أكد مسؤول كردي أن القوات العراقية تلاحق بقايا عناصر تنظيم «داعش» الذين ما زال بعضهم يتحصن داخل أنفاق خلال عملية «تطهير» لآخر معقل لهم في مدينة الموصل، فيما كشفت قوات «التحالف الدولي» والبيشمركة الكردية عن اتفاق لشن عملية استعادة قضاء تلعفر غرب نينوى «أولاً»، قبل قضاء الحويجة جنوب محافظة كركوك. وكان رئيس الوزراء حيدر العبادي وصل أول من أمس إلى الموصل بعد بضع ساعات من إعلان قوات «جهاز مكافحة الإرهاب» وصولها إلى الضفة الغربية لنهر دجلة الذي يشق المدينة، عقد خلالها اجتماعا مع القيادة العسكرية وشدد على «التريث في إعلان النصر»، ثم تجول في بعض الأحياء والأسواق التي شهدت احتفالات عفوية ابتهاجاً بقرب استعادة المدينة. وقال الناطق باسم تنظيمات «الاتحاد الوطني الكردستاني» في نينوى غياث سورجي ل «الحياة» إن «القتال الفعلي متوقف في الشطر الغربي من الموصل، وما يجري الآن وهو عملية تطهير وتفتيش في منطقة الميدان لملاحقة ما تبقى من عناصر داعش المتخفين، خصوصاً داخل شبكة أنفاق متشعبة، فضلاً عن عملية إبطال وتفكيك العبوات الناسفة في الطرق والمباني». وأشار إلى أن «العبادي ما زال موجوداً في الموصل وينتظر أن يعلن رسمياً النصر النهائي بعد التشاور مع القيادات العسكرية». وكشف سورجي عن «معلومات تفيد بأن حوالى 100 أسرة ما زالت تواجه صعوبة في الإفلات من محيط يشكل جيب صغير لعناصر التنظيم، لكن المعركة ستحسم بشكل كلي خلال الساعات القليلة المقبلة، ليعلن رسمياً عن النصر». وقال مصدر عسكري: «ما زالت هناك جيوب صغيرة للتنظيم في منطقتي القليعات شرقي البلدة القديمة، والشهوان في الجهة الشمالية، وانفجرت أربعة مبان في المنطقتين كان التنظيم قد فخخها، وتم اليوم (أمس) قتل انتحاريين اثنين قبل أن يتمكنا من تفجير نفسيهما في البلدة القديمة، وتم قتل عناصر بنيران من الطائرات أثناء محاولتها الفرار». ونقلت وكالة «فرانس برس» عن القائد في «جهاز مكافحة الإرهاب» الفريق الركن سامي العارضي، أن «هناك اشتباكات قوية مع عناصر داعش يرفضون الاستسلام». من جانبه أكد قائد شرطة نينوى العميد الركن واثق الحمداني «مقتل القيادي في داعش سلام غانم عبدالله سلطان أثناء محاولته الفرار عبر النهر». ورحب عدد من الدول العربية والغربية والاتحاد الأوروبي باستعادة المدينة، مهنئة العراقيين بالنصر لكنها حذرت من أن «دحر داعش في الموصل لا يعني نهايته، وما زال يتعين بذل مزيد الجهود للقضاء على التنظيم نهائياً، والعمل على إعادة الإعمار وحفظ الأمن». وبدأت المشاورات تحضيراً لشن عملية عسكرية لاستعادة قضاء تلعفر (60 كيلومتراً غربي الموصل)، والذي تحاصره منذ بضعة أشهر قوات «الحشد الشعبي» والتي يعزو مراقبون التأخير في تحريرها لاعتبارات سياسية أبرزها تحفظات أنقرة من اقتحام الحشد القضاء الذي كانت تقطنه غالبية من القومية التركمانية. وقال القائد في قوات البيشمركة بمحور محافظة كركوك: «اتفقنا مع قوات التحالف على تأجيل عملية استعادة الحويجة إلى ما بعد استعادة تلعفر». وأفادت مصادر محلية أمس بأن «داعش أقدم على تنفيذ عمليات إعدام بحق المدنيين في تلعفر للتغطية على خسارته الموصل»، واتهم مصدر «الحريات للدفاع عن المرأة المعنفة» أمس، التنظيم «بإعدام 27 امرأة وطفل في مجزرة في تلعفر».