تواصلت الاشتباكات بين عناصر «داعش» وقوات «البيشمركة» الكردية للسيطرة على بلدة تلسقف المسيحية، عند أطراف محافظة نينوى. وأعلن وفد أممي في أربيل برنامجاً «مستقبلياً» استعداداً لموجات نزوح كبيرة مع انطلاق عملية استعادة الموصل. وكان التنظيم بسط سيطرته بضع ساعات على بلدة تلسقف، شمال الموصل، في أول هجوم موسع يشنه منذ أشهر على محاور عدة، مستخدماً 18 انتحارياً يقودون عربات مفخخة اخترقت الخطوط الدفاعية لقوات «البيشمركة». وقال الناطق باسم تنظيمات «الاتحاد الوطني الكردستاني» في نينوى غياث سورجي ل «الحياة» إن «داعش شن خمس هجمات انتحارية على مواقع لقوات البيشمركة في بلدة تلسقف وأطرافها، ما أدى إلى قتل عنصر من القوات الكردية»، وأوضح أنه «بعد استعادة البلدة، تمكن عدد من عناصر التنظيم من التخفي بين الأحراش ليشن خمسة منهم هجمات انتحارية، وتم قتل أحدهم قبل وصوله إلى الهدف». وأعلنت قيادة «البيشمركة» في بيان أمس أن «حصيلة مواجهات الثلثاء كانت أكثر من 100 قتيل إرهابي وتدمير 42 عجلة عسكرية للعدو، بعد استعادة السيطرة على المواقع التي احتلها مدة وجيزة»، وأكد «مصرع وإصابة عدد من عناصره فضلاً عن قتل جندي أميركي»، لكن مسؤول العلاقات في الحزب «الديموقراطي الكردستاني»، بزعامة مسعود بارزاني، هيمن هورامي أكد قتل «عشرة من عناصرالحزب في المواجهات». إلى ذلك، شن التنظيم أمس هجوماً على مواقع للقوات العراقية في قرى خطاب وخربردان ومهانة التي استعادتها قبل أسبوعين، وتقع بين ناحية القيارة وقضاء مخمور، جنوب شرقي الموصل. وقال الناطق باسم تنظيمات حزب البارزاني في نينوى سعيد مموزيني ل «الحياة» إن «معلوماتنا تفيد بأن عدداً من مستشفيات الموصل امتلأت بقتلى التنظيم، وتمّ منع المواطنين المرضى المدنيين من الدخول إليها». ونشرت وسائل إعلام كردية صور أثنين من أسرى «داعش»، فيما بثّ الأخير صور اثنين من عناصره الذين نفذوا الهجمات الانتحارية. وأعلن مصدر عسكري كردي «صدّ هجوم شنه داعش على مواقع البيشمركة في قرية قصاب تل، قرب تلعفر (غرب الموصل)، في مؤشر إلى محاولة التنظيم فتح جبهات جديدة»، مشيراً إلى أن «الإرهابيين شنوا هجوماً جديداً في محور الناوران وخاضت البيشمركة مواجهات عنيفة، وشاركت طائرات التحالف الدولي في إحباط الهجوم». جاء ذلك فيما بحث رئيس الوزراء حيدر العبادي مع قيادة العمليات المشتركة في «الاستعدادات الجارية لإطلاق عمليتَي تحرير مدينة الموصل والفلوجة». وعلى صعيد جهود الإغاثة الإنسانية، التقى المسؤول العام للمفوضية السامية لشؤون اللاجئين في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أمين عوادي رئيس حكومة إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني، وأفاد بيان حكومي بأن «اللقاء تناول البرنامج المستقبلي للمنظمة بالتنسيق مع الإقليم لأخذ الاحتياطات في ظل توقعات بنزوح موجات كبيرة مع انطلاق عملية تحرير الموصل».