تتواصل الاشتباكات بين «قوات سورية الديموقراطية» وقوات عملية «غضب الفرات» من جانب، وتنظيم «داعش» من جانب آخر، على محاور في جنوب مدينة الرقة، عند الضفاف الجنوبية لنهر الفرات، حيث تمكنت الأولى من تحقيق تقدم شرق قرية رطلة والسيطرة على أجزاء من كسرة محمد آغا (كسرة سرور). وفي حال تمكنت «قوات سورية الديموقراطية» من تثبيت سيطرتها على القرية، فإن ذلك يتيح لها التقدم إلى منطقة العكيرشي التي كانت تضم معسكراً لتدريب عناصر تنظيم «داعش» والمعروف باسم «معسكر الشيخ أسامة بن لادن»، والتي شهدت في النصف الثاني من 2015 تنفيذ تنظيم «داعش» أكبر عملية إعدام جماعي بحق اكثر من 200 من عناصره الشيشان ومن جنسيات وسط آسيوية. وكان أحد قيادات الصف الثاني السابقين في التنظيم قد ابلغ «المرصد السوري» أن العناصر كانوا بصدد الانشقاق عن تنظيم «داعش» والتوجه للانضمام إلى صفوف «جبهة النصرة» (تنظيم «القاعدة في بلاد الشام»)، قبل أن يكشف أمرهم من قبل القيادات الأمنية للتنظيم. وتم اقتياد العناصر الذين حاولوا الفرار، إلى منطقة العكيرشي التي يوجد فيها معسكر للتنظيم، ونفذت عناصر «داعش» اعدامهم ورمي جثثهم في منطقة الهوتة في ريف الرقة حيث توجد حفرة طبيعية كبيرة، حولها التنظيم منذ سيطرته على المنطقة، إلى مكان لرمي جثث ضحاياه فيها. واستمرت امس الاشتباكات على محاور في المدينة القديمة وأطراف حي هشام بن عبد الملك ومحيط سوق الهال وحي البريد في شرق المدينة وغربها، بين «قوات سورية الديموقراطية» المدعمة بالقوات الخاصة الأميركية من جهة، وتنظيم «داعش» وترافقت الاشتباكات مع قصف لطائرات التحالف الدولي وضربات استهدفت مناطق سيطرة التنظيم فيها. وكانت دفعة جديدة من الأسلحة التي أرسلتها قوات التحالف الدولي إلى مناطق سيطرة «قوات سورية الديموقراطية» قد دخلت المدينة الأربعاء. وقال «المرصد السوري» انه رصد دخول عشرات الشاحنات التي تحمل أسلحة وتعزيزات عسكرية ضخمة، من الحدود السورية – العراقية، إلى مناطق سيطرة «قوات سورية الديموقراطية» في محافظة الحسكة، واتجهت نحو مدينة الرقة، للمشاركة في معركة الرقة الكبرى التي تهدف لطرد تنظيم «داعش» من المدينة. وتواصلت في غضون ذلك المعارك العنيفة بين القوات النظامية والمسلحين الموالين لها وبين تنظيم «داعش» في محور جباب حمد ومحاور أخرى في ريف حمص الشرقي. ووردت أنباء عن المزيد من الخسائر البشرية في صفوف الطرفين، وسط معلومات مؤكدة عن تقدم للقوات النظامية في مواقع عدة. وتزامنت الاشتباكات مع قصف مكثف من قبل القوات النظامية على مناطق في محيط مدينة السخنة، وبلدة الطيبة بالريف الشرقي لحمص. وتمكنت القوات النظامية اول من أمس من تحقيق تقدم بلغ نحو 10 كلم في اتجاه مدينة السخنة، ما جعل هذه القوات على مسافة نحو 15 كلم من المدينة الإستراتيجية التي تعد بوابة جديدة للدخول إلى محافظة دير الزور التي يسيطر تنظيم «داعش» على غالبيتها. ويتزامن هذا التقدم للقوات النظامية والمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وغير سورية، مع تقدم في شرق حقول آرك، إذ تمكنت هذه القوات من الالتفاف من محاور عدة على حقل الهيل النفطي، ضمن السعي الروسي المستمر للسيطرة على حقول النفط والغاز في البادية السورية. ووجهت القوات النظامية والطائرات الحربية قصفاً مكثفاً بالقذائف والصواريخ على مواقع «داعش» في المنطقة ماتسبب في سقوط خسائر بشرية مؤكدة في صفوف عناصر التنظيم. كما شهدت مدينة السخنة خلال الأيام الفائتة عمليات قصف مكثف.