طهران، فيينا، بكين، موسكو – أ ب، رويترز، أ ف ب – رفضت بكين دعوةً لزيارة المنشآت النووية الايرانية، فيما شددت موسكو على أن تلك الدعوة التي شملتها ودول أخرى «محايدة» لا تشكل «في أي حال» بديلاً عن عمليات التفتيش التي تجريها الوكالة الدولية للطاقة الذرية. والتقت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاترين اشتون وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو في إسطنبول أمس، تحضيراً لجولة المحادثات التي ستجري هناك بين إيران والدول الست المعنية بملفها النووي. وأكدت ناطقة باسم أشتون انها تعتزم خلال المفاوضات، طرح مسألة البرنامج النووي الإيراني، على رغم رفض طهران. وقالت: «نتوقع مناقشة الملف النووي، لكن مواضيع أخرى يُمكن أن تُدرج على جدول الأعمال». في بكين، قال ناطق باسم الخارجية الصينية إن مندوب بلاده لدى الوكالة الذرية لن يستطيع التوجه الى إيران في الموعد المحدد للدعوة آخر الأسبوع الحالي. وربط مراقبون بين رفض بكين الدعوة، وزيارة الرئيس الصيني هو جينتاو لواشنطن الأسبوع المقبل، ولقائه نظيره الأميركي باراك أوباما. وأكد البيت البيض أن إيران ستكون على جدول أعمال محادثاتهما. ويأتي موقف بكين غداة استقبالها علي باقري نائب سعيد جليلي أبرز المفاوضين الإيرانيين في الملف النووي، والذي التقى داود أوغلو في إسطنبول أمس. وفي موسكو، اعتبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الدعوة الإيرانية، مبادرة «تستحق الاهتمام وتنمّ عن مزيد من الانفتاح للتعاون مع المجتمع الدولي». لكنه أشار الى أن «هذه الزيارة لا يمكن في أي حال اعتبارها بديلاً من عمليات التفتيش التي تجريها الوكالة الذرية والمحادثات بين إيران و(الدول) الست». ورأى ضرورة أن تشمل محادثات إسطنبول «إزالة الغموض في البرنامج النووي الإيراني»، وأن يشمل «جدول الأعمال كلّ الوجوه الأخرى التي تهم المشاركين، بمن فيهم الإيرانيون، أي المسائل الأمنية وتلك التي من الضروري تسويتها، لتأمين العودة التامة لإيران الى المجتمع الدولي». وكانت اشتون أعلنت رفض الاتحاد الأوروبي الدعوة الإيرانية لعدد من الدول بينها الصين وروسيا، باعتبارها تستثني الولاياتالمتحدة وفرنسا وبريطانيا وألمانيا، مشددة على أن التفتيش «يتطلب خبرات»، في إشارة الى مفتشي الوكالة الذرية. وعلّق الناطق باسم الخارجية الإيرانية رامين مهمان برست على كلام اشتون، مؤكداً أن «لا مانع» في أن يصطحب مندوبو الدول المدعوة، «خبراء نوويين» خلال زيارتهم منشأتي ناتانز وآراك. ولوحظ أن المندوب الإيراني لدى الوكالة الذرية أكد أن الدول المدعوة ستلبي الدعوة «وفق البرنامج المقرر»، على رغم التردد والتحفظات. وقبل أسبوع من اجتماع اسطنبول، أفادت وكالة «رويترز» بأن الاستخبارات الأميركية (سي آي أي) تعتقد، مستندة الى معلومات للاستخبارات الإسرائيلية (موساد)، بان اغتيال علماء نوويين إيرانيين وفيروس «ستاكسنت» الذي ضرب عشرات آلاف أجهزة الكومبيوتر في إيران، أبطآ البرنامج النووي لطهران بنحو سنتين أو أكثر. وقال المدير السابق ل «سي آي أي» الجنرال مايكل هايدن: «لدينا وقت أكثر مما تصوّرنا». ورجّح أن تكون «لحظة القرار» المتّصلة بالضربة العسكرية المحتملة لإيران، تأجلت الى ما بعد انتخابات الرئاسة في الولاياتالمتحدة العام 2012. ونقلت الوكالة عن مسؤولين حاليين وسابقين في «سي آي أي» قولهم إن طهران تحاول تجميع البنية التحتية والمعرفة التكنولوجية لصنع قنبلة ذرية، إذا قرر الزعماء الإيرانيون ذلك. في الوقت ذاته، اعتبر ستيوارت ليفي وكيل وزارة الخزانة الأميركية لشؤون الارهاب والاستخبارات المالية، أن العقوبات المفروضة على إيران تحدث آثاراً موجعة. وقال إن ثمة إدراكاً عالمياً متزايداً في شأن الصلة بين التهديد المحتمل الذي ستفرضه إيران مسلّحة نووياً، ومصدر تمويل برنامجها النووي، مضيفاً: «نقص الاستثمار في البنية الأساسية للطاقة في إيران، يشكّل تهديداً مباشراً لوسيلتها وإمكان بقائها اقتصادياً في المدى البعيد».