حضّ الرئيس الأميركي دونالد ترامب مجدداً شركاء بلاده في «حلف شمال الأطلسي» (ناتو) من أوروبا اليوم (الخميس) على إنفاق المزيد على الدفاع خلال زيارة إلى بولندا اعتبرت فرصة له لإصلاح العلاقات بعد قمة للحلف في أيار (مايو) اتسمت بالتوتر. وقال ترامب إن واشنطن تفكر في اتخاذ «إجراءات صارمة» رداً على إجراء كوريا الشمالية اختباراً هذا الأسبوع لإطلاق صاروخ باليستي عابر للقارات قادر على الوصول إلى ألاسكا. وقال الرئيس الأميركي في مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس البولندي أندريه دودا اليوم، إن كل الدول في الحلف «تأخرت» في الوفاء بالتزاماتها المادية وعليها التحرك في هذا الأمر. وقال البيت الأبيض إن ترامب سينتهز فرصة توقفه في وارسو لإبداء التزامه حيال «حلف شمال الأطلسي» الذي وصفه ذات يوم بأنه «عفّى عليه الزمن» وشكا من فشل الحلفاء المتكرر في إنفاق نسبة اثنين في المئة من الناتج المحلي الإجمالي الموصى بها على الدفاع. وأثار ترامب توتر الحلفاء في أيار (مايو)، خصوصاً دول شرق أوروبا القلقة من الانتشار العسكري الروسي الواضح، وذلك من خلال عدم إقرار بند الدفاع المشترك أحد البنود الأساسية في معاهدة تأسيس الحلف. وفيما لم يذكر ترامب بشكل مباشر مبدأ الدفاع المشترك في وارسو، قال إن الولاياتالمتحدة تعمل مع بولندا لمواجهة «السلوك المزعزع للاستقرار» من جانب روسيا. وقال دودا من جانبه إنه يعتقد أن ترامب يأخذ أمن بولندا على محمل الجد. وقال دودا «نرى أنفسنا شريكين مخلصين يتعاونان في عدد من القضايا بما فيها الأمن... لدي شعور بأن الولاياتالمتحدة جادة في شأن أمن بولندا». وتستضيف بولندا حوالى 900 جندي أميركي في إطار قوة ل «الحلف الأطلسي» في شرق أوروبا لمواجهة أي تهديدات محتملة من روسيا. وفي موسكو، رد «الكرملين» اليوم بأنه لا يتفق مع تقدير ترامب لسلوك روسيا بأنه يتسبب في زعزعة الاستقرار. وقال الناطق باسم «الكرملين» ديميتري بيسكوف للصحافيين «نرفض مثل هذا النهج»، مضيفاً أن «الكرملين يأسف لعدم وجود تفاهم بين روسياوالولاياتالمتحدة في شأن التوقعات لمستقبل علاقات البلدين». وتابع «هذا بالضبط سبب انتظارنا لأول اجتماع بين الرئيسين... سيتمكنان من تبادل الأفكار شخصياً في شأن أبرز القضايا. والأهم هو أن الفرصة ستتاح لهما أخيراً لمعرفة وتفهم النهج الحقيقي لكل منهما في شأن العلاقات الثنائية وليس النهج الذي تبثه وسائل الإعلام». ومن المقرر أن يلتقي ترامب ببوتين وجهاً لوجه للمرة الأولى على هامش قمة «مجموعة العشرين» التي ستعقد في مدينة هامبورغ الألمانية غداً. وقال ترامب أيضاً إنه يأمل أن يصل المزيد من شحنات الغاز الطبيعي إلى بولندا من الولاياتالمتحدة إضافة إلى شحنة وصلت أخيراً. وقال ترامب إن الولاياتالمتحدة ستواجه تهديد كوريا الشمالية بكل قوة وإن على الدول أن توضح علنا لبيونغيانغ أن هناك عواقب للسلوك السيئ. وعبر الرئيس الأميركي هذا الأسبوع عن شعوره بالاحباط من عدم ممارسة الصين جارة كوريا الشمالية مزيداً من الضغوط عليها، خصوصاً من خلال التجارة في محاولة لكبح برنامجها للتسلح. وقال ترامب إن «شيئاً» يجب أن يتم في شأن كوريا الشمالية. وأضاف أنه لم يرسم «خطوطاً حمراً» لكن واشنطن ستبحث الأمر في الأسابيع والأشهر المقبلة. وفي طريقه إلى «قمة العشرين» في ألمانيا سيشارك ترامب في اجتماع يعقده زعماء دول في وسط أوروبا والبلطيق والبلقان دعت إليه بولندا وكرواتيا لتعزيز التجارة الإقليمية والبنية التحتية. وقال ترامب إن الولاياتالمتحدة تدعم بقوة مبادرة «البحار الثلاثة». واستخدم ناشطو منظمة «السلام الأخضر» (غرينبيس) جهازاً ضوئياً لعرض عبارة «لا لترامب، نعم لباريس» بالضوء الأخضر على واجهة مبنى كبير في وسط وارسو تزامناً مع زيارة الرئيس الأميركي إلى بولندا، في احتجاج على انسحاب الولاياتالمتحدة من اتفاق باريس للمناخ. وقالت المنظمة إن الاحتجاج لم يشمل عملية حشد محتجين. وذكرت السلطات أنها لا تتوقع أي احتجاجات كبرى ضد ترامب اليوم، على رغم تخطيط حزب معارض ضعيف لتنظيم بعض التظاهرات على نطاق ضيق. وأعلن ترامب في أيار (مايو1) أنه سيسحب الولاياتالمتحدة من اتفاق باريس المعني بمكافحة تغير المناخ. وأثارت هذه الخطوة انتقادات من حكومات وناشطين معنيين بتغير المناخ حول العالم. وعلى رغم معارضة بولندا لسياسة المناخ التي ينتهجها الاتحاد الأوروبي إلا أنها تؤيد اتفاق باريس نظراً لأنها لا تفرض على الموقعين عليها التزامات محددة.