في الوقت الذي رحب فيه أهالي بلدة العوامية التابعة لمحافظة القطيف بالمشروع التنموي التطويري لوسط البلدة، الذي تقوم علية أمانة المنطقة الشرقية، ممثلة ببلدية محافظة القطيف، سلطت وسائل إعلام إيرانية الضوء بطريقة عدائية على المشروع التطويري الذي بدأ أخيراً، في إزالة أوكار الخارجين عن القانون داخل حي المسورة، الذين استغلوا مبانيه القديمة المهجورة لتكون ملجأً للإرهابيين وتجار الأسلحة ومروجي المخدرات. وعلى رغم كون مشروع تطوير وسط بلدة العوامية جزءاً من عشرات المشاريع التطويرية التي تقوم بها أمانة الشرقية في المنطقة إلا أن وسائل إعلام إيرانية، اختارت المشروع التطويري الأخير في حي المسورة وسط البلدة ل«تسيسه» إعلامياً، وذلك بعد أن تحصنت خلاياها الإرهابية والتجسسية لسنوات داخل أسوار منازل الحي المهجورة قبل البدء في إزالته. واختار الإعلام الإيراني عبارات تحريضية مسيئة مثل «فرض حصار» و«هجوم مباغت» و«تدمير العوامية» بإطلاقها على معدات أمانة الشرقية الإنشائية، التي بدأت في إزالة مباني حي المسورة المهجورة التي يزيد عمرها عن 100 عام، بعد أن أنهت إجراءات تثمين المنازل وصرف التعويضات لملاكها، ولم تكتف والوسائل الإعلامية الإيرانية، بالتدخل في الشأن «البلدي» للمحافظة بإطلاق تلك التسميات التحريضية على المعدات الإنشائية، بل امتد ذلك للتحريض ضد مقاولي المشروع والعاملين فيه، ما أدى إلى تفاعل المتعاطفين معهم لإعاقة عمل المشروع بإطلاق الرصاص وإشعال النار في المعدات. فيما سجل أهالي محافظة القطيف موقفاً بطولياً، أمام المشروع التنموي القائم والتحريض الإيراني، أكدوا من خلاله ترحيبهم بالمشروع التطويري لما له من انعكاسات إيجابية من الناحية التنموية والتطويرية للمنطقة، رافضين جميع العبارات التحريضية ضده، إذ فاجأت سيدة سعودية من محافظة القطيف قناة «نبأ» الإيرانية التي تبث من العاصمة اللبنانية بيروت باللغة العربية، باتصال هاتفي تنفي فيه ما زعمته القناة من تطويق المحافظة، مشيرة إلى وجود إرهابيين يعيقون العملية التطويرية للمنطقة، كما أوضحت السيدة عبر اتصالها الهاتفي في البرنامج المباشر - على رغم مقاطعة مذيعة البرنامج - ما يتضمنه المشروع من خطط تطويرية كأسواق ومحال تجارية وثقافية وصالات رياضية وقاعات مناسبات وغيرها من المباني الاستثمارية. يأتي ذلك في الوقت الذي أكدت فيه أمانة المنطقة الشرقية، يوم أمس، مضيها في أعمال الإزالة، على رغم جميع الأعمال العدائية، تمهيداً للبدء في أعمال التطوير وتنفيذ المشروع الذي يعتبر أحد أهم المشاريع التنموية لتطوير منطقة وسط العوامية وتحويلها إلى مدينة عصرية حديثة تواكب جميع مدن المنطقة الشرقية من حيث النهضة التنموية الحديثة مع المحافظة على الهوية العمرانية للمنطقة والتراثية. بدوره، قال الخبير في الشؤون العسكرية والاستراتيجية، العميد ركن حسن الشهري ل«الحياة»: «عملت أمانة المنطقة الشرقية على خطة لتطوير حي المسورة بمحافظة القطيف بطلب من أهالي الحي الواقع وسط بلدة العوامية، وذلك لتقديم خدمات البنية التحتية كافة ومنع عصابات الإجرام الإرهابية التي جعلت من هذا الحي مسرحاً للجريمة». وأضاف: «ما تمارسه وسائل الإعلام المحسوبة على إيران، هو إرهاب إعلامي وكذب وتدليس وتجاوز ذلك إلى اعتداءات لفظية على قيادة المملكة، كون هذه العصابة ألمها أن المملكة العربية السعودية تقود العالم إلى السلام ومكافحة الإرهاب والتطرف ونشر قيم التسامح»، مشيراً إلى أهمية إكمال المشروع في القضاء على الإرهاب الذي يتخفى خلف أسواره. فيما أوضح الخبير في الشؤون الاستراتيجية والسياسية الدكتور أحمد الشهري ل«الحياة» أن محافظة القطيف أخذت نصيبها من الخطط التطويرية، مثلها مثل مدينة الرياض والخبر والدمام ومكة وغيرها من مناطق المملكة التي تضم أحياء ومناطق قديمة تفتقر للخدمات، ومن حقها على الدولة التطوير والتقدم، وأضاف: «ولكن هناك من استغل هذه المنطقة وبيوتها القديمة والأزقة لتخزين الأسلحة والمخدرات والتخطيط للعمليات الإجرامية ضد رجال الأمن، لذا ظهر انزعاجهم من تطوير المنطقة»، مؤكداً أهمية إتمام المشروع لتحقيق الهدف المنشود. وزاد: «إيران ووسائل إعلامها تهدف للمساس بأمن المملكة والعالم العربي والإسلامي، لذلك استغلت هذا المشروع التطويري لتحويله إلى قضية إعلامية، يتم تداولها بشكل عدائي لزعزعة أمن المملكة». يذكر أن أمانة المنطقة الشرقية تواصل استكمال المرحلة الأولى من تطوير حي المسورة في بلدة العوامية الواقعة في محافظة القطيف، وسط حماية أمنية، بعد تعرض الآليات والمعدات التابعة لمقاول أمانة المنطقة لإطلاق نار من إرهابيين اتخذوا من الحي ملجأً لهم، وقتل أحدهم أثناء اعتراضه أعمال التطوير، وذلك عند البدء في أعمال الإزالة، فيما بلغ عدد المتوفين في الاعتداء الذي نفذه مطلوبون أمنيون أثناء الشروع في تنفيذ وتطوير حي المسورة في بلدة العوامية إلى ثلاثة أشخاص، وذلك بعد وفاة مقيم من الجنسية الهندية كانت إصابته حرجة، إضافة إلى طفل سعودي، ومقيم من الجنسية الباكستانية.