بعد سنوات طويلة في منصب الرئيس العام لرعاية الشباب ورئيس اتحاد كرة القدم السعودي، اختار الأمير سلطان بن فهد الرحيل عن مكتبه بعد نحو 12 عاماً كانت حافلة بكثير من الأحداث، وفي اليوم ذاته نال الأمير نواف بن فيصل الثقة الملكية بخلافة «وجه السعد» وقيادة دفة الرياضة في بلد اعتاد شبانه على الإنجازات والمباهاة بانتصارات لم يستطع كثير من البلدان الوصول إلى تحقيقها. نتفق جميعاً على أن الأمير نواف ورث تركة ثقيلة وفوضى تسود الرياضة السعودية، حتى أصبحنا نحتاج إلى ما يشبه معجزة لاستعادة نهضتنا الرياضية، فبعدما تعثرت الألعاب المختلفة كالسلة واليد والطائرة وفقدت شعبيتها وهجر ملاعبها المتفرجون أصبحت كرة القدم مهددة بالمصير ذاته، ولو كنت في موقع الأمير نواف لابتعدت عن رئاسة اتحاد كرة القدم وتفاصيله الكثيرة، ولتفرغت لممارسة مهام الرئيس العام ورسم السياسات العامة لجهاز الرياضة، فنحن الآن في حاجة إلى قائد رياضي يضع نصب عينيه إعادة ترتيب الأوراق وانتشال الرياضة من إخفاقاتها في الألعاب كافة، وليس كرة القدم وحدها. نحن نعلم جميعاً أن تولي الرئيس العام لرعاية الشباب وهو الذي يشغل مرتبة وزير، يتضمن نوعاً من التدخل الحكومي في شؤون اتحاد كرة القدم، وهو أمر لن يصمت «الفيفا» أمامه طويلاً، فضلاً عن أننا لسنا في حاجة إلى الدخول في مواجهة مع إستراتيجية «الفيفا» ورؤيته لكرة القدم في العالم، مع أنني على يقين بأن الانسجام مع رؤية الاتحادين الآسيوي والدولي والاقتناع بجدواها، أمر سيمنحنا التفوق على دول اختارت العمل وفق توجّهاتها الخاصة والعمل بطريقة لا يمكن أن تحقق نتائج توازي ما تحمله توجهات الاتحادين القاري والعالمي، وحقيقة لا نريد للأمير نواف أن يصبح مسؤولاً أمام الإعلام والجماهير كلما تعادل المنتخب مع الهند أو خسر أمام نيبال، وهو سيصبح كذلك طالما أنه يشغل منصب رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم. الآن أصبحنا في حاجة إلى قائد رياضي يستطيع أن يحاسب اتحادات القدم والسلة واليد وغيرها، وأن يعيد الأمور إلى نصابها من خلال رؤية شاملة واستراتيجية تطوير متكاملة، ولا نريد قائداً يحاسب الاتحادات وعندما يأتي الدور على اتحاد كرة القدم يتوقف لأنه لا يستطيع محاسبة نفسه! نعلم أن لاتحاد كرة القدم بريقاً لا يمكن مقاومته، وأن رئاسة هذا الاتحاد أمر لا يمكن الزهد فيه، لكننا نراهن على أن يصبح الأمير نواف بن فيصل قائداً رياضياً شاملاً يعيد تصحيح كثير من المفاهيم، وأن يؤسس لعصر جديد تعيش فيه بلادنا نهضة في الألعاب كافة، وربما أن فكر الأمير سيقوده إلى أبعد من ذلك، ولكن ما نتمناه أن يلجأ إلى تعيين رئيس لاتحاد كرة القدم كبقية الاتحادات، وأن يمنحه كامل الصلاحية في التخطيط والعمل، قبل أن يحاسبه على عمله، خصوصاً أن الأمير نواف هو من أطلق الدعوة إلى إنهاء العضوية المزدوجة لأعضاء اتحاد كرة القدم. [email protected]