إذا كان الطفل يعاني الأرق فحبذا لو نظر الأهل في المشروبات التي يتناولها، فإذا كانت الصودا في عدادها فليس مستبعداً أن تكون هي أصل المشكلة. يحب الأطفال مشروبات الصودا في شكل كبير، فيعبّون منها خارج مواعيد تناول الطعام أمام أنظار ذويهم أو في غفلة منهم. ويؤدي هذا السلوك الأرعن الى شحن أجسامهم بكميات كبيرة من مادة الكافئين المنبهة، ولهذا لا غرابة أن يشتكي هؤلاء من اضطرابات على صعيد النوم. قبل سنوات، أجرى باحثون أميركيون دراسة على 200 مراهق أظهرت أنهم بغالبيتهم يأخذون يومياً نحو 800 ميلليغرام من مادة الكافيئين من طريق مشروبات الصودا، وهي كمية هائلة تزيد 12 ضعفاً عن الكمية المسوح بها والتي لا تتعدى 65 ميلليغراماً، من هنا يتضح مدى الضرر الذي يتعرض له الأطفال نتيجة هذا السلوك المتهور، فحوادث الأرق منتشرة بينهم ولا يستطيعون الدخول في رحاب النوم بسهولة، وكثيراً ما يتعرضون لنوبات النعاس في وضح النهار. ولا يقف ضرر مشروبات الصودا عند هذا الحد، فهي تجلب للأطفال مشاكل صحية كثيرة، مثل السمنة، وهشاشة العظام، وتسوس الأسنان، وزيادة احتمال الإصابة بالأمراض القلبية الوعائية وربما أخطار أخرى. والشيء الأخطر من هذا هو أن شرب الصودا غالباً ما يكون على حساب تناول الحليب ومشتقاته، الأمر الذي يحرم الصغار من الحصول على حاجاتهم من البروتينات والفيتامينات والمعادن، خصوصاً الفيتامين أ والكلس والمغنيزيوم. أكثر من هذا، فإن شرب الصودا يضعف القابلية على استهلاك الفواكه والخضروات التي تعج بالعناصر الغذائية المهمة لصحة الجسم، خصوصاً الألياف التي تعد المفتاح الفعلي للقضاء على الإمساك داء العصر.