أعلن الجيش العراقي أن «منطقة واحدة» تؤخر إحكامه القبضة على الجانب الأيسر للمدينة، فيما شدد «داعش» إجراءاته ونشر مئات من مسلحيه في الجانب الغربي للدفاع عن معقله. وكان الجيش أعلن قرب إعلان سيطرته الكاملة على الجانب الأيسر في أعقاب وصوله إلى آخر الأحياء، مؤكداً دخوله في مرحلة التحضيرات لمد جسور عائمة عبر دجلة لاقتحام الجانب الأيمن. وقال قائد الحملة الفريق الركن عبد الأمير يارالله، خلال مؤتمر صحافي، عقده في مقر الفرقة المدرعة التاسعة في المحور الشمالي إن «الجيش اقترب من اسكتمال مهماته وبقيت أمامه منطقة الرشيدية المحاذية لحيي الملايين والعربي اللذين حررا في شكل كامل». وأضاف أن «القوات فجرت أكثر من ألف عربة مفخخة لداعش في الجانب الأيسر، واتبع التنظيم أسلوباً جديداً في القتال، مستعيناً بطائرات مسيرة ومفخخة، تمكنا من إسقاطها قبل بلوغ أهدافها»، وزاد أن «معظم قادة التنظيم لقوا مصرعهم خلال المواجهات، وهذا يصب في مصلحة قواتنا في معركتها المرتقبة لتحرير الجانب الأيمن». وجاءت تصريحات يارالله بعد ساعات على إعلانه «تحرير حي الملايين ومنطقة البناء الجاهز، وإحكام السيطرة على طريق دهوك - الموصل وفتح وتطهير طريق بعويزه باتجاه قضاء تلكيف»، وأكد «استشهاد آمر اللواء 71 العقيد سبهان حسن إسماعيل عبدالله الجبوري أثناء المعارك». إلى ذلك، أعلنت مديرية الهندسة العسكرية اكتمال «استعداداتها لنصب جسور ثابتة ومتحركة تربط جانبي المدينة، عبر دجلة، لتعويض الجسور الخمسة التي فجرها الإرهابيون». من جهة أخرى، أفاد مصدر أمني، نقلاً عن مصادر محلية وشهود بأن «داعش» أعلن «حال استنفار قصوى في الجانب الغربي للمدينة ونشر وحدات القناصة فوق أسطح المباني، وأغلق بعض الطرقات ووضع كتلاً اسمنتية وآليات دفاعية عند مداخل الجسور، فضلاً عن نقاط تفتيش، وذلك كإجراء احترازي لمواجهة الهجوم المرتقب، وتحسباً لتنفيذ القوات المشتركة عمليات إنزال جوي، أو قيام السكان بانتفاضة». وفي تطور آخر، أكد رئيس الوزراء حيدر العبادي في بيان «صدور أمر بتشكيل لجنة للتحقيق في حالات خطف وإساءة في بعض أنحاء محافظة نينوى، تنفذها جماعات تستغل اسم قوات الأمن والحشد، ونشر بعض الصور على صفحات التواصل الإجتماعي كي تفسد فرحة النصر وتشويه الصورة الحقيقية للقوات المحررة». ودعا إلى «مراعاة حقوق الإنسان وعدم المساس بها وأن يأخذ القادة الميدانيون دورهم في التصدي لكل من يحاول الإساءة إلى القوات. وذلك على خلفية تقرير صدر عن مكتب الأممالمتحدة اتهم «عناصر أمنية بالتعامل بوحشية بعد قتلهم ثلاثة مسلحين من داعش في أحد أحياء الموصل». من جهة آخرى قال المسؤول في مخيمات الخازر مصطفى حامد في بيان أمس، إن «4 آلاف نازح من نينوى عادوا إلى مناطقهم المحررة في الجهة الشرقية للموصل». وأضاف أن «غرفة العمليات في وزارة الهجرة، بالتعاون مع وزارة النقل وقيادة العمليات المشتركة خصصت حافلات لنقلهم، ووزعت سلات غذائية سريعة عليهم، وهناك وجبات أخرى في اليومين المقبلين لمن يرغب في العودة إلى منطقتي كوكجلي والقيارة». وأكد مصدر مطلع ل «الحياة» أن «القوات الأمنية المنتشرة في شرق الموصل أحصت العائلات النازحة ودققت في ثائقها الثبوتية لمنع عناصر داعش من العودة معها بالاندماج مع قوافل العائدين، فضلاً عن استمرار المسح الميداني وتفعيل الجهد الاستخباري». وأضاف أن «بعض العائلات العائدة هدمت منازلها بالقصف العشوائي لعصابات داعش، ما اضطرها إلى السكن مع الأقارب أو إعادة تأهيل ما تبقى من المنزل لضمان، علماً أن قوات الأمن تساعد تلك العائلات في تهيئة مستلزمات العيش». وأشار إلى أن «بعض الأسواق الشعبية عاودت نشاطها وأعادت المدارس والمستشفيات فتح أبوابها، وكذلك بعض المؤسسات الخدمية وسط إجراءات مشددة، ما ساهم في استقطاب العائلات النازحة والعودة الى ممارسة حياتها اليومية. لكن بعض العائلات ما زالت تخشى بطش عصابات داعش أو المتعاونين معها وترفض العودة».