليوم ولا يثق بها. وقال في يوم دراسي في جمعية إرئيل شارون للقيادة مساء الاربعاء في جامعة تل أبيب: «أعتقد أن رئيس الوزراء وبينيت يقودان إسرائيل إلى دولة ثنائية القومية، الأمر الذي يبدو في نظري مصيبة وضياعًا للحلم الصهيوني». وقال: «أنا أريد أن أعيش في دولة يهودية، ولا أريد أن أستعبد وأحجز مواطنين من الصنف الثاني. لأسفي بين النهر والبحر يعيش أكثر من 6 ملايين فلسطيني، بعضهم مواطنون إسرائيليون، وأكثر من 6 ملايين يهودي. والسياسة التي يتخذونها هي إشكالية في مجال السلوك تجاه صديقتنا الأكبر الولاياتالمتحدة. عندي علامات استفهام قاسية على الاتجاهات التي تقود إليها قيادتنا السياسية». من جهتها اتهمت نائب زعيم التكتل الصهيوني في إسرائيل تسيفي ليفني رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو بضرب قدرة الردع الإسرائيلي. وأكدت بحسب موقع صحيفة «يديعوت أحرونوت» أمس أن التعامل مع حزب الله يأتي من خلال اصطفاف دولي ضد هذا التنظيم وباقي التنظيمات، وهذا ما وعدت به مع زعيم التكتل الصهيوني يتسحاق هيرتصوغ معتبرة الانضمام إلى التحالف الدولي ضد التنظيمات «الإرهابية» هو الحل، فمن خلال الجهود الدولية والتي من ضمنها دول عربية لا تريد مشاهدة حزب الله على الخارطة يمكن التصدي لهذا التنظيم ومواجهته ووقف تهديداته. وعادت ليفني لتذكر بأن نتنياهو والسياسية التي اتبعها في العدوان الأخير على قطاع غزة هي التي ضربت قدرة الردع الاسرائيلية من خلال رفضه لما طرحته أثناء العدوان لنزع السلاح من قطاع غزة، حيث تبنت الولاياتالمتحدة هذا الموقف ما كان سيسمح بتدخل دولي لتحقيق ذلك، ولكن الطريقة التي استخدمها نتنياهو والتي تخدم مصالح حزبية ضيقة هي التي ساهمت في ضرب قوة الردع الإسرائيلي.