عززت اعترافات المتهمين في خلية «تفجير الكنائس» المصرية، والتي تمت إحالتها قبل أيام على القضاء العسكري، مخاوف من استمرار تدهور الأوضاع الأمنية في ليبيا، إذ كشف عدد من المتهمين أنهم التحقوا بتنظيمي «القاعدة» و «داعش» الإرهابيين في ليبيا، وتلقيهم تدريبات بدنية وعسكرية داخل معسكرات، قبل تسللهم عائدين إلى العمق المصري، فيما قال مصدر أمني إن سكان قرية المعنا في محافظة قنا (صعيد مصر) سلموا المتهم عبدالرحمن كمال الدين، والمطلوب ضمن المتهمين في القضية، إلى سلطات التحقيق. ووفقاً للاعترافات التي أدلى بها المتهمون الموقوفون في الخلية التي نفذت تفجيرات كنائس (البطرسية وطنطا والإسكندرية)، فإنهم أقروا بالانضمام إلى تنظيم «داعش» الإرهابي، وتلقوا تدريبات متنوعة داخل معسكرات في مناطق صحراوية على كيفية استعمال الأسلحة النارية بأنواعها ورفع اللياقة البدنية، وكيفية تصنيع وتفجير العبوات المفرقعة والسترات الناسفة المعدة لتنفيذ العمليات الانتحارية. وأوضح المتهمون أنهم في أعقاب مشاركتهم في اعتصام جماعة «الإخوان» في «رابعة»، وقفوا على قناعة «وجوب قتال الحاكم وأفراد الجيش والشرطة والعاملين في مؤسسات الدولة، بدعوى كفرهم لامتناعهم عن تطبيقهم الشريعة الإسلامية». وأقر المتهم وليد أبو المجد، في معرض اعترافاته أمام النيابة، بأنه شارك في تفجير الكنيسة البطرسية في العباسية (أواخر العام الماضي)، مشيراً إلى أنه تلقى تكليفاً من المتهم عمرو سعد بلقاء المكنيين (أبو عبدالله وأبو نافلة) والمتهم محمد يوسف أبو بكر في 6 كانون الأول (ديسمبر) الماضي، على مقربة من المعسكر المخصص لإعداد العناصر الإرهابية في مدينة سوهاج (جنوبالقاهرة)، وتسلم منهما كيسي خيش (جوالين) تضمنا 5 بنادق آلية وذخائرها وسترتين ناسفتين تحويان مواد مفرقعة. وأضاف أنه تم إخفاء تلك الأسلحة والمفرقعات في مسكن أحد المتهمين، قبل أن يصدر المتهم عزت محمد التكليف باستهداف الكاتدرائية المرقسية بتفجيرها بسترة ناسفة يرتديها انتحاري بُعث به من شمال سيناء إلى منطقة الزيتون في محافظة القاهرة، مشيراً إلى أنه التقى الانتحاري محمود شفيق المكلف بالتنفيذ والذي تولى تجهيزه المتهم عمرو سعد وألبسه السترة الناسفة على سبيل التجربة للتأكد من جاهزيتها، ثم اتفق عدد من المتهمين على رصد الكاتدرائية المرقسية قبل يوم التنفيذ، حيث وقفوا على مداخلها وقوة تأمينها، وحددوا نقطة لاستهدافها، عقب تيقّن المجموعة المنفذة من حدوث الانفجار على النحو المخطط له، توجه عدد منهم عائدين إلى معسكر الخلية في مزرعة المراشدة في محافظة قنا. كما عرض المتهمون كيفية تنفيذ عملية استهداف مكمن النقب في طريق الوادي الجديد (على الحدود مع ليبيا) وقتل القائمين عليه، حيث تولى المكنى (أبو نافلة) تدريب العناصر المكلفة بالتنفيذ على استعمال الأسلحة النارية الآلية، فيما تولى المتهم حمادة جمعة والحركي (عبدالله التونسي) عملية التدريب البدني، بينما انتقل المتهمان عزت محمد حسن وعمرو سعد والحركي «شبل» لرصد الكمين.