اتفق وزير الخارجية السعودي عادل الجبير ونظيره الأميركي ريكس تيلرسون على وصف زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى السعودية بالتاريخية، وبدا الوزيران متفائلين بأن تشكل الزيارة نقطة تحول في العلاقة بين الطرفين، خصوصاً في ظل توقيع اتفاق لتعزيز الرؤية المشتركة. وقال الجبير إن الرؤية الاستراتيجية المشتركة غير مسبوقة، مشيراً إلى أنها ستشمل المجالات كافة، وستسعى إلى القضاء على الإرهاب، وتعزيز القدرات والبنية الدفاعية للمنطقة، وقال: «لم يحصل في السابق أمر كهذا، وهذا إنجاز لافت، فالبلدان وقعا سلسلة من الاتفاقات والمتعلقة بمجالات عدة، من بينها الاستثمارات السعودية في أميركا والعكس أيضاً، وبلغت قيمة الاتفاقات 380 بليون دولار أميركي، وستخلق هذه الاتفاقات مئات الآلاف من الوظائف، كما أنها سسهم في ننقل التقنية من أميركا إلى السعودية». وأوضح الجبير أن خادم الحرمين الشريفين والرئيس الأميركي ناقشا التحديات التي تواجه المنطقة، وآليات معالجتها والتصدي لها، وكذلك محاربة الإرهاب واجتثاثه، والتصدي للتصرفات الإيرانية في المنطقة، ودعوتها للالتزام باتفاقاتها، والتوقف عن دعم الإرهاب، ومطالبتها بأن تلتزم بالقرارات الأممية في ما يخص الصواريخ البالستية، وانتهاكات حقوق الإنسان، وتدخلها في شؤون الدول الأخرى، مبيناً أن الاجتماع تطرق كذلك للوضع في سورية، وعملية السلام بين دولة فلسطين والإسرائيليين. وأكد الجبير تفاؤل المملكة بنهج ترامب الجديد، وما يمكن أن ينجم عنه من إنهاء النزاع، وقال: «لدينا إيمان بأن الإدارة الأميركية لديها رؤية، والسعودية جاهزة للعمل مع أميركا لكي يحل السلام في المنطقة، ونحن نثني على رؤية الرئيس ترامب وبصيرته، وكذلك خطوته الجريئة والتي من الممكن أن تغير من عالمنا وتغير من الخطاب في العالم الإسلامي من العداء إلى المحبة، وبالعكس في العالم الغربي من العداء إلى الصداقة، وعندها من الممكن أن يتغير الخطاب في كلا الاتجاهين، وبذلك سنقمع صوت الإرهاب، وكما تعرفون فإن الرئيس سيذهب إلى إسرائيل ومن ثم إلى الفاتيكان، ونأمل بأن تتواءم الأديان الثلاثة، وننتقل من الحديث عن صراع الحضارات إلى الحديث عن شراكة الحضارات». من جانبه، شدد تيلرسون على أن الاجتماع يعد لحظة تاريخية في العلاقة بين البلدين، وقال: «خادم الحرمين الشريفين والرئيس ترامب بذلا مجهوداً من أجل أن تكون هناك علاقة استراتيجية تعزز من العلاقات الديبلوماسية والتنمية الاقتصادية وتعزيز السلام في المنطقة، وهدفنا واحد، وهو التعاون من أجل المصلحة المشتركة، ونؤمن بأن هناك الكثير من العمل الذي يجب أن نقوم به، من أجل ندفع هذه الرؤية قدماً، وسنعمل من أجلها بشكل متواصل، وهذا يرسل رسالة إلى عدونا المشترك بأن هناك طريقاً جديداً سنسلكه، وأن علاقتنا صلبة وأساسها المصلحة الأمنية المشتركة، فأمن السعودية وأمن أميركا يصبان في ذات الاتجاه، والملك سلمان والرئيس ترامب يطلقان المبادرة لقمع الإرهاب، وبالطبع سنوسع من دائرة علاقاتنا الأمنية التي استمرت على مدى عقود طويلة، واليوم سيكون هناك تعاون اقتصادي وثيق، وهذا سيقودنا بالطبع إلى علاقة أكثر صلابة». واكد تيلرسون أن أميركا تنسق الجهود المشتركة من أجل تحجيم الدور الإيراني في اليمن، وقال: «نحن ننسق من جهودنا من أجل الوصول إلى آلية للتصدي للتطرف الإيراني ودعمها المالي للميليشيات والمتطرفين في اليمن والعراق وسورية، ونحن ننسق وبحذر لإيجاد الكيفية التي سيتم من خلالها تنفيذ الاتفاق الإطاري النووي من أجل وقف التطلعات الإيرانية النووية، وهذا يتم مع الكثيرين ممن لديهم الرؤية ذاتها». ونفى تيلرسون أن يكون قطع الاتصال بنظيره الإيراني، إلا أنه ألمح أنه لن يتواصل معه خلال المرحلة الحالية، وقال: «أنا لا أقطع أي اتصال، لكن ليس لدي أي خطط حالياً من أجل ذلك، ولكن غالباً سيكون هناك حديث بيننا في الوقت المناسب». ورداً على سؤال حول الأوضاع في اليمن، قال: «تركيزنا يصب على إيجاد تسوية سلمية ديبلوماسية، ونرى أمامنا وضعاً مأسوياً، والكثيرون يعانون من المجاعة، ولذلك فمن الأهمية بمكان أن نضغط على الأطراف اليمنية من أجل الجلوس على طاولة المفاوضات». وتابع: «يجب أن يدرك الحوثيون أن معركتهم غير مستدامة، وأنهم لن يستطيعوا أن يحققوا نصراً، ولكنهم سيشعرون بذلك بشكل أكبر عندما تتزايد الضغوط العسكرية عليهم خصوصاً، في ظل كون الترسانة التي سنقدمها للسعودية أكثر دقة في ضرباها، وفي الوقت ذاته نحن ننشط مع جهات أخرى من أجل أن تحل الأزمة عبر الطرق الديبلوماسية». من جهته، أكد الجبير أن الحوثيين يسرقون المساعدات التي تقدم لأبناء جلدتهم، مشيراً إلى أن السعودية من أكبر الداعمين لجهود الإغاثة الإنسانية، والحوثيون عددهم 50 ألفاً يستولون على دولة فيها 28 مليوناً، فكيف يمكن أن نسمح لهم بسلب الإرادة اليمنية، في الوقت الذي نتلقى فيه نداء استغاثة من الشرعية»!