حذر نائب وزير الخارجية الروسي ألكسندر ميشكوف، من أن تحركات الحلف الأطلسي (ناتو) «تزيد خطورة حصول احتكاكات مفاجئة في أوروبا» مع عودة ملف نشر مكونات الدرع الصاروخية الأميركية في القارة، إثر إرسال الحلف قوات إضافية في قاعدة «روسافوي» جنوبرومانيا، وكشفه خططاً لنشر قوات أخرى في بولندا وأستونيا. وزاد: «هذا النشر تهديد لنا، إذ نرى للمرة الأولى منذ الحرب العالمية الثانية جنوداً ألماناً على حدودنا، كما نسأل هل سينتهي ذلك عند هذا الحد»، مشدداً على ضرورة «عودة قوات الحلف إلى مواقع تمركزها السابقة من أجل تسهيل حوار جدي لنزع التوتر، وبدء تطبيق خطة لنشر القوات على طول الحدود». ومن المقرر أن تعزز ألمانيا قواتها في ليتوانيا هذا الشهر، في إطار خطط الحلف لطمأنة دول أوروبية بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم جنوبأوكرانيا إلى أراضيها في 2014. وحذر ميشكوف من أن «كل خطوة يتخذها الأطلسي لفرض واقع جديد على طول المناطق المحاذية لحدودنا مع البلدان الأوروبية سنقابلها بخطوة مماثلة، سواء كانت إيجابية لتحسين فرص الحوار أو سلبية عبر مواصلة تعقيد الموقف». وكان الكرملين قال إن «روسيا تراقب تحركات الأطلسي في أوروبا الشرقية». وحذر الناطق باسمه ديميتري بيسكوف من «سلبيات تزايد الحديث عن نشر قوات جديدة واحتمال ضم مونتينيغرو إلى الحلف». ورد مدير الشؤون الأوروبية في الخارجية الروسية ألكسندر خارتشينكو، على نشر الحلف الأطلسي قوات إضافية في رومانيا قائلاً: «لا نريد إغلاق أبواب التعاون مع رومانيا أو تجميد محاولات إبرام اتفاق معها، لكن نشاط الحلف على أراضيها يجعلها رأس حربة في تهديد أمننا ويزيد تعقيد الأمور». وكانت قاعدة «روسافوي» جنوبرومانيا قاعدة سوفياتية سابقاً، وتحولت القاعدةَ الأولى ل «الأطلسي» في أوروبا الشرقية. وتشير وزارة الدفاع الروسية إلى أن الحلف نشر في رومانيا 24 نظاماً صاروخياً من طراز «أس أم 3» ونظام رادار متطور من طراز «إيغيس»، إضافة إلى تقنيات رصد ومراقبة. وكانت مصادر عسكرية قالت إن «الجيش الروسي وجه بعض صواريخه نحو رومانيا «في إطار تحركات مضادة للأطلسي»، الذي يقول إن نظامه للردع «يهدف إلى رصد واعتراض صواريخ قد تطلقها إيران أو كوريا الشمالية». إلى ذلك، استبعد الكرملين أن يكون الوضع في شرق أوكرانيا، حيث تجدد القتال بين الانفصاليين الموالين لروسيا والجيش الأوكراني نهاية كانون الثاني (يناير) الماضي، جزءاً من أي اتفاق مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب مع بدء تحضيرات لعقد لقاء بينه وبين نظيره الروسي فلاديمير بوتين. وقال بيسكوف في هذا الصدد: «ليس واضحاً حالياً ما الذي نحضر له في اللقاء الذي لم يُحدد موعده في انتظار استكمال تشكيل فريق الرئيس الأميركي». وستدرج ملفات العلاقة مع الإدارة الأميركية الجديدة على جدول أعمال القمة الروسية- الصينية المقررة في أيار (مايو) المقبل. ولفت بيسكوف إلى أن موسكو وبكين تسعيان إلى تنسيق مواقفهما حيال التطورات الاقليمية والدولية المتسارعة.