باريس - رويترز - أثارت مهمة فرنسية لإنقاذ ضحايا مذبحة وقعت في كنيسة في بغداد تساؤلات حول مبدأ العدالة، ودعت جماعات معنية بحقوق الإنسان إلى إنقاذ كل المجموعات المهددة في العراق. وبعد شهرين من اقتحام مسلحين كنيسة سيدة النجاة للسريان الكاثوليك في بغداد أثناء قداس يوم الأحد وأسفر الهجوم عن مقتل 52 شخصاً ما زال بعض الجرحى الذين نقلوا الى فرنسا يعالجون قرب باريس. وأصيب الأب رفائيل قطيمي البالغ (70 سنة) في معدته وتضرر سمعه من جراء أصوات الطلقات النارية وانفجار القنابل. ووصل الى فرنسا مع 36 من أبرشيته في أوائل تشرين الثاني (نوفمبر) على متن طائرة مجهزة طبياً. وتلقوا جميعاً العلاج الطبي ويعيشون الآن في ملجأ قرب باريس. قال قطيمي: «لو لم ترسل فرنسا لنا طائرة لكنا بقينا في العراق معرضين للخطر». لكن هذه المجموعة لا تمثل سوى قلة قليلة من بين آلاف المسيحيين العراقيين في مدن مثل بغداد والموصل سعوا للجوء الى منطقة كردستان في شمال العراق أو الى دول مجاورة. وفي الأسابيع الستة التي أعقبت الهجوم قالت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة ان نحو ألف أسرة مسيحية عراقية أي ما يصل الى ستة آلاف شخص نزحوا من بغداد والموصل ومناطق أخرى الى كردستان. وفي الوقت الذي تنامت فيه التهديدات التي يتعرض لها المسيحيون في العراق أصبحت الدول الغربية أكثر تردداً في استقبال ضحايا الحرب. وأغلقت السويد والدنمارك وبريطانيا أبوابها أمام الوافدين الجدد بل وبدأت في ترحيل بعض النازحين الى دول في الشرق الأوسط مثل سورية والأردن. وما زالت ألمانياوالولاياتالمتحدة ترحبان بآلاف العراقيين كل عام على رغم تضاؤل الرغبة السياسية في قبول المزيد في الدولتين. وقبلت فرنسا عدداً أقل من اللاجئين العراقيين مقارنة ببريطانيا أو ألمانيا أو السويد، لكنها ألقت الضوء على معاناة المسيحيين العراقيين الذين يمثلون الجزء الأكبر من اللاجئين الذين قبلتهم باريس. وقالت بيكا هيللر، رئيسة مشروع مساعدة اللاجئين العراقيين ومقره الولاياتالمتحدة ويوفر التمثيل القانوني للمشردين ان»الأنظمة الدولية للتعامل مع اللاجئين غير كافية». وقال اغناطيوس يوسف الثالث يونان، بطريرك كنيسة السريان الكاثوليك ان الهجوم على كنيسة النجاة الذي مثل نقطة اللاعودة. وأضاف أثناء زيارة الباريس أن مجتمع المسيحيين مستهدف منذ وقت طويل لكن هجوماً بهذا الحجم لم يحدث من قبل. «لم يعد بإمكان المسيحيين أن يعيشوا بعد ذلك في المدن الكبيرة مثل بغداد والموصل». لكنه قال ان تشجيعهم على ترك العراق «ليس أمراً محبباً أيضاً لأن المتشددين الذين يريدون أن يخرجوهم سيعلنون الانتصار اذا خلا العراق منهم». وكان عدد المسيحيين في العراق 1.5 مليون نسمة قبل الاحتلال الأميركي وغالبيتهم من السريان الكاثوليك والكلدان أما الآن فيقدر عددهم بنحو 850 ألفاً من أصل 30 مليون عراقي. وقال يونان ان عددهم الحقيقي قد يكون نصف هذا الرقم أيضاً.