تواصلت الاشتباكات العنيفة بين قوات «مجلس منبج العسكري» و «قوات سورية الديموقراطية» من جانب، و «تنظيم داعش» من جانب آخر على محاور في أطراف قرية كسرة جمعة عند الضفاف الجنوبية لنهر الفرات، بجنوب مدينة الرقة. وقالت مصادر متطابقة إن «قوات سورية الديموقراطية» وحلفاءها يتقدمون ببطء لتجنب «فخاخ» عناصر «داعش»، وبخاصة وسط المدينة. وعلم «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن الاشتباكات تتواصل في محاولة من قوات عملية «غضب الفرات» تحقيق تقدم في في المنطقة، لاستكمال تطويق مدينة الرقة ومحاصرة «داعش» عبر التقدم إلى الضفاف الجنوبية المقابلة لحي المشلب بشرق مدينة الرقة. وأكدت مصادر موثوقة ل «المرصد السوري» أن الاشتباكات بين «قوات سورية الديموقراطية» و «قوات النخبة السورية» و «القوات الخاصة الأميركية» من جانب، و «داعش» من جانب آخر داخل مدينة الرقة تباطأت بشكل كبير. وعزت المصادر السبب في ذلك، إلى وصول قوات عملية «غضب الفرات» إلى تحصينات «داعش» في مدينة الرقة، حيث يستميت عناصر التنظيم في صد الهجمات التي تقوم بها «قوات سورية الديموقراطية» و «قوات النخبة السورية» و «القوات الخاصة الأميركية». وعمد التنظيم سابقاً إلى زرع الألغام بكثافة، إضافة إلى نشر قناصته ورصد معظم الطرقات والمحاور الواصلة إلى مناطق تواجده، واعتماده كذلك على الهجمات المعاكسة وتفجير عناصره أنفسهم بأحزمة ناسفة. وأفاد «المرصد» بمقتل شخصين وجرح آخرين جراء القصف، ومقتل شخص ثالث جراء انفجار لغم ارضي في منطقة الحصيوة، غربي مركز مدينة الرقة، مشيراً إلى استمرار تنفيذ طائرات «التحالف الدولي» ضرباتها المكثفة على مناطق في مدينة الرقة. ووردت معلومات عن إعدام «داعش» رجلاً من قرية كسرة فرج بريف الرقة وذلك بتهمة «تهريب المدنيين إلى خارج أراضي سيطرة التنظيم». ودارت اشتباكات عنيفة بين «داعش» من جهة و «مجلس منبج العسكري» وعناصر من «قوات سورية الديموقراطية» المدعومة من «التحالف الدولي» من جهة أخرى قرب المدخل الجنوبي لمدينة الرقة ليل السبت- الأحد وسط أنباء عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين. ومن شأن تقدم «قوات سورية الديموقراطية» وحلفائها في جنوب الرقة ودخول قرية كسرة جمعة والسيطرة عليها، أن يساعد «سورية الديموقراطية» في استكمال تطويق مدينة الرقة، من الجهة الرابعة، حيث تسعى «سورية الديموقراطية» والقوات المساندة لها والمشاركة معها في عملية «غضب الفرات» إلى تحقيق تقدم أكبر نحو جنوب مدينة الرقة، بغية إجبار عناصر «تنظيم داعش» على الانسحاب من المدينة قبل أن يتم محاصرتهم من كل جانب، أو القتال حتى النهاية. كذلك أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بحدوث اشتباكات تواصلت بوتيرة متفاوتة العنف بين «قوات سورية الديموقراطية» و «قوات النخبة السورية» المدعمة بالقوات الخاصة الأميركية من جهة، و «تنظيم داعش» من جهة أخرى، على محاور في أطراف حي البتاني بالأطراف الشرقية لمدينة الرقة، بالتزامن مع اشتباكات بين «سورية الديموقراطية» وعناصر التنظيم في أطراف حيي البريد وحطين من جهة حي الرومانية بالقسم الغربي لمدينة الرقة. وتتوخى قوات عملية «غضب الفرات» الحذر في عملية تقدمها، نتيجة كثافة الألغام التي زرعها «تنظيم داعش» في نقاط التماس، بالإضافة إلى نشر التنظيم قناصته واعتماده الهجمات المعاكسة وتفجير مقاتلين أنفسهم بأحزمة ناسفة. وبحسب «المرصد السوري»، فقد ارتفع عدد الضحايا المدنيين نتيجة القصف على الرقة إلى ما لا يقل عن 120 شخصاً، من ضمنهم ما لا يقل عن 25 طفلاً دون سن الثامنة عشرة، و21 سيدة فوق سن ال18. كما تسبب القصف الجوي بإصابة المئات بجراح متفاوتة الخطورة، وبعضهم تعرض لبتر أطراف وإعاقات دائمة، بينما لا يزال بعضهم بحالات خطرة. كما دمِّرت عشرات المنازل والمرافق الخدمية في المدينة، نتيجة القصف المكثف، الذي استهدف مدينة الرقة ومحيطها وأطرافها. كما تسببت الضربات الجوية لطائرات التحالف الدولي والقصف المكثف على مدينة الرقة وأطرافها، والعمليات العسكرية التي شهدتها المدينة من قصف وتفجيرات واشتباكات مع قوات عملية «غضب الفرات» في مقتل ما لا يقل عن 142 عنصراً من «تنظيم داعش» بينهم قياديون محليون وقادة مجموعات، ومعلومات مؤكدة عن مقتل عناصر آخرين. ومنذ بدأت العملية العسكرية لاستعادة الرقة من سيطرة «داعش»، تمكنت «سورية الديموقراطية» من السيطرة على أحياء المشلب والصناعة والسباهية والرومانية وأجزاء من ضاحية الجزرة، وأجزاء من الفرقة 17 والسيطرة على معمل السكر، إضافة إلى دخولها أطراف حي البتاني بشرق المدينة وحيي حطين والبريد بغرب المدينة بالتزامن مع استمرار قوات عملية «غضب الفرات» في عمليتها الذي تهدف من خلالها للتقدم في الأجزاء الشرقية المتبقية تحت سيطرة «داعش» والتقدم شمالاً وجنوباً لإنهاء تواجد التنظيم في الأجزاء الشرقية من مدينة الرقة وفرض سيطرتها على كامل المحيط والأطراف الشرقية لمدينة الرقة، والتقدم كذلك من الغرب لفصل المدينة عن الفرقة 17، وإجبار التنظيم على الانسحاب من الفرقة 17 قبل محاصرتهم، أو اختيار التنظيم للقتال حتى النهاية فيها.