واصلت قوات عملية «غضب الفرات»، وهي عبارة عن تحالف كردي- عربي مدعوم بقوات خاصة أميركية، هجومها في محافظة الرقة شرق سورية أمس، وتقدمت إلى مسافة كيلومترات معدودة من مدينة الرقة مركز المحافظة وعاصمة تنظيم «داعش» المفترضة في سورية، في مؤشر جديد إلى اقتراب هذه المعركة الحاسمة ضد التنظيم. وأشار «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس، إلى معارك عنيفة تدور بين «قوات سورية الديموقراطية» و «قوات النخبة السورية»، وهما فصيلان يشاركان في عملية «غضب الفرات» ويحظيان بدعم من طائرات التحالف الدولي ومن قوات خاصة أميركية، وبين عناصر «داعش»، على محاور في شمال مدينة الرقة وشمالها الشرقي وشمالها الغربي. وأوضح أن مسلحي «سورية الديموقراطية» و «قوات النخبة» وصلوا إلى مسافة نحو 4 كلم فقط شمال شرقي مدينة لرقة، فيما وصلوا إلى نحو 8 كلم شمالها، وإلى أقل من 13 كلم في شمالها الغربي، مضيفاً أن «الاشتباكات ترافقت مع قصف متبادل وضربات جوية للتحالف الدولي» استهدفت مناطق سيطرة «داعش»، ما أسفر عن سقوط «شهداء مدنيين». وتحدث أيضاً عن «معلومات مؤكدة عن خسائر بشرية في صفوف طرفي القتال». ولفت «المرصد» إلى أن «قوات سورية الديموقراطية» حققت تقدماً «في 3 قرى ومزارع في الريف الشمالي الغربي لمدينة الرقة، بعد اشتباكات عنيفة أجبرت فيها عناصر التنظيم على الانسحاب من المنطقة والتراجع» نحو مدينة الرقة، «وسط استمرار محاولات التنظيم صد التقدم». وتابع أن الريف الشمالي للرقة «شهد حركة نزوح... شملت مئات المواطنين الذين توجهوا نحو مناطق سيطرة قوات سورية الديموقراطية وقوات النخبة بريف الرقة الشمالي». وذكرت مصادر إعلامية موالية للحكومة السورية أن قوات التحالف الكردي- العربي تقدمت بالفعل نحو مدينة الرقة وسيطرت على منطقة السجن الواقع خارج المدينة. لكن تحالف «قوات سورية الديموقراطية» لم يشر إلى ذلك على موقعه الرسمي. ووفق معلومات أوردها «المرصد السوري» تشهد مدينة الرقة «استنفاراً» من قبل مسلحين في الأجهزة الأمنية في «داعش» الذين تسلموا مهمات كان يقوم بها سابقاً عناصر «الحسبة»، موضحاً أن الأمنيين عمدوا «إلى مصادرة قوارب بلغ عددها نحو 20 قارباً حتى الآن كان يستخدمها المواطنون في التنقل عبر ضفتي نهر الفرات الشمالية والجنوبية، كما كان يستخدمها مهربون في نقل الراغبين بالفرار من المدينة من المدنيين». وتابع «أن حجز القوارب جاء بذريعة مخالفتها للقوانين»، مضيفاً أن «التنظيم أوقف عملية نزوح لعشرات العوائل من مدينة الرقة نحو منطقة حزيمة التي تسيطر عليها قوات سورية الديموقراطية وقوات النخبة السورية المكونة من أبناء المنطقة العرب والمدعمة من التحالف الدولي»، موضحاً «أن التنظيم نصب كميناً للأهالي النازحين وأعادهم إلى مدينة الرقة». وتابع أن «داعش» عمد إلى تحصين مواقعه في منطقة «الفرقة 17» الواقعة إلى الشمال من مدينة الرقة، و «عمد عناصره إلى تمديد أسلاك كهربائية إلى الفرقة 17» مرجّحاً أن مدّها يندرج في إطار «أغراض عسكرية» مع اقتراب الفصائل المدعومة من الأميركيين من المدينة. وفي محافظة حماة (وسط)، ذكر «المرصد» أن طائرات حربية شنّت غارات عدة على قرية حمادة عمر وأماكن أخرى في ناحية عقيربات بريف حماة الشرقي والتي يسيطر عليها «داعش». وتزامن ذلك مع اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية والمسلحين الموالين من جهة، وتنظيم «داعش» من جهة أخرى، في محور جبال الشومرية بريف حمص الشرقي، «وسط قصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة لتمركزات للتنظيم في جبال الشومرية»، بحسب «المرصد». كذلك قصفت القوات النظامية «في شكل مكثف» مناطق في جبل الضاحك غرب مدينة السخنة بريف حمص الشرقي، فيما دارت اشتباكات بين القوات النظامية و «داعش» في محور حقل شاعر ومنطقة الصوامع ومحيط جب الجراح بريف حمص الشرقي. أما في محافظة حلب (شمال)، فقد أورد «المرصد» أن القوات التركية قصفت ليلة أول من أمس قرى تل مضيق وحصية وام حوش بريف حلب الشمالي والخاضعة لسيطرة «قوات سورية الديموقراطية»، ما أدى إلى مقتل رجل وسقوط جرحى. وفي محافظة ريف دمشق، أشار «المرصد» إلى اشتباكات دارت فجر أمس بين «داعش» من جهة، والفصائل الاسلامية والمقاتلة من جهة أخرى، في محور المنقورة بأطراف القلمون الشرقي، و «أنباء عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين». وفي محافظة دير الزور (شرق)، قال «المرصد» إن طائرات التحالف الدولي قصفت مناطق في محيط بلدة الشعفة بريف مدينة البوكمال في ريف دير الزور الشرقي على الحدود مع العراق.