قطعت «قوات سورية الديموقراطية» طريق الرصافة الاستراتيجي الذي يصل محافظتي حمص والرقة، والذي يعتبر خط الإمداد الأول ل «تنظيم داعش» بين المدينتين، وبذلك يضيق الخناق أكثر على التنظيم الذي تكثفت العمليات ضده في الأيام الأخيرة قبل بدء عملية عسكرية كبيرة متوقعه خلال أسابيع لطرده من الرقة، التي تعتبر عملياً عاصمة التنظيم في سورية. وتواصل قصف قوات «التحالف الدولي» بقيادة أميركا أمس لمعاقل التنظيم في الرقة شمال شرقي سورية. وتحدثت مصادر محلية عن أكثر من 30 غارة جوية على المدينة منذ الأحد. وقالت مصادر محلية لموقع «سمارت» الإخباري» إن طريق الرصافة الإستراتيجي تم قطعه بعد أن تقدمت «قوات سورية الديموقراطية» إلى منطقة الحراقات جنوب بلدة المنصورة (35 كم جنوب غرب مدينة الرقة) التي يمر الطريق عبرها. وبتقدم «قوات سورية الديموقراطية» تقترب من عزل مدينة الرقة وريفها الجنوبي عن بقية مناطق سيطرة التنظيم وذلك بعد أن قطعت سابقاً طريق الإمداد الرئيسي بين محافظتي الرقة ودير الزور. وكانت «قوات سورية الديموقراطية» قد تقدمت في الريفين الشمالي والغربي وأطبقت الحصار على مدينة الرقة منهما، لاسيما بعد سيطرتها على مدينة الطبقة والقرى بريفها الشرقي. وقال ناشطون إن «قوات التحالف» ألقت منشورات باللغة العربية على الرقة، تحض السكان على مغادرة المدينة. وفي المنشورات تعليمات حول كيفية مغادرة الرقة، ودعوة للمواطنين إبقاء خططهم سرية من «داعش» والخروج دون أي أسلحة وحمل علم أبيض. وجاء في المنشور «هذه هي فرصتكم الأخيرة. عدم مغادرة الرقة قد يؤدي إلى الموت. الرقة ستسقط. فلا تكونوا في المدينة عندما يحدث ذلك». ويمنع «داعش» المدنيين في المغادرة ويتم إعدام من يتم ضبطه عازماً على المغادرة. ويخشى الكثيرون من استخدام السكان دروعاً بشرية عندما تبدأ قوات «غضب الفرات» عملياتها البرية لتحرير المدينة. ودارت بعد منتصف ليل الأحد- الإثنين اشتباكات عنيفة بين «قوات سورية الديموقراطية» مدعمة بقصف طائرات «التحالف الدولي» من جهة، و «تنظيم داعش» من جهة أخرى، في محور حراقات الفيول جنوب بلدة المنصورة بريف الرقة الغربي وسط أنباء عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بتقدم «قوات سورية الديموقراطية» وسيطرتها على المنطقة. وأصيب شاب من مدينة الرقة إثر سقوط عدة قذائف أطلقتها «قوات سورية الديموقراطية» على مناطق في محيط مديرية المياه بحي البدو، وقرب دوار النعيم في مدينة الرقة. كما نفذت طائرات التحالف الدولي غارات مكثفة على مناطق في مدينة الرقة. وقال «المرصد السوري» إن أعداد القتلى جراء القصف المدفعي والغارات الجوية ل «التحالف الدولي» ارتفعت، متحدثاً عن سقوط نحو 40 قتيلاً غالبيتهم من المدنيين في عمليات «غضب الفرات» في مدينة الرقة والريف الجنوبي. كانت غارات «التحالف» على حافلة تحمل مدنيين نازحين من الرقة ودير الزور وتدمر مع اقتراب المعارك فيها، قد أدت إلى مقتل ما لا يقل عن 22 مدنياً وإصابة العشرات. وعززت قوات عملية «غضب الفرات» من عملياتها في الأيام القليلة الماضية. تحدث «المرصد» عن اشتباكات عنيفة بين «قوات سورية الديموقراطية» و «داعش» في الضفاف الجنوبية لنهر الفرات بريف الرقة الغربي. وعلم المرصد أن الاشتباكات تتركز بين الطرفين على محاور في جنوب بلدة المنصورة وقرية هنيدة، حيث تسعى قوات عملية «غضب الفرات» إلى التقدم والسيطرة على المنطقتين، بغية تقليص نطاق سيطرة «داعش» وتوسيع نطاق سيطرتها. وتحدث «المرصد» عن مقتل 9 عناصر من «قوات سورية الديموقراطية» في قصف واشتباكات بين قوات عملية «غضب الفرات» و «داعش» في ريف الرقة وفي اشتباكات ضد التنظيم بريف الحسكة الجنوبي.