واصلت قوات «البيشمركة» الكردية تقدمها في قرى وبلدات محور الخازر، شرق محافظة نينوى، وباتت على بعد نحو 25 كلم من الموصل، فيما قال رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أن استعادة المدينة ستنطلق خلال أيام. وبدأت «البيشمركة»، منذ أول من أمس، حملة واسعة للسيطرة على قرى في سهل نينوى في ما يعرف ب «المناطق المتنازع عليها» بين أربيل وبغداد، تمهيداً لمعركة لاستعادة الموصل، بمشاركة 5500 مقاتل وبإشراف مباشر من رئيس الإقليم مسعود بارزاني. وقال الناطق باسم تنظيمات «الاتحاد الوطني الكردستاني» في نينوى غياث سورجي ل «الحياة»: «تم تحرير أربع قرى يقطنها مواطنون من مكون الشبك وتتبع ناحية برطلة (في سهل نينوى) خلال اليوم الاول لانطلاق العملية، وهي تل أسود وجمكور وزهرة خاتون والمفتية، كما تم اليوم (أمس) تحرير ستة قرى أخرى تقطنها عشائر الكاكائية وتتبع ناحية النمرود في قضاء الحمدانية، وهي قرى وردك وكندكان وتولبن وكوربول ومجيدية، وهي مهجورة تركها سكانها بعد سقوطها بيد داعش في حزيران (يونيو) 2014». وأشار إلى أن «البيشمركة اقتربت مسافة تقدر بنحو 11 كلم من ناحية برطلة، و15 كلم من قضاء الحمدانية، لتصبح المسافة الفاصلة بين المناطق التي سيطرت عليها والموصل نحو 25 كلم». وأظهرت لقطات بثتها قنوات كردية أمس عدداً من أسرى «داعش» لدى «البيشمركة». وعن المرحلة الثانية من المعركة قال: «وفقاً للمعلومات فإن المرحلة الثانية من الهجوم ستشمل تحرير سهل نينوى بالكامل»، نافياً «تقارير إعلامية عن وجود أي قوات مشاة أميركية مع قوات البيشمركة باستثناء المستشارين والخبراء الذين يقدمون المشورة ويقومون بعمليات الرصد». لكن وكالة «باس» المقربة من «الحزب الديموقراطي الكردستاني، بزعامة بارزاني، أكدت نقلاً عن القائد في «البيشمركة» في محور كوير، جنوب أربيل، حسن خالد حسن «وجود قوة أميركية معززة بأسلحة متطورة في قرية أبو شيته، وذلك تحسباً لهجوم قد يشنه داعش في المحور». وعن أسباب توقف تقدم القوات العراقية في المحور الجنوبي لنينوى قال سورجي إن «هذه الجبهة تنتظر حسم معركة الفلوجة وإرسال القوات من هناك لتعزيز الموجودة حالياً جنوب الموصل، على خلفية خلافات كانت حصلت بين بغداد وحكومة نينوى حول إشراك قوات من الحشد الشعبي في المعركة، وكانت الحكومة شكلت لواءين من التركمان الشيعة، واثنين آخرين من الشبك الشيعة، لإشراكها في معركة الموصل». وكان رئيس الوزراء حيدر العبادي أعلن أول من أمس، خلال حضوره جلسة البرلمان أن عملية تحرير الموصل ستنطلق خلال الأيام المقبلة. الى ذلك، أعلنت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين أمس أن «نحو 4200 مدني فروا من الموصل باتجاه سورية، وهم لا يملكون سبيلاً آخر للهروب من الحرب». من جهة أخرى، أكد مصدر عسكري كردي «إحباط هجمات انتحارية بعربات مفخخة شنها داعش على مواقع للبيشمركة في مرتفعات محور بادوش، شمال الموصل»، فيما نشر المكتب الإعلامي ل «ولاية الجزيرة» التابعة للتنظيم صوراً لعملية إعدام ثلاثة مواطنين من سكان قضاء تلعفر بتهمة «التخابر مع قوات الأمن».