أقرت مصادر ميدانية عراقية بصعوبة المعارك الجارية لفك عقدة دفاعات تنظيم «داعش» في آخر معاقله في الشطر الغربي من الموصل، فيما حققت قوات «الحشد الشعبي» مكاسب جديدة وسيطرت على مزيد من القرى قرب الحدود السورية. وتتقدم القوات بحذر وبطء شديدين في الموصل من ثلاثة محاور، وتواجه مقاومة عنيفة في عمق أحياء الشفاء والزنجيلي والصحة لتضييق الخناق على التنظيم في المدينة القديمة، وسط تزايد الأخطار على حياة عشرات الآلاف من المدنيين المحاصرين. وقال ضابط ل «الحياة» إن «هناك محاولات لفتح مزيد من الممرات الآمنة لإخراج المدنيين الذين يحدون من قدرات قواتنا في توجيه ضربات موجعة لأهداف العدو الذي يجبرهم على البقاء وعدم المغادرة للاحتماء بهم وجعلهم دروعاً بشرية». وأضاف أن «داعش يعتمد أسلوبه التقليدي في الدفاع بالعربات المفخخة التي يقودها انتحاريون، ووحداته من القناصة التي ينشرها فوق أسطح المباني المكتظة، والمكامن التي ينصبها داخل الأزقة الضيقة، وكذلك العبوات الناسفة». وأعلنت «خلية الإعلام الحربي» في بيان أمس «إلقاء طائرات عراقية ليلة الأحد - الاثنين آلاف المنشورات في الموصل القديمة وأحياء الزنجيلي والشفاء والصحة، تحض المواطنين على مغادرة منازلهم واللجوء إلى مناطق القوات الأمنية». ووصل رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي أمس إلى الموصل «للاجتماع بالقادة العسكريين والاطلاع على سير العمليات»، على ما أفاد تلفزيون «العراقية» شبه الرسمي. وأعلن القائد في قوات «جهاز مكافحة الإرهاب» الفريق الركن عبدالغني الأسدي أمس سيطرة قواته على نحو نصف حي الصحة المجاور لحي الزنجيلي من الجهة الغربية، وأضاف أن «المعارك عنيفة، وجميع من يقاتل من عناصر داعش أجانب ولا يوجد بينهم عنصر محلي»، لافتاً إلى «فتح ممر آمن من جهة حي الصحة لنقل المدنيين الذين يستهدفهم العدو في شكل مباشر». وفي المقابل رجح قائد «عمليات نينوى» اللواء الركن نجم الجبوري أن «المعركة ستحسم خلال أيام معدودة». وقال وزير الدفاع الأميركي جيم ماتيس لقناة «سي بي أس» : «لا مفر من سقوط ضحايا مدنيين في الحرب على الإرهابيين في سورية والعراق، ونبذل كل ما في وسعنا لتفادي ذلك»، وزاد «لم نغير في قواعد شن الغارات الجوية التي تحدد الإجراءات الاحترازية الواجب اتخاذها لتفادي سقوط الضحايا». وأعلن طيران الجيش أمس «توجيه ضربات موجعة دمرت مخزن أسلحة وأعتدة ومضافات تابعة لعصابات داعش الإرهابية في منطقتي البوير والزنازل، غرب بادوش (شمال الموصل)». وفي تطور آخر أعلن «الحشد الشعبي» في بيان «تحرير قرية تارو شمال غربي ناحية القحطانية في محاذاة جبل سنجار القريب من الحدود العراقية– السورية، وكذلك وادي الميدار غرب الناحية، فضلاً عن السيطرة على مجمع الجزيرة السكني». وأضاف أن «قواتنا تتمركز الآن في قرية أم جريص عند الحدود العراقية السورية، واقتربت من قرية ام الذيبان أقصى غرب القحطانية التي تبعد عن الحدود السورية نحو 14 كلم». وأفاد القيادي في «الحشد» هادي العامري، وهو زعيم منظمة «بدر» أن قواته «وصلت إلى قرية أم جريص وهي المنفذ الحدودي باتجاه سورية»، وأضاف: «غداً سنبدأ عملية تطهير الحدود انطلاقاً من القرية باتجاه قضاء القائم في محافظة الأنبار».