في الوقت الذي استنفرت فيه غزارة الأمطار التي هطلت أمس (الخميس) على جدة كبار المسؤولين في «الأمانة» و«الصحة» و«الدفاع المدني» للنزول ميدانياً لمراقبة الأوضاع وتأمين الحلول العاجلة لها، أعلنت الهيئة العامة للطيران المدني حال الطوارئ من الدرجة الأولى، إذ ما زالت الحركة الملاحية الجوية والبحرية متوقفة تماماً، فضلاً عن تسببها في 32 حادثة سير. وأبان المتحدث الرسمي في الهيئة العامة للطيران المدني خالد الخيبري ل «الحياة» أن سوء الأحوال الجوية الذي شهدته مدينتا جدةوالمدينةالمنورة أدى إلى تحويل عدد من الرحلات إلى مطارات السعودية القريبة، مشيراً إلى أن الهيئة أعلنت حال الطوارئ من الدرجة الأولى التي تعني تأهب العاملين في المطارات كافة من خدمات الإطفاء والمراقبة الجوية والعمليات الجوية للتدخل حال وقوع أي حالات طارئة. وقال: «أدت الأحوال الجوية السيئة منذ بدء العواصف الرعدية وهطول الأمطار صباح أمس (الخميس) إلى إعادة رحلة الخطوط السعودية إلى جدة بعد إقلاعها من هناك في طريقها إلى المدينة، كما تم تحويل رحلة الطائف التي كانت في طريقها إلى المدينة إلى مطار الملك عبدالعزيز الدولي في جدة، بينما تم تحويل رحلة إلى جدة كانت متجهة من الرياض إلى المدينة». وأضاف أن مطار الملك عبدالعزيز في جدة شهد أيضاً إعادة رحلات كانت في طريقها إليه بسبب العواصف الرعدية، منها رحلة السعودية المقبلة من تبوك التي تمت إعادتها إلى مطار تبوك الإقليمي، ورحلة السعودية المقبلة من مطار شرورة وتم تحويلها إلى مطار الملك عبدالله في جازان، ورحلة تابعة لشركة ناس كانت مقبلة من صنعاء تم تحويلها إلى مطار الأمير محمد بن عبدالعزيز الدولي في المدينةالمنورة. من جانبه، أكد مدير ميناء جدة الإسلامي الكابتن ساهر طحلاوي أن الأمطار الغزيرة التي شهدتها المحافظة الساحلية أدت إلى إيقاف الحركة الملاحية في الميناء، مبيناً أن منسوب الرياح في البحر ارتفع إلى أكثر من 30 عقدة. وفي سياق متصل، أوضح المدير العام للمرور في محافظة جدة العميد محمد حسن القحطاني أن جميع الطرق شهدت ارتفاعاً في منسوب المياه، أكثرها طريق الحرمين ما اضطرهم إلى بث تحذيرات عبر الإذاعة الرسمية للمقبلين من مكةالمكرمة صوب جدة بضرورة سلكهم طريق الملك عبدالعزيز بدلاً من طريق الحرمين، لا فتاً إلى أن أنفاق كباري الملك عبدالله والملك فهد والكورنيش ما زالت مغلقة، إضافة إلى عبارتي السامر الشمالية والجنوبية منذ هطول الأمطار صباح أمس حتى مغرب نفس اليوم. وكشف القحطاني تعطل أربع إشارات مرورية، وسقوط عدد من أعمدة الإنارة والأشجار على جنبات الطرقات في جدة، مشيراً إلى انتشار أكثر من 580 دورية مرور لتغطية الأوضاع، مفيداً باضطرار منسوبيها إلى الترجل عنها، نظراً إلى صعوبة السير في بعض الأحيان، بينما تم الاستغناء عن الدراجات النارية لعدم جدواها في مثل هذه الظروف البيئية. وأعلن القحطاني حدوث 32 حادثة سير اثنتان منها كانت الإصابات فيهما بليغة، مشيراً إلى أن غالبية التقاطعات المرورية في جدة غمرت بالمياه بنسب متفاوتة. من جهته، أكد مدير بلدية ذهبان وعسفان (شمال جدة) المهندس عبدالله بن سند الغامدي أن المنطقة شهدت أمس غزارة في تساقط الأمطار عليها، مبيناً أن الأمانة عملت ما في وسعها لفك تجمعات المياه في الكورنيش الشمالي وأبحر الشمالية اللذين كان فيهما معدل منسوب المياه مرتفعاً جداً عبر ناقلات مياه عدة لسحب المياه المتجمعة التي غمرت كذلك طريق المدينة وطريق عسفان إلى جانب بعض الطرقات والأرصفة. وعن الأوضاع في شرق جدة، قال مدير بلدية أم السلم المهندس عبدالله العجمي إن تجمعات المياه الكبرى التي حدثت في مخطط أم الخير ووادي قوس استدعت مسؤولي أمانة جدة وتابعها أمينها الدكتور هاني أبو راس الذي وجه بشق قنوات تصريف عاجلة للتخلص من منسوب المياه بدلاً من خيار الناقلات على اعتبار أنه لم يجد نفعاً مع كثرة تجمعها. وألمح العجمي إلى تحرك 12 فرقة تابعة ل «أمانة جدة» للعمل على خفض منسوب المياه ومن ثم إزالتها من الأماكن الحساسة كالتجمعات البشرية. من ناحية، كشف المدير العام لبلدية الجنوب الفرعية في جنوبجدة المهندس علي الغامدي رصد بلديته 14 موقعاً لتجمع المياه متفاوتة من حيث الحجم والمنسوب، موضحاً أن بلديته بدأت في ستة مواقع ذات ضرر أكبر اثنان منها في حي الأمير فواز وموقعان في حي الأجاويد ومثلهما في حي العدل، بينما هناك سبعة أماكن تجمعات للمياه يتم العمل بها وسيتم الانتهاء منها في القريب العاجل. وأوضح الغامدي أن مناسيب المياه ضمن نطاق بلديته كانت متفاوتة بلغ أعلى منسوب بينها 70 سنتميتراً تم فتح الكثير من قنوات التصريف الموجودة بالقرب من المواقع المذكورة، فضلاً عن استحداث قنوات عاجلة لتدارك الأمر.