تواصل الأطراف السنّية في العراق محاولاتها دمج المؤتمر الذي دعا إليه رئيس البرلمان الأسبق محمود المشهداني، حول مستقبل «المحافظات السنّية المحررة»، مع مؤتمر آخر دعا إليه رئيس البرلمان الحالي سليم الجبوري، فيما أفاد نائب بأن الأزمة الخليجية ألقت بظلالها على مساعي توحيد مؤتمر القوى السنّية. وكان المشهداني أعلن أول من أمس عن عقد مؤتمر القوى السنّية تحت اسم «مؤتمر بغداد الوطني» الخميس المقبل بمشاركة شخصيات شيعية، في محاولة لإبعاد الصبغة الطائفية عن المؤتمر. وفي المقابل دعا رئيس البرلمان سليم الجبوري إلى مؤتمر يبحث «رؤية مستقبلية» للمحافظات المحررة في إطار الدولة العراقية وانطلاقاً من العاصمة بغداد. وقال النائب عن «اتحاد القوى العراقية» السنّي، أحمد الجربا ل «الحياة» أن «الإصرار على عقد أكثر من مؤتمر لبحث مستقبل المحافظات المحررة من تنظيم داعش سيؤدي إلى تشتيت الجهود وضياع فرصة الاتفاق على رؤية سياسية موّحدة لمرحلة ما بعد التحرير». وأشار إلى أن «الأزمة الخليجية الراهنة ألقت بظلالها على البلاد، وكانت من أسباب الانقسام السنّي. وعلى سبيل المثل، فإن الأطراف التي تدعمها قطر تحاول إقامة مؤتمرها بعيداً من الأطراف السنّية الأخرى». وتابع الجربا: «ربما لن تتمكن المشاورات الحالية من توحيد مؤتمري المشهداني والجبوري، خصوصاً أن الأهداف والطموحات السياسية تطغى على الأهداف الإنسانية، لذا لم توجه الدعوات إلى الشخصيات العشائرية والمحلية في هذه المحافظات». في هذه الأثناء، علمت «الحياة» من مصدر مطلع أن احتمالات تأجيل «مؤتمر القوى السنّية» المقرر عقده الخميس المقبل، بدأت تتصاعد بسبب كثرة الخلافات حول جدول أعمال المؤتمر واحتمالات مقاطعة كثرٍ من الأطراف السنّية المهمة. وقال المصدر أن «رئيس البرلمان سليم الجبوري قد يضطر إلى نقل مؤتمر تحالف القوى الوطنية العراقية (المكمل لمؤتمر أنقرة الذي عقد قبل نحو شهرين) إلى أربيل بسبب عدم الحصول على الضمانات الكافية لتسوية الملفات القضائية لبعض الشخصيات السنّية، وفي مقدمها وزير المال السابق رافع العيساوي». وأشار إلى وجود محاولات «لتوحيد الجهود وعقد مؤتمر جامع لكل الأطراف السنّية». إلى ذلك، أكد النائب عن «التحالف الوطني» عامر الفايز أن «اتحاد القوى السنّية يشهد صراع زعامات لإثبات قدرة كل شخصية على تمثيل المكوّن السنّي قبيل الدخول في الانتخابات المحلية والنيابية». وأضاف أن «الهدف الأساسي من عقد مؤتمر بغداد هو كسب التأييد السنّي والحصول على المزيد من الأموال والمكاسب، وليس إنقاذ البيت السنّي الذي يعاني من النزوح والتشريد والإرهاب والجوع». وأشار الفايز إلى أن «الطائفة السنّية تعارض تمثيل تلك الشخصيات السياسية، وتحاول إيجاد شخصيات جديدة قادرة على إدارة الأزمة وإخراج البيت السنّي من النفق المظلم».