عاد عادل إمام ليتصدر لقب النجم الأعلى أجراً، وليتقاضى 45 مليون جنيه عن بطولة مسلسل «عفاريت عدلي علام»، الذي يُعرض في شهر رمضان المقبل، بينما المسلسل ذاته هو الأعلى كلفة إنتاجية، بنحو 120 مليون جنيه. ويجسّد «الزعيم» شخصية «عدلي علام»، الذي يعمل في هيئة دار الكتب بدرجة وكيل وزارة، ويدخل في صراع مع المرتشين والفاسدين. دراما رمضان المقبل، يشارك فيها كل النجوم تقريباً، وفي ميادين مصر وجسورها إعلانات ضخمة لعشرات الأعمال، ويرى المارة من دون مشقة على المحور الذي يربط الجيزة بضواحيها في زايد وأكتوبر، وعلى جسر أكتوبر الذي يشق القاهرة، أن الوجبة الرمضانية أدسم من أن تُهضم. وعلى الشاشات بدأت عروض «البرومو» الخاصة بأعمال عدة، فيما تنتشر تسريبات عن مواضيع المسلسلات، ويشتعل سباق مع الزمن لاستكمال ما لم يتم الانتهاء منه ليلحق بدايات رمضان، والأهم أجر النجوم الذي يداعب الخيال. ومع بشائر رمضان، يدخل عادل إمام عامه ال77 (مواليد 17 أيار - مايو 1940) باعتباره الفنان الأقدم في مصر، الذي يمارس التمثيل بدقة وحرفية عاليتين، هو الذي بدأ مسرحياً سنة 1960، ما يعني قرابة 57 سنة في التمثيل، محافظاً على مكانته، ومثل القادة في الحروب يكسب مناطق جديدة ويحافظ على ما كسبه، قبل أن ينطلق إلى مساحة أخرى بجرأة وثقة. ومن دور صغير في مسرحية «سري جداً» مع فؤاد المهندس وشويكار سنة 1960، ومعهما أيضاً في مسرحية «أنا وهو وهي» سنة 1964، وصيحته الشهيرة «بلد شهادات صحيح»، انتقل في العام ذاته إلى السينما بإدارة أحد أهم مخرجيها فطين عبدالوهاب. وفي السنوات المتبقّية من عقد الستينات، شارك عادل إمام في 20 فيلماً، ومسرحيتين، ومسلسل واحد عنوانه «النشال» عام 1968. بعد ذلك، يبدأ تاريخه مع المسلسلات: «مين ولا مين»، «الفنان والهندسة»، «ساحرة»، «الرجل والدخان»، «كيف تخسر مليون جنيه»، «أحلام الفتى الطائر»، «دموع في عيون وقحة»، «ماستر سين». هكذا، قام عادل إمام بزيارات ذكية إلى شاشات التلفزيون، مرة كل بضعة أعوام، لكنه في السنوات الأخيرة يقدّم مسلسلاً واحداً كل سنة، بادئاً من سنة 2012 بمسلسل «فرقة ناجي عطا الله»، ثم «العراف» سنة 2013، ف «صاحب السعادة» سنة 2014، و «أستاذ ورئيس قسم» سنة 2015، و «مأمون وشركاه» سنة 2016، وأخيراً «عفاريت عدلي علام». ولم تكن مصادفة أن المسلسلات كلها من تأليف يوسف معاطي وإخراج رامي عادل إمام، باستثناء عمل واحد فقط هو «أستاذ ورئيس قسم». يرتاح عادل إمام لفريق العمل، ولم يكن غريباً أن تكون لشركائه في المسرحيات، أدوار في أعماله السينمائية التي يجرى تصويرها خلال العرض المسرحي، كما أنه يواصل العمل مع كتّاب يلمسون أعصاباً حساسة في رؤاه الفنية والاجتماعية والسياسية، وهي كثيرة ومتنوعة، مثل وحيد حامد ولينين الرملي في أعمال سينمائية تمثل علامات في تاريخ عادل إمام، وأخيراً يوسف معاطي في أفلام إمام ومسلسلاته الأخيرة. ويتذكر جمهوره البدايات الصعبة ولكن الدؤوبة، ثم قفزته الهائلة في المسرح ب «مدرسة المشاغبين» (1973)، في بطولة جماعية، المسرحية التي لا يمل منها أحد، وقدرتها الدائمة على انتزاع الضحك، فبطولة «شاهد ما شافش حاجة» (1976)، مع عمل لا يتوقف في سينما السبعينات ب41 فيلماً، حتى يأتي الفيلم العلامة الفاصلة «رجب فوق صفيح ساخن» (1979). قبل أن يبدأ عقد الثمانينات، الذي أدى خلاله بطولة 35 فيلماً، ليلحقها ب14 فيلماً في التسعينات، و10 أفلام في الألفية الجديدة كان آخرها توقيعه المميز في «الزهايمر» (2010)، ليكتمل مجموع أعماله السينمائية ب123 فيلماً. هذا الإنجاز الرقمي ل «الزعيم» مضى في متابعة ذكية للأفكار في مصر، ملامساً في كل وقت مشاغل الناس، في الإرهاب، المخدرات، حلم الهجرة إلى أوروبا، الانتخابات والديموقراطية، والموقف من إسرائيل، وفي زمن الانفتاح هو اللص النبيل، وبسبب من شخصيته ارتقى برتبة الممثل الكوميدي، فلم يبتذل نفسه يوماً، أو يستجب لاستضافة في برنامج تلفزيوني قد يُظن منها استغلاله أو إضحاك الناس في غير موضع الضحك. وبرهن عادل إمام على صموده أمام استثناءات وخربشات في نجوميته مع نجوم صاعدة متوعدة مثل محمد هنيدي ومحمد سعد والراحل علاء ولي الدين. هو في النهاية انتصر، ثم عاد إلى صدارة الأعلى أجراً، بعد موسم واحد كان محمد رمضان الأعلى أجراً في «الأسطورة». وتحوّل إمام إلى جزء من طقوس رمضان في العالم العربي، فيما ينافسه ابنه محمد إمام هذا العام بمسلسل «لمعي القط». ويأتي في بورصة رمضان المقبل بعد عادل إمام مباشرة أحمد السقا (40 مليون جنيه عن «الحصان الأسود») ثم كريم عبدالعزيز (38 مليون جنيه عن بطولة مسلسل «الزئبق»)، ثم محمد رمضان (رابع أعلى أجر: 36 مليون جنيه عن دوره في مسلسل «مرزوق وإيتو» إذا ما تمكن فريق العمل من اللحاق بشهر رمضان)، ثم هيفاء وهبي (36 مليون جنيه، عن بطولة مسلسل «الحرباية»)، وبعد هيفاء يأتي المطرب محمد فؤاد (30 مليون جنيه عن مسلسل «الضاهر»)، ثم غادة عبدالرازق أيضاً (30 مليون جنيه عن مسلسل «أرض جو»). أما فصيل ال25 مليون جنيه فيبدأ من نيللي كريم عن مسلسل «لأعلى سعر»، ثم مصطفى شعبان عن «اللهم إني صائم». بعدهما فئة ال20 مليون جنيه: يسرا عن مسلسل «الحساب يجمع»، ودنيا سمير غانم عن مسلسل «في ال لا لا لاند»، وياسمين عبدالعزيز عن مسلسل «هربانة منها».