أعلن التليفزيون المصري أمس أن الجيش واصل توجيه ضرباته ضد معسكرات الإرهاب في الخارج. وكان الجيش المصري قد أعلن مساء الجمعة: إن قواته الجوية شنت غارات على معسكرات في ليبيا، تقول القاهرة إنها تُستخدم في تدريب إرهابيين قتلوا عشرات من المسيحيين في وقت سابق أمس الأول. فيما أعلن تنظيم داعش، السبت، تبنيه للهجوم الذي استهدف، الجمعة، حافلة في المنيا، والذي راح ضحيته عشرات من الأقباط. وقال الرئيس عبدالفتاح السيسي في كلمة تليفزيونية: إنه أمر بضربات ضد «معسكرات الإرهاب». وطالب بمعاقبة الدول التي تدعم الإرهاب دون مجاملة أو مصالحة. ودمرت القوات الجوية المصرية المركز الرئيس لمجلس شورى مجاهدي درنة في ليبيا، بعد ساعات من هجوم مسلحين على مجموعة من المسيحيين كانوا في طريقهم إلى دير بصعيد مصر. وأعلنت قوات شرق ليبيا من جانبها، أنها شاركت في الغارات الجوية للقوات المصرية. بيان الجيش الليبي أعلن السلاح الجوي التابع للقيادة العامة للجيش الليبي، في بيان له بأن مقاتلاته نفذت عملية مشتركة مع القوات الجوية المصرية مساء أمس الاول الجمعة فى درنة. وقال البيان، الذي حصل عليه موقع «المرصد» الاخباري الليبي على نسخة منه، إن العملية المشتركة استخدم فيها الجانب المصري مقاتلات حديثة من طراز «رافال» المصرية لاستهداف مواقع تحتاج الى ذخائر خاصة تم تحديدها مسبقاً وهدفين تم تحديدهما اثناء تنفيذ العملية. وأضاف سلاح الجو إن هذه العملية تأتي في اطار سلسلة عمليات تمهيداً لدخول القوات البرية للجيش الليبي لمدينة درنة وتحريرها من عبث الإرهابيين. ووفقا للبيان، فإن العملية كانت ناجحة وأن خسائر «إرهابيي تنظيم القاعدة» المستهدفين من القصف كانت كبيرة في العتاد والارواح. قال أحد المقيمين في درنة لرويترز: إنه سمع دوي أربعة انفجارات قوية وإن الهجمات استهدفت معسكرات تقع حول درنة يستخدمها مقاتلون ينتمون لجماعة مجلس شورى المجاهدين. تطمينات للأقباط من جانبه، اكد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي في اتصال هاتفي مع بطريرك الاقباط الارثوذكس تواضروس الثاني ان اجهزة الدولة «لن تهدأ قبل ان ينال المسؤولون عن اعتداء المنيا جزاءهم على هذه الجريمة». وقدم السيسي التعازى للبابا تواضروس الثاني في ضحايا الاعتداء، الذي وقع صباح الجمعة في محافظة المنيا (وسط) وأوقع 29 قتيلا. واكد الرئيس المصري لبابا الاقباط ان «أجهزة الدولة لن تهدأ قبل أن ينال المسؤولون جزاءهم الذي يستحقونه على هذه الجريمة الخسيسة»، بحسب بيان نشرته الرئاسة المصرية ليل الجمعة السبت. وكان السيسي قد اعلن مساء الجمعة توجيه ضربة جوية لاحد معسكرات تدريب إرهابيين في ليبيا. واكدت وزارة الدفاع المصرية ان الضربة استهدفت «تجمعات من العناصر الارهابية بالاراضي الليبية بعد التأكد من اشتراكهم في تخطيط وتنفيذ» اعتداء المنيا. غضب وقلق وجاء اتصال السيسي بالبابا تواضروس الثاني بعد ساعات من مطالبة الكنيسة القبطية في بيان السلطات ب«اتخاذ الاجراءات اللازمة لتفادي خطر هذه الحوادث، التي تشوه صورة مصر وتتسبب في آلام العديد من المصريين». وحيت الصحف المصرية السبت الضربة الجوية في ليبيا. وعنونت صحيفة اخبار اليوم الحكومية «اخذنا بالثأر»، بينما قالت صحيفة المصري اليوم الخاصة: «نسور مصر يثأرون لشهداء المنيا». وكتبت صحيفة الوطن الخاصة «مصر تنتقم لشهدائها بتدمير معسكر للارهابيين في ليبيا». وتم تشييع جثامين عدد من ضحايا الاعتداء مساء الجمعة في محافظة المنيا وسط مشاعر من الغضب والقلق من تكرار مثل هذه الاعتداءات. وأعلن داعش عن مسؤوليته عن الهجوم الإرهابي في المنيا، الذي وقع قبل يوم من بدء شهر رمضان. لكنه يأتي بعد سلسلة تفجيرات استهدفت كنائس أعلن تنظيم داعش مسؤوليته عنها ضمن حملة عنف ضد الأقباط. واعتداء المنيا هو الرابع ضد الاقباط في مصر خلال اقل من ستة اشهر. ففي ديسمبر الماضي قتل 29 قبطيا في تفجير داخل كنيسة ملاصقة لبطريركية الاقباط الارثوذكس في قلب القاهرة. وفي ابريل، سقط 45 قتيلا في اعتداءين استهدفا كنيستين في طنطا (دلتا النيل) وفي الاسكندرية (شمالا) اثناء احتفال الاقباط بأحد الشعانين.