أمر النائب العام المصري المستشار نبيل صادق بإحالة 48 متهماً بالإرهاب على القضاء العسكري، لاتهامهم بالانتماء إلى تنظيم «داعش» الإرهابي وتأسيس خليتين له في محافظتي القاهرة وقنا، والانضمام إليهما والمشاركة فيهما، وارتكابهم وقائع تفجير الكنائس الثلاث «البطرسية» في العباسية، و «المرقسية» في الإسكندرية، و «مار جرجس» في الغربية، وقتل والشروع في قتل مرتاديها وقوات تأمينها، والهجوم على مكمن النقب جنوب غرب مصر، وقتل عدد من القائمين عليه من قوات الشرطة، والشروع في قتل المتبقين والاستيلاء على أسلحتهم، وتصنيعهم وحيازتهم سترات وعبوات مفرقعة وأسلحة نارية وذخائر، والالتحاق بتنظيم «داعش» خارج البلاد وتلقيهم تدريبات عسكرية بمعسكرات تابعة للتنظيم في ليبيا وسورية. وقتل نحو 30 شخصاً في تفجير انتحاري في البطرسية أواخر العام الماضي، كما قتل في نيسان (أبريل) الماضي العشرات في تفجيرين انتحاريين استهدفا كنيستيْ الإسكندريةوطنطا خلال احتفالات المسيحيين بأحد السعف. وكشفت تحقيقات نيابة أمن الدولة العليا، بإشراف المستشار خالد ضياء الدين المحامي العام الأول للنيابة، من خلال اعترافات المتهمين والمعاينات لمواقع الأحداث والأماكن المحيطة بها، والتقارير الفنية وتقارير مطابقة البصمات الوراثية، أن الانتحاري محمود شفيق محمد مصطفى هو مرتكب واقعة تفجير الكنيسة البطرسية في العباسية بتكليف من القيادي في التنظيم مهاب مصطفى السيد قاسم، إذ حضر الانتحاري من محافظة شمال سيناء بعد أن نقله عضو التنظيم محمود حسن مبارك بسيارته، وأقام بمسكن المتهم رامي محمد عبدالحميد عبدالغني في منطقة الزيتون في محافظة القاهرة. وأوضحت التحقيقات أنه في تاريخ 8 كانون الأول (ديسمبر) الماضي، حضر إليه المتهمان عمرو سعد عباس ووليد أبو المجد عبدالله، بعد أن تسلما 3 سترات ناسفة من المتهمين عزت محمد حسن وحسام نبيل بدوي، وأقاما معه في المسكن ذاته، ثم قاموا برصد الكنيسة البطرسية ومحيطها يومي 9 و10 كانون الأول (ديسمبر) الماضي، وفي صباح الأحد 11 كانون الأول (ديسمبر) ارتدى الانتحاري سترة ناسفة واصطحبه المتهمان عمرو عباس ووليد أبوالمجد بسيارة الأخير إلى مقر الكنيسة، فدلف إليه وفجر نفسه، ما أسفر عن مقتل 29 وإصابة 45 آخرين. وأجرت نيابة أمن الدولة العليا معاينة تصويرية لمسكن المتهم رامي عبدالحميد الذي ضُبطت فيه سترتان مفرقعتان مثل المستخدمة في تفجير الكنيسة البطرسية، كما عثرت على ملابس وآثار بيولوجية ثبت من فحص البصمة الوراثية لها تطابقها مع البصمة الوراثية لأشلاء الانتحاري محمود شفيق محمد مصطفى التي عثر عليها في موقع الانفجار بالكنيسة البطرسية. من ناحية أخرى، أسفرت التحقيقات الخاصة بحادث الاعتداء على مكمن النقب في طريق الخارجة - أسيوط في محافظة الوادي الجديد، في كانون الثاني (يناير) الماضي، بتكليف من القياديين عزت محمد حسن وعمرو عباس، بعد أن رصدا المكمن ووقفا على طرق الوصول إليه والخروج منه والمناطق المحيطة به وأوجه تأمينه والقائمين عليه من القوات، فتوجه 13 عنصراً من عناصر الجماعة الإرهابية صوب المكمن بواسطة 4 سيارات دفع رباعي، مقسمين إلى 4 مجموعات، ثلاث منها للاقتحام والرابعة للدعم ونقل المصابين، محرزين بنادق ومدافع رشاشة ثقيلة محمولة على السيارات، وكذا عبوات وقذائف صاروخية (آر بي جي). وأشارت التحقيقات إلى أن المتهمين باغتوا قوة الكمين بوابل من الأعيرة النارية من أسلحتهم الآلية، مستهدفين أبراج مراقبته، وقاموا بزرع عبوات في مبانيه، وأسفر الهجوم عن مقتل ضابط و7 جنود وإصابة 3 آخرين والاستيلاء على بعض الأسلحة والمهمات. كما أكدت تحقيقات نيابة أمن الدولة العليا إصدار المتهمين عزت محمد حسن وعمرو عباس، تكليفات باستهداف كنيسة مار جرجس في طنطا في محافظة الغربية وتحريضهما الانتحاري ممدوح أمين بغدادي، أحد المشاركين بواقعة مهاجمة كمين النقب، على تفجير الكنيسة بواسطة سترة ناسفة، مشيرة إلى أنه في صباح 9 نيسان (أبريل) الماضي، ارتدى الانتحاري السترة الناسفة واستقل سيارة المتهم حسام نبيل بدوي الذي نقله إلى مكان قريب من الكنيسة حيث دلف إلى مكان إقامة الصلوات، وقام بتفجير نفسه ما أسفر عن مقتل 28 وإصابة 76 آخرين. وذكرت التحقيقات أنه في اليوم ذاته، بناء على تكليف المتهمين عزت محمد حسن وعمرو عباس، أحد المشاركين في واقعتي تفجير الكنيسة البطرسية ومهاجمة كمين النقب، قام الانتحاري محمود حسن مبارك بتفجير الكنيسة المرقسية في محافظة الإسكندرية حيث ارتدى سترة ناسفة وتوجه بصحبة المتهم حسام نبوي بدوي حامد بسيارة الأخير إلى الإسكندرية، وترجل على مقربة من الكنيسة، وحاول الدخول إليها من غير المكان المخصص لذلك تفادياً للمرور من بوابة كشف المفرقعات، فاستوقفه فرد أمن الكنيسة وأمره بالمرور من خلالها حيث تم استيقافه بمعرفة قوات تأمين الكنيسة حال مرورها منها، فقام بتفجير نفسه، ما نتج عنه وفاة 18 شخصاً وإصابة 45 آخرين. وشملت تحقيقات نيابة أمن الدولة العليا اعترافات تفصيلية لعدد 21 متهماً من إجمالي المتهمين المعتقلين، وعددهم 31 متهماً، وأمر النائب العام بسرعة اعتقال المتهمين الفارين وعددهم 17 متهماً من أعضاء التنظيم الإرهابي، وتكليف الجهات الأمنية بسرعة تنفيذ ذلك القرار. من جهة أخرى، عاقبت دائرة إرهاب في محكمة جنايات الشرقية متهماً بالإرهاب يُدعى أسامة السيد قاسم بالإعدام شنقاً والسجن لمدة 15 عاماً ل 17 متهماً، و3 سنوات ل 17 آخرين دينوا بالانتماء لخلية إرهابية على اتصال بتنظيم «داعش». وذكرت التحقيقات أن المتهمين على صلة بتنظيم «داعش» في سورية، وأنهم متورطون في قتل جنود شرطة في مدينة رفح شمال سيناء.