التقى رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي القادة الميدانيين في الموصل وهنأهم ب «الإنتصار الكبير»، فيما ارتفعت الأعلام فوق أنقاض المباني المهدمة. وقدرت وزارة الدفاع الأميركية خسائر جهاز مكافحة الإرهاب في المعركة التي استمرت سبعة شهور ب «40 في المئة» من عناصره، طالبة 1.269 بليون دولار لمواصلة دعم القوات العراقية). وتجول العبادي في شوارع الجانب الغربي للموصل أمس، وسط ترحيب حار من الأهالي، بعد إعلانه هزيمة «داعش»، معتبراً ذلك «نصراً كبيراً» للقوات التي تنتظرها مهمة تحرير ثلاثة أقضية ما زال التنظيم يسيطر عليها. واختار العبادي الذي ارتدى بدلة عسكرية سوداء (زي جهاز مكافحة الإرهاب)، سوقاً شعبية في الجانب الأيسر (الشرقي) للموصل وتجوّل وسط أهالي المدينة الذين هتفوا مرحبين به. وأعلن هزيمة «داعش» في المدينة في شكل كامل، مشدداً على ضرورة «إدامة الانتصارات وإعادة الخدمات والبنى التحتية». وأضاف أن «المقاتلين في العراق أبهروا العالم بشجاعتهم، إذ لم يكن الآخرون يتصورون إمكان انتصارهم». وكانت قوات مكافحة الإرهاب أعلنت أمس رفع العلم الوطني فوق الضفة الغربية لنهر دجلة، دليلاً على إنهاء آخر جيوب «داعش». لكن إطلاق النار لم يتوقف في أزقة المدينة القديمة خلال عمليات التمشيط، ويتوقع أن تخوض القوات المشتركة اشتباكات محدودة في بعضها (رويترز). كما يتوقع أن يكثف التنظيم عملياته الانتحارية في سائر المحافظات. وأفادت وسائل إعلام محلية، نقلاً عن مصادر أمنية قولها بأنه «أصدر تعليمات تؤكد ممارسته أعماله في مقرات بديلة في قضاء تلعفر». وانطلقت عملية واسعة لاستعادة الموصل في 17 تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، وتمكنت القوات الحكومية بعد نحو ثلاثة أشهر من السيطرة على جزئها الشرقي، وبدأت في 19 شباط (فبراير) الماضي عملية ثانية للسيطرة على الجانب الغربي. لكن ملاحقة «داعش» تحتم عليها التوجه للسيطرة على آخر معاقله في تلعفر التي تحاصرها قوات «الحشد الشعبي»، وكذلك قضاء القائم وهو جزء من محافظة الأنبار على الحدود العراقية- السورية، فضلاً عن قضاء الحويجة، غرب محافظة كركوك. وترى مصادر عراقية أن الأقضية الثلاثة التي يسيطر عليها التنظيم حالياً هي بحكم الساقطة عسكرياً، فلا طرق تربطها، ولا مميزات استراتيجية تمنع اقتحامها، وتضيف أن تأخير استعادتها، إذا حصل، سيكون في الغالب لأسباب سياسية. وتوقعت مصادر غربية أن يؤجج تحرير الموصل الخلافات العربية- الكردية، فكردستان تطالب بضم بعض الأقضية في نينوى إلى الإقليم. وظهر المؤشر إلى هذه الخلافات، في التنافس بين «البيشمركة» من جهة، والقوات العراقية و «الحشد الشعبي» من جهة أخرى، على استعادة قضاء الحويجة (محافظة كركوك)، ما دفع القوات الأميركية الى تأخير إطلاق حملة تحريره. ولا يختلف الحال في قضاء القائم، في أقصى غرب الأنبار، حيث استعدت قوات «الحشد» للسيطرة عليه، لكن قوات التحالف الدولي، بقيادة الولاياتالمتحدة، كثفت وجودها في جانبي الحدود العراقية - السورية وأوقفت العملية.