أكد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي حرص بلاده على ترسيخ «المواطنة والتعددية وقبول الآخر وضمان المساواة وعدم التمييز»، وشدد على أن مصر «ستظل نموذجاً للتعايش السلمي»، فيما قال بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية البابا تواضروس الثاني إن الضربات الجوية التي نفذها الجيش ضد معسكرات لإرهابيين في ليبيا «ثأرت للشهداء». وكان السيسي استقبل أمس في قصر الاتحادية الرئاسي وفداً من مجلس أساقفة وممثلي الكنائس الرسولية الشرقية في أستراليا ونيوزيلندا، وألقى مطران الكاثوليك الموارنة في سيدني أنطوان طربيه كلمة قدم فيها التعازي في ضحايا حادث المنيا الإرهابي، وأوضح أن زيارة الوفد تهدف بالأساس إلى الإعراب عن التضامن مع مصر وشعبها في مواجهة الإرهاب الآثم، مؤكداً الثقة في قدرة مصر بتاريخها وإسهاماتها في الحضارة الإنسانية على تجاوز كافة الصعاب والتصدي للإرهاب ومحاولاته للنيل من وحدة الشعب المصري. وأوضح السيسي الأهمية التي توليها مصر لمد جسور الصداقة مع القيادات الدينية والروحية حول العالم، وأكد حرص الدولة على إعلاء مبدأ المواطنة وترسيخ ثقافة التعددية وقبول الآخر، مشيداً بشجاعة الشعب المصري وقدرته على تحمل الأعباء التي تفرضها مواجهة الإرهاب، على رغم الصعوبات الاقتصادية التي تمر بها البلاد. وأكد أن مصر ستظل دوماً نموذجاً للتعايش السلمي في ظل ما يمتلكه شعبها من وعي حقيقي وتاريخ طويل من التسامح والمحبة. وأوضح الرئيس المصري أن الدولة تسعى إلى ضمان تحقيق المساواة الكاملة بين المواطنين كافة وعدم التمييز بينهم، فلكل المصريين الحقوق نفسها وعليهم الواجبات نفسها تجاه بلدهم، مشدداً على أن وحدة المصريين وتكاتفهم السبيل الوحيد للتصدي لمحاولات ضرب الوحدة الوطنية وبث الفرقة بين أبناء الشعب المصري، مشيداً في هذا الصدد بالمواقف المقدرة لبطريرك الأقباط الأرثوذكس البابا تواضروس والتي أسهمت في دعم وتماسك النسيج الوطني المصري. الى ذلك، وفي أول تعليق علني على المذبحة ضد مسيحيين في صحراء المنيا قتل فيها حوالى 30 قبطياً قبل نحو أسبوع، قال البابا تواضروس الثاني خلال عظته مساء أول من أمس: «نعزي أنفسنا بأن الله اختار «شهداء المنيا» وهم في طريقهم لدير «الأنباء صموئيل»، وفي الغالب كانوا صائمين كعادة الأقباط كي يأخذوا بركة الدير. وأضاف البابا: «جاءت تداعيات هذا الحادث بكل قسوته وعنفه، لتظهر إيمانهم وقوتهم على رغم المرارة والقسوة والمعاناة». وقال إنه يقدر انفعال «الأبناء» ومشاعرهم الملتهبة، لافتاً إلى الاتصال المستمر مع الجهات الأمنية، مضيفاً: «وجودنا معاً يشكل لوحة مصر، ولا غنى لأحد منا عن الآخر. وهذا أمر مفهوم لدى الكافة. يجب التعقل أمام هذه الحرب الجديدة. أرجو الانتباه إلى أن النار لن تُطفأ بالنار بل بالماء». وتوقع أن «تقوم الجهات المسؤولة بواجبها كاملاً، ولا أريد تسمية جهة بعينها. كانت لي مكالمة طويلة مع رئيس مجلس النواب وتوافقنا على أن هناك جهات كثيرة يجب أن تتحرك من أجل سلامة مصر»، موضحاً أنه «يجب ألا يكون هناك تهاون مع أي فكر أو تطرف لأن هذا له عواقب وخيمة. وأدعو الجميع لعدم التهاون». واعتبر بابا الإسكندرية أن الضربات الجوية التي نفذها الجيش «ثأرت للشهداء»، في إشارة إلى قصف طائرات مصرية معسكرات لإرهابيين في ليبيا تقول القاهرة إنهم دعموا المسلحين الذين قتلوا 30 قبطياً في صحراء المنيا.