خاضت القوات العراقية معارك ضارية ضد «داعش» في أحياء قريبة من المدينة القديمة، آخر معاقل التنظيم في الموصل، ونجحت أمس في تحرير مناطق أخرى، وسط أنباء عن انهيار المسلحين بعد إطباق الحصار عليهم ومخاوف من تسللهم بين الأهالي الفارين من القتال. إلى ذلك، تواصل قوات «الحشد الشعبي» تقدمها نحو الحدود السورية وتمكنت امس من السيطرة على قرى تابعة لمدينة القيروان، قرب تلول البعاج التي تعتبر أحد أهم طرق إمدادات التنظيم في منطقة الجزيرة المطلة على محافظتي نينوى وصلاح الدين. وأعلن قائد الحملة لاستعادة الموصل الفريق الركن عبدالأمير رشيد يارالله في بيان أمس، أن «قوات مكافحة الإرهاب تمكنت من تحرير حي الورشان في الساحل الأيمن للموصل ورفعت العلم الوطني فوق مبانيه». وأضاف أن «قوات الفرقة المدرعة التاسعة استعادت السيطرة على الجزء الشمالي من حي 17 تموز الذي يعتبر حائط الصد الأساسي لداعش في المدينة القديمة». وقال ضابط آخر في اتصال مع «الحياة» إن «معارك عنيفة تدور في أحياء الحاوي والنجار و17 تموز»، وأكد أن «الإرهابيين يزجون ترسانتهم العسكرية والبشرية في هذه الأحياء التي تمثل آخر خطوطم الدفاعية وبانكسارها سيكون الطريق سالك إلى المدينة القديمة حيث جامع النوري الكبير والمنارة الحدباء المطلة على نهر دجلة». وتابع: «هناك ترجيحات بانهيار داعش خلال أيام والمخاوف الآن من تسلل عناصره بين آلاف الأهالي الذين يهربون في شكل يومي من مناطق القتال بعدما أطبق الحصار على التنظيم في شكل كامل ولم يعد أمامه سوى الموت أو الاستسلام». وأضاف أن «التنظيم شن هجوماً صاروخياً على الساحل الأيسر من المدينة الذي تحرر قبل أشهر لزعزعة الأمن»، ولفت إلى أن «طيران التحالف الدولي وطيران الجيش يشنان غارات دقيقة بصواريخ موجهة لتحييد هجمات داعش على الجانب الآخر». وأفادت مصادر أمنية أمس بأن خمس قذائف هاون سقطت على منطقة الغابات في الجانب الشرقي، أدت إلى إصابة عنصرين من الشرطة. من جهة أخرى، أصدرت «هيئة الحشد الشعبي» بياناً أوجزت فيه «آخر التطورات الميدانية لعملياتها»، مؤكدة تحرير مطار سهل سنجار العسكري ذي الأهمية الاستراتيجية واللوجيستية و8 قرى هي: خلف الديرس، وخمس تلول، وادحيلة وأخميسية وكركة وعين فتحي وعين غزال» وأحصت خسائر «داعش» ب «قتل 54 عنصراً إرهابياً وتفجير سيارة مفخخة للعدو، وتدمير مقر قيادة ومضافة للإرهابيين الأجانب والسيطرة على مخزن للعتاد في مدرسة للأطفال شمال القيروان». وأفاد البيان بأن «الأهداف المتحققة هي : شمالاً نجحت القوات بأسلوب المباغتة والتوغل في عمق العدو في قرية الحاتمية شمال القيروان وكبدته خسائر في الأرواح والمعدات، بالإضافة إلى إكمال عزل قرى وتطويقها، تل القصب والبنات، تمهيداً لاقتحامها وقطع طريق الإمداد الحيوي مع القيروان. شرقاً، استمرت القوات عند مشارف مركز الناحية في إدامة الزخم الناري في انتظار باقي المحاور لعزل والتطويق التنظيم. جنوباً، نجح الحشد في تحرير مطار سهل سنجار العسكري وتحقيق المزيد من الاندفاع وتوسيع نطاق السيطرة على مراكز داعش الاستراتيجية». وأعلنت الهيئة أيضاً أن «قوات اللواءين 11 و40 حررت قرية القاهرةجنوبالقيروان ورفعت العلم العراقي فوق مبانيها».