ذكرت وكالة «يونهاب» الكورية الجنوبية للأنباء نقلاً عن الجيش أن كوريا الشمالية أجرت تجربة صاروخ باليستي في الساعات الأولى من صباح اليوم (السبت) بالتوقيت المحلي من منطقة شمالي العاصمة بيونغيانغ. وقال الجيش الأميركي أمس إنه تعقب إطلاق صاروخ باليستي كوري شمالي ولكن الصاروخ لم يغادر الأراضي الكورية الشمالية ولم يشكل تهديداً لأميركا الشمالية. وقال الناطق باسم القيادة الأميركية في المحيط الهادئ الكوماندر ديف بينهام، إن إطلاق الصاروخ جرى في الساعة 10:33 صباحاً بتوقيت هاواي (20:33 بتوقيت غرينيتش) من مكان قريب من مطار بوكتشانغ. وقال مسؤولون أميركيون شريطة عدم نشر أسمائهم، إن من المحتمل أن الصاروخ متوسط المدى ويُعرف باسم «كي أن-17» ويبدو أنه تحطم في غضون دقائق من إطلاقه. من جهته، أعلن الجيش الكوري الجنوبي أن اختبار الصاروخ الباليستي في كوريا الشمالية فشل. وأكد مسؤول في هيئة الأركان الكورية الجنوبية المشتركة إطلاق الصاروخ ولكن لم يكن لديه أي معلومات أخرى . ولكن وكالة «يونهاب» عادت وذكرت أن الصاروخ انفجر على ما يبدو في الهواء بعد ثوان من إطلاقه. وفي ردود الفعل على التجربة الكورية، قال مسؤول أميركي أمس، إن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد ترد على أحدث تجربة صاروخية أجرتها كوريا الشمالية بالإسراع بخططها لفرض عقوبات أميركية جديدة على بيونغيانغ تشمل إجراءات محتملة ضد كيانات كورية شمالية وصينية محددة. وأضاف المسؤول الذي تحدث شريطة عدم نشر اسمه، أن مع تحرك كوريا الشمالية في تحد للضغوط من الولاياتالمتحدةوالصين الحليفة الرئيسة لكوريا الشمالية قد تجري واشنطن أيضاً تدريبات بحرية جديدة وترسل مزيداً من السفن والطائرات إلى المنطقة كاستعراض للقوة. وقال المسؤول عن احتمال فرض عقوبات جديدة من جانب واحد على كوريا الشمالية «إنه أمر محتمل وشيء يمكن التعجيل به». وأضاف أن إطلاق الصاروخ نوع من «الاستفزاز» الذي كان متوقعاً قبل الانتخابات التي تشهدها كوريا الجنوبية في التاسع من أيار (مايو) وأن ترامب قد يستغل هذه التجربة للضغط على الصين بشكل أكبر كي تبذل جهد أكبر لكبح جماح كوريا الشمالية. وقال المسؤول الأميركي إنه إذا أجرت كوريا الشمالية تجربة على إطلاق صاروخ باليستي عابر للقارات مثلما هددت من قبل فإن واشنطن ستعتبر ذلك تطوراً أخطر، مشيراً إلى أن ذلك قد يؤدي إلى رد أميركي أكثر صرامة. وتشعر إدارة الرئيس ترامب بقلق بشكل خاص من نشاط بيونغيانغ لتطوير صاروخ مزود برأس نووي قادر على ضرب الولاياتالمتحدة. وتتابع واشنطن أيضاً من كثب احتمال إجراء كوريا الشمالية تجربة نووية سادسة. وجاءت التجربة الصاروخية بعد ساعات فقط من تحذير وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون مجلس الأمن من أن التقاعس عن الحد من برامج كوريا الشمالية النووية والصاروخية قد يؤدي إلى «عواقب كارثية». وقال المسؤول إن عقوبات جديدة قد يتم فرضها خلال الأيام المقبلة وربما تطال عدداً من الكيانات التي قامت الحكومة الأميركية بفحصها بالفعل من أجل تطبيق مثل هذه الإجراءات في الوقت الذي تواصل فيه الإدارة الأميركية إعداد حزمة عقوبات أوسع. وقال المسؤول إن الأهداف قد تشمل مؤسسات مالية وشركات واجهة في كوريا الشمالية بالإضافة إلى الصين وهو ما قد يثير غضب بكين. وعلى رغم إشادة ترامب بالرئيس الصيني شي جينبينغ لإشارته إلى زيادة التعاون في شأن قضية كوريا الشمالية، قال المسؤول إن بكين ما زال «عليها وضع حدود واضحة» مع بيونغيانغ في شأن برامجها النووية والصاروخية. وقال المسؤول إن الخيارات العسكرية التي يجري بحثها تشمل استعراض القوة الأميركية في المنطقة بهدف ردع كوريا الشمالية وطمأنة كوريا الجنوبية حليفة الولاياتالمتحدة. ولكن ذلك لا يصل إلى حد توجيه ضربات عسكرية أميركية وقائية والتي قد تنطوي على خطر قيام كوريا الشمالية بعملية انتقام ضخمة وسقوط عدد كبير من الضحايا في اليابانوكوريا الجنوبية وبين القوات الأميركية في البلدين. بدورها، دانت اليابان التجربة بوصفها غير مقبولة تماماً وتمثل خرقاً لقرارات الأممالمتحدة. وقال الناطق باسم الحكومة اليابانية يوشيهيدي سوغا، إنه على اتصال برئيس الوزراء شينزو آبي المسافر إلى أوروبا وإن المسؤولين يجمعون معلومات في شأن التجربة الصاروخية التي يبدو أنها فشلت بعد فترة وجيزة من إجرائها.