أكد المتحدث باسم الرئاسة العامة للإرصاد وحماية البيئة حسين القحطاني أن الفرصة لا تزال مهيأة لهطول أمطار على جدة ومنطقة مكةالمكرمة اليوم، استمراراً لما أعلنته الأرصاد عن حال عدم استقرار على مجمل أجواء المملكة وبخاصة المنطقة الغربية. وقال ل «الحياة» أمس: «تأثرت جدة أمس (الأربعاء) بهطول أمطار غزيرة وصلت كميتها في المناطق الجنوبية لجدة إلى أكثر من 100 ملم، فيما سجلت في شمال جدة قرابة 40 ملم، وتوقعت الأرصاد أن تنخفض الحالة تدريجياً اليوم مع وجود فرصة لتكوّن السحب الممطرة». ولفت إلى أن الأمطار على جدة هطلت من خلال سحب «لولبية» محملة بكميات أمطار عالية استمرت قرابة 5 ساعات، وهي تعد أمطاراً غير مسبوقة وتاريخية، إذ لم تسجل جدة أمطاراً بهذه الغزارة منذ سنوات طويلة بحسب قوله، ملمحاً إلى أن الأمطار التي سجلتها جدة تجعل الوضع مؤهلاً لوصول السيول المنقولة إلى أحياء وشوارع المدينة. من جهته، أكد المتحدث الرسمي لدى هيئة الطيران المدني خالد الخيبري أن الحركة الجوية على مطار الملك عبدالعزيز بجدة وبقية المناطق في حالة جيدة ولم يتم تأجيل رحلات بسبب الأمطار، وقال إن المدارس في منطقة مطار الملك عبدالعزيز لم تتضرر بمياه الأمطار، لافتاً إلى أن المياه في المدارس وفقاً للمعيار الدولي لقياس كمية المياه تعد مقبولة ولا تستدعي تعطيل الحركة الجوية. وغمرت المياه حي التوفيق (شرق جدة) للمرة الثالثة خلال أسابيع. وقال عبدالعزيز الناشري أحد سكان الحي إنه تمكّن من المغادرة سريعاً برفقة أهله عند بداية هطول الأمطار، بعد تجربة مريرة قبل أسابيع حينما لم يتمكنوا من الخروج إلا عبر فرق الإخلاء التابعة للدفاع المدني.وأشار إلى أن الدور الأرضي في منزله غمر بأكمله بالمياه، لافتاً إلى أن عدداً من سكان الحي لجأوا إلى جيرانهم في الأدوار العلوية بعد أن تعرضوا إلى المشكلة نفسها. وأكد الناشري أن عدداً كبيراً من السيارات في الحي غطتها المياه. وفي حي النخيل حيث يسكن الإعلامي عبدالعزيز قاسم حالٌ أكثر مأسوية، إذ نقل عبر مجموعته البريدية قصته مع المطر، وقال قاسم ل «الحياة» إن المياه غمرت الطابق السفلي لمنزله بالكامل، فيما تعرّض جيرانه للغرق، وجرفت مياه الأمطار السيارات بشوارع الحي الذي يقع بالقرب من مخطط أم الخير. وقال قاسم: «من حسن حظي أنني أوقفت سيارتي بعيداً عن المكان، وإلا لبقيت في منزلي أشاهدها تنجرف وتغرق من دون أن أحرك ساكناً». وتشير مصادر «الحياة» إلى امتلاء الدور السفلي لمبنى الأرصاد وحماية البيئة بالمياه، وكذلك مدرج قاعدة الطيران التابع للدفاع المدني، إضافة إلى مبنى مجمع البريد في منطقة البلد. وتحدث أحد الموظفين ل «الحياة» من داخل المبنى عن احتجازه فيه برفقة العشرات من الموظفين حتى ساعات المساء. وقال: «إن موظفات البريد مازلن محتجزات في القسم النسائي غير قادرات على الخروج حتى الساعة السابعة مساءً». وعلمت «الحياة» أن هناك شركات طيران منحت المسافرين الذين لم يتمكّنوا من اللحاق برحلاتهم الحق في الحصول على مقعد في رحلة أخرى بعد أن علق كثير منهم في شوارع جدة ولم يتمكنوا من الوصول إلى المطار.