أكدت القوات العراقية سيطرتها على «المحكمة الشرعية» التابعة ل «داعش» في الموصل، وشنت هجوماً «مباغتاً» في اتجاه جامع «الخلافة» وسط المدينة القديمة، وخاضت أمس معارك ضارية لإحكام قبضتها على آخر معاقل التنظيم. وبات مسلحو «داعش» ويقدر عددهم بحوالى 400 عنصر محاصرين في نطاق لا يتجاوز 3 في المئة من مساحة الشطر الغربي للموصل، مع تقدم القوات لاقتحام حيي الزنجيلي والشفاء قبل خوضها آخر المعارك وإنقاذ ما يقرب من 40 ألف مدني. وقال قائد الشرطة الاتحادية الفريق رائد جودت، في بيان أمس، إن قواته «سيطرت على ما يسمى المحكمة الشرعية لولاية الجند جنوب حي 17 تموز وعثرت على وثائق مهمة وزنزانات خالية من المعتقلين»، وأشار إلى «اشتباك قوة من مغاوير النخبة مع عناصر التنظيم خلال توغل مباغت في اتجاه جامع النوري، أسفر عن قتل 6 إرهابيين وتدمير عجلة و3 دراجات نارية». وقال ضابط في الشرطة الاتحادية في اتصال مع «الحياة» إن «قطعاتنا ستتمكن في غضون الأيام القليلة المقبلة من السيطرة على الأحياء الشمالية المجاورة للمدينة القديمة، وهي باب سنجار والزنجيلي وحي الشفاء المحاذي لضفة نهر دجلة»، واعتبر «حسم المعركة مسألة وقت، فالعدو يعاني الانهيار». ونجح الجيش في نصب جسر عائم لربط جانبي المدينة من جهة منطقة حاوي الكنيسة، وتلقى تعزيزات إضافية ودعماً لوجستياً لاقتحام المدينة القديمة، ولن يكون في استطاعة «داعش» الاستمرار في المقاومة على كل المحاور. يأتي ذلك في ظل استمرار حركة نزوح المدنيين من نطاق منطقة المواجهات للوصول إلى أقرب نقطة آمنة. وأكدت مصادر محلية سقوط ضحايا نتيجة عمليات القصف والمواجهات، وعمليات قنص التنظيم، وسط أنباء عن تنفيذه إعدامات في مناطق تحت سيطرته. وأفادت وسائل إعلام محلية بأن «ثلاثة مدنيين قتلوا برصاص قناصة من داعش أثناء فرارهم في حي الصحة»، مشيرة إلى أن «التنظيم أقدم أيضاً على قتل 13 مدنياً في منطقة السرجخانة وسط المدينة بتهمة محاولة الفرار، فيما قتل أكثر من 15 مدنياً في قصف جوي طاول منطقة حضيرة السادة، أثناء وقوفهم في طابور للحصول على لحوم كان داعش يشرف على توزيعها وبيعها للأهالي نتيجة النقص الحاصل في الأغذية والجوع الذي يضرب السكان». وفي محور قوات «الحشد الشعبي»، كثف الطيران غاراته في مسعى لاستكمال السيطرة على مناطق غرب نينوى لتأمين الحدود مع سورية، بعد سيطرتها على بلدة القيروان الاستراتيجية والقرى المحيطة بها. وأعلنت «خلية الإعلام الحربي» التابعة ل «قيادة العمليات المشتركة» أن «طائرات الجيش المسيرة قصفت شاحنة تحمل مواد متفجرة في منطقة البعاج، غرب الموصل، أسفرت عن تدمير شاحنة تحمل عجلتين ومواد متفجرة وتجهيزات قتالية»، وتأتي هذه التطورات مع أنباء هجوم شنه «داعش» على موقع لقوات «الحشد قرب مطار تلعفر».