استمرت الاشتباكات العنيفة في مدينة الرقة إلى ما بعد منتصف ليل الثلثاء– الأربعاء بين «قوات سورية الديموقراطية» و «قوات النخبة السورية» المدعمة بالقوات الخاصة الأميركية من جهة، وعناصر تنظيم «داعش» من جهة أخرى، في عدة محاور في محيط المدينة القديمة، وسط قصف متبادل بين الطرفين وأنباء عن خسائر بشرية في صفوفهما. وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أول من أمس، إن قوات عملية «غضب الفرات» تمكنت من تحقيق تقدم واستعادة السيطرة على حي الصناعة الذي سيطرت عليه عناصر من تنظيم «داعش» بهجوم معاكس يوم 30 حزيران (يونيو) الفائت. وأكدت مصادر موثوقة ل «المرصد» أن «قوات النخبة السورية» بدأت هجوماً عنيفاً من محورها في القطاع الجنوبي لحي الصناعة، وتمكنت من تحقيق تقدم كبير والدخول إلى أسوار المدينة القديمة، بعد عبورها باب بغداد الذي فشلت قوات عملية «غضب الفرات» في أوقات سابقة بعملية اجتيازه، نتيجة للتحصينات التي أقامها التنظيم في المنطقة، وبسبب زراعة الألغام وانتشار القناصة في شكل مكثف. وبعدما تمكنت «قوات سورية الديموقراطية»، مدعمة بالقوات الخاصة الأميركية، من كسر خطوط الدفاع الأولى لتنظيم «داعش» عند أسوار المدينة القديمة واختراقها، دارت اشتباكات عنيفة منذ فجر أمس مع عناصر من تنظيم «داعش» داخل أسوار المدينة القديمة. وفي التفاصيل التي حصل عليها «المرصد السوري»، فإن ثلاث مجموعات من «قوات سورية الديموقراطية» مدعمة بالقوات الخاصة الأميركية وطائرات التحالف الدولي، تقدمت من ثلاثة محاور من شرق سور المدينة القديمة فجر أمس، واخترقت دفاعات التنظيم بغطاء جوي من قبل طائرات التحالف الدولي. ويعد اقتحام أسوار المدينة القديمة في الرقة أهم تقدم لقوات عملية «غضب الفرات» منذ بدء معركة الرقة الكبرى. وكانت اشتباكات عنيفة قد دارت بين «قوات سورية الديموقراطية» المدعمة بالقوات الخاصة الأميركية من جهة، وتنظيم «داعش» من جهة أخرى، في جنوب مدينة الرقة، عند الضفاف الجنوبية لنهر الفرات. وتمكنت «قوات سورية الديموقراطية» من تحقيق تقدم والسيطرة على قرية رطلة، فيما أسفرت الاشتباكات التي ترافقت مع قصف مكثف على القرية وضربات لطائرات التحالف الدولي عن مقتل 21 عنصراً من تنظيم «داعش»، فيما قضى 5 عناصر من «قوات سورية الديموقراطية»، كما أصيب آخرون بجروح متفاوتة الخطورة، في حين تمكن عشرات المواطنين من النزوح من مناطق وجودهم داخل مدينة الرقة نحو مناطق سيطرة قوات عملية «غضب الفرات». واستطاعت قوات عملية «غضب الفرات» بعد كسرها خطوط الدفاع الأولى بدعم من قصف التحالف الدولي والقوات الخاصة الأميركية، تحقيق تقدم داخل مدينة الرقة القديمة بعمق 200 متر على طول خط الاشتباك المقابل لحي الصناعة وصولاً إلى باب بغداد. وجاء هذا التقدم والتوغل نحو داخل مدينة الرقة والأحياء القديمة فيها بالتزامن مع هجوم معاكس وعنيف لتنظيم «داعش» على منطقة سوق الهال الواقع إلى الشرق من حي هشام بن عبد الملك في جنوب شرقي الرقة، وتمكنت عناصر «داعش» من استعادة السيطرة على نقاط في سوق الهال، وسط قصف متبادل لطرفي القتال. وإضافة إلى هذا دارت اشتباكات عنيفة بين «قوات سورية الديموقراطية» المدعمة بالقوات الخاصة الأميركية من جهة، وعناصر تنظيم «داعش» من جهة أخرى، على محاور في حي البريد من جهة الرومانية في القسم الغربي من مدينة الرقة، حيث يعمد تنظيم «داعش» إلى تنفيذ هجمات معاكسة لتحقيق تقدم واستعادة السيطرة على مناطق ومواقع خسرها في الساعات ال48 الماضية، خصوصاً في منطقة رطلة.