أخفقت القوات العراقية أمس، في إحراز تقدم للسيطرة على ما تبقى تحت سيطرة «داعش» من أحياء الموصل، وسط صعوبات تواجهها لإنقاذ المدنيين، فيما بدأت قوات «الحشد الشعبي» حفر خنادق وخطوط صد لتأمين الشريط الحدودي مع سورية، وأكد رئيس الوزراء حيدر العبادي ل «دول الجوار» أن تحرير الموصل بات قريباً جداً»، وأن العراق يحرر أراضيه ولا «نية لديه للإعتداء على الآخرين». وحالت مقاومة التنظيم دون تقدم الجيش ومنعته من فتح ممرات آمنة للمدنيين، عبر هجمات انتحارية مكثفة بالعربات والدراجات النارية المفخخة، ووحدات القناصة، في محاولة للاحتفاظ بآخر معاقله وهي أحياء الزنجيلي والشفاء وباب سنجار والصحة. وقال قائد الشرطة الاتحادية الفريق رائد شاكر جودت أمس، إن قواته «عملت على فتح ممرات وحررت آلاف المدنيين من قبضة الدواعش ودمرت تحصينات العدو، وسيطرت على مدرسة تدريب الانغماسيين وفرق الإغارة في حي الزنجيلي، واشتبكت مع الإرهابيين وسط الأزقة الضيقة». وأضاف أن «كتائب صواريخ غراد والمدفعية الثقيلة قصفت مقرات العدو ودفاعاته في الحي لتسهيل تقدم المشاة، وتم الدفع بقوات إضافية صوب حي الصحة المجاور للسيطرة على مساحة المحور، في موازاة قصف صاروخي تنفذه الطائرات المسيرة على دفاعات العدو». وأعلن مصدر أمني أن «قوات الجيش لم تسجل أي تقدم في حي الشفاء بعد ثلاثة أيام على اقتحامه، وتجري عمليات قصف مكثفة على دفاعات التنظيم الذي ما زال يسيطر على المجمع الطبي والمستشفيات، وقد شن هجوماً على القوات في منطقة باب الطوب في المدينة القديمة، لكن تم إحباطه». وأفاد فارون من مناطق القتال أن قوات جهاز مكافحة الإرهاب «تمكنت من تحرير عشرات المدنيين، بعد معارك ضارية استمرت ساعات في الجهة الغربية لحي الزنجيلي». وجاء في تقرير للأمم المتحدة أمس، أن «نحو 180 ألف مدني ما زالوا في مناطق تحت سيطرة داعش، وهم يعيشون ظروفاً صعبة وخطرة، فيما وصل عدد النازحين من الشطر الغربي للموصل إلى 600 ألف شخص، منذ 19 شباط (فبراير) الماضي. إلى ذلك، أعلنت الشرطة في نينوى «تعليمات وقرارات جديدة تهدف إلى حفظ الأمن في المناطق المحررة، ومنها عدم ارتداء النساء الخمار في الأماكن العامة والذي قد تستغله عناصر داعش للتخفي وتنفيذ هجمات». وقال رئيس الوزراء حيدر العبادي خلال تناوله الإفطار مع عناصر جهاز مكافحة الإرهاب عقب اجتماعات عقدها مع القادة في الموصل إن «المدينة ستتحرر قريباً جداً، ورسالتنا إلى دول الجوار هي أننا نريد تحرير الأراضي العراقية، ولا نية للعراق بالاعتداء على الآخرين»، وأشار إلى أن «قوات الحشد الشعبي حققت إنجازها ضمن الخطة المرسومة بالوصول إلى الحدود السورية». وأكد بيان لإعلام «الحشد» البدء «بحفر الخنادق والمتاريس انطلاقاً من قرية أم جريص غرب قضاء سنجار (غرب نينوى)، نزولاً نحو القرى الجنوبية المتاخمة للشريط الحدودي بين العراق وسورية»، مشيراً إلى «مواصلة قوات الحشد لليوم السادس عملياتها لتحرير ما تبقى من قرى شمال قضاء البعاج». وأكد الناطق باسم «الحشد» أحمد الأسدي في بيان «إكمال مهمة التماس مع الحدود السورية وتأمين الشريط الترابي المشترك، وهي الخطوة الأولى نحو إعلان تحرير كامل حدودنا الوطنية، ليكون حافزاً مهماً للجيش العربي السوري لتأمين كامل الشريط الحدودي من الجهة السورية». جاء ذلك فيما نفى الناطق باسم الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي ضلوع طهران في دعم «الحشد» خلال تقدمه نحو الحدود السورية، مؤكداً أن دور بلاده استشاري عسكري فقط، «والحكومة العراقية وحدها تمتلك ما يكفي من القوة لمكافحة داعش ولا نملك دوراً عسكرياً في المعارك».