لا بأس في جرعة من التفاؤل، وهي كبيرة فعلياً، تأتي من مشروع «ديزرتيك» Desertec الشهير الذي بدأ في إعطاء كهرباء آتية من الشمس، قبل سبع سنوات. وتشارك في المشروع 57 مؤسسة دولية. ويعطي قرابة 360 غيغاواط/ ساعة من الكهرباء المتأتية من تسخين المياه، و550 غيغاواط/ ساعة من الكهرباء الفولتية - الشمسية. وفي صورته النهائية، تنتشر ألواح «ديزرتيك» الشمسية في المغرب وتونس وليبيا والجزائر، وتغطي آلاف الكيلومترات المُربعة في تلك البلدان. وبصورة مبدئية، يفترض أن يغطي المشروع ربع حاجات الكهرباء في 38 بلداً في أوروبا وشمال أفريقيا والشرق الأوسط. ويترافق «ديزرتيك» مع 3 مشاريع صغرى تتمّ تحت إشرافه، تتضمّن الحصول على 1000 ميغاواط/ ساعة في الجزائر والمغرب وتونس، مع حلول عام 2021. وهناك أرقام أخرى جديرة بالتأمّل: - مازال التأخير ملازماً لأول مفاعل للكهرباء عبر تقنية «الاندماج النووي» Nuclear Fusion (وهو مشروع «ديمو» Demo الشهير) وليس انشطار الذرّة كما هي الحال حاضراً. وعلى رغم أنه من المقرّر أن ينطلق في عام 2045، إلا أن شكوكاً كثيرة تحوم حول ذلك الموعد. في المقابل، يسود تفاؤل بإمكان السيطرة على الاندماج النووي، بمعنى اندماج نواة كل ذرّتين من الهيدروجين من دون أن تتهيّج الذرّات وتنفلت، فلا يصدر عنها إشعاعات قاتلة. ويعني هذا الأمر ظهور مصدر نظيف وموثوق ويعطي طاقة ضخمة ومستمرة. وفي عام 2015، أعلنت ألمانيا نجاحاً أولياً لمفاعلها الاندماجي «أكس شتلاراتور» (مع ملاحظة أنّه يعمل بغاز الهيليوم)، مطلقة وعوداً زاهية بقرب الانتقال إلى استخدام الهيدروجين فعلياً فيه. ولحد الآن لم يتحقّق ذلك الوعد، بل دخل في غموض ينعقد الرجاء على كونه... إيجابياً. - في 2030، يتوقّع أن يأتي جزء كبير من طاقة الكهرباء في «الاتحاد الأوروبي» من مفاعل «آيتر» الشهير الذي يقلّد طاقة الشمس التي تحصل على كثير من طاقتها من الاندماج النووي. ويساهم في «آيتر» الذي يرافق التأخّر أعماله دوماً، 34 بلداً، بموازنة 15 بليون يورو، وجهود آلاف البحّاثة. ثمة جهود هائلة مستمرة لتحقيق الخطوة التالية ل «آيتر» المتمثلة بمفاعل «ديمو» Demo الذي ينتظر أن يولّد طاقة تتوجّه إلى قطاع الصناعة، بداية من عام 2040. - يصل استهلاك الأشكال غير التقليدية من النفط، كالبترول الصخري والنفط الرملي، (إضافة إلى الغاز في أشكاله كلها) إلى ما يتراوح بين 80 مليون و40 مليون برميل يومياً.