تعهدت «قوات سورية الديموقراطية» بألا يلحق أي ضرر بمقاتلي تنظيم «داعش» في الرقة إذا ما استسلموا بنهاية الشهر الجاري، ودعتهم إلى إلقاء أسلحتهم قبل الهجوم المتوقع على المدينة. وأصبحت «قوات سورية الديموقراطية»، وهي تحالف مدعوم من الولاياتالمتحدة يضم مقاتلين عرباً وأكراداً، على بعد كيلومترات قليلة من مدينة الرقة عند أقرب نقطة في هجوم يجري منذ تشرين الثاني (نوفمبر) لتطويق المدينة والسيطرة عليها. وذكرت «قوات سورية الديموقراطية»، التي تضم وحدات حماية الشعب الكردية السورية القوية، «أنه من المتوقع أن تطلق المرحلة الأخيرة من الهجوم على الرقة في بداية فصل الصيف». وكان مسؤولون من وحدات حماية الشعب و «قوات سورية الديموقراطية» توقعوا أن يبدأ الهجوم في مطلع نيسان (أبريل) الماضي. ولم يعلن «التحالف الدولي» الذي تقوده الولاياتالمتحدة أي إطار زمني للهجوم النهائي على مدينة الرقة وهي المعقل الرئيسي للتنظيم منذ أن أعلن الخلافة في أجزاء من سورية والعراق عام 2014. وقالت «قوات سورية الديموقراطية» في بيان «نظراً للنتائج الايجابية للبيان الذي أصدرناه بتاريخ 15/5/2017 والذي أعلنا من خلاله حماية حياة من يسلم نفسه وسلاحه من المنتمين إلى المجموعات المسلحة بمن فيهم داعش مهما كانت صفتهم ومهمتهم لقواتنا تمهيداً لتسوية أوضاعهم وحماية لعائلاتهم وذويهم وأهلهم... نعلن تمديد هذه الفترة لغاية نهاية هذا الشهر 31/5/2017». وذكرت جيهان شيخ أحمد المتحدثة باسم «قوات سورية الديموقراطية» في البيان أن هذا جاء «بناء على مطالبات أهل الرقة الشرفاء... لتمكين أكبر عدد ممكن ممن غرر بهم أو أجبروا على الانضمام للاستفادة من هذه الفرصة». ويقول «التحالف الدولي» إنه يعتقد أن ما بين ثلاثة آلاف وأربعة آلاف عنصر من «داعش» محاصرون في مدينة الرقة حيث يواصلون نشر دفاعاتهم تحسباً للهجوم المنتظر. وتجددت الاشتباكات بين «قوات سورية الديموقراطية» و «داعش» في محور قرية ميسلون شمال غربي مدينة الرقة إثر هجوم معاكس للتنظيم على المنطقة. وتأتي هذه الاشتباكات بالتزامن مع اشتباكات بين الطرفين في محيط قريتي الأسدية وكديران بريفي الرقة الشمالي والغربي. وعلم «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن «قوات سورية الديموقراطية» مدعمة بقوات خاصة أميركية وطائرات «التحالف الدولي»، تمكنت من السيطرة على قرية كديران الواقعة عند الضفاف الشمالية نهر الفرات، بالريف الغربي لمدينة الرقة، والتي تبعد نحو 21 كلم إلى الغرب من مدينة الرقة وحوالى 12 كلم إلى الشرق من مدينة الطبقة، وبهذا التقدم فإن «داعش» لم يتبقَ له سوى بضعة مواقع ونقاط تمركز في الريف الغربي للرقة، والممتد من سد الفرات إلى السلحبية الشرقية، إضافة الى تمركزه في سد البعث الواقع على نهر الفرات، والذي تسعى قوات عملية «غضب الفرات» للسيطرة عليه حيث يعتمد عليه في عمليات توليد الطاقة الكهربائية وتنظيم تدفق المياه في مجرى نهر الفرات. وتأتي هذه الاشتباكات ضمن عمليات «غضب الفرات» التي انطلقت في 6 تشرين الثاني (نوفمبر) من العام 2016، والتي تهدف الى عزل مدينة الرقة عن ريفها، تمهيداً لبدء معركة الرقة الكبرى. وفرضت «قوات سورية الديموقراطية» سيطرتها على سد الفرات الاستراتيجي، في 10 أيار (مايو) الجاري، بعد معارك عنيفة شهدتها مدينة الطبقة وريفها، حيث تمكنت هذه القوات من السيطرة على السد وتمشيطه. وكان «المرصد السوري لحقوق الإنسان» ذكر في 15 نيسان ( أبريل) الماضي أن «قوات سورية الديموقراطية» تمكنت من تحقيق تقدم والدخول إلى ضواحي مدينة الطبقة القديمة، وسط سيطرتها على أجزاء واسعة من ضاحية الإسكندرية وعايد صغير الواقعتين في جنوب شرقي وبغرب مدينة الطبقة، بعد 24 يوماً من انتقال المعارك من ضفة الفرات الشمالية إلى الضفة الجنوبية للنهر، بعد أن نفذت قوات أميركية بمشاركة من «قوات سورية الديموقراطية» في 22 آذار (مارس) الماضي عملية إنزال مظلي من الجو بمنطقة الكرين الواقعة على بعد 5 كلم غرب مدينة الطبقة، بالتزامن مع عبور قوات أخرى منهم نهر الفرات على متن زوارق باتجاه منطقة الكرين، كما أكدت مصادر موثوقة للمرصد السوري لحقوق الإنسان حينها «أن عملية الإنزال الجوي وعبور النهر تهدف إلى قطع طريق الرقة – حلب، وطريق الطبقة – الرقة وبالتالي إطباق الخناق على داعش في مدينتي الرقة والطبقة بالإضافة الى الاقتراب من مطار الطبقة العسكري، كما هدفت العملية الى منع القوات النظامية من التقدم باتجاه الطبقة في حال تمكنت من السيطرة على بلدة مسكنة بريف حلب الشرقي، حيث تعد هذه العملية هي أول تواجد لقوات سورية الديموقراطية إضافة الى القوات الأميركية بالضفة الجنوبية لنهر الفرات».