أعلنت سيول وواشنطن فشل بيونغيانغ في إطلاق أول لصاروخ باليستي متوسط المدى، في اختبار نُفِّذ إحياءً لذكرى ولادة كيم إيل سونغ، مؤسس كوريا الشمالية، يُحرج حفيده الزعيم كيم جونغ أون، وسط انتقادات من حليفته الصين. ونقلت وكالة «يونهاب» الكورية الجنوبية للأنباء عن مسؤول في جهاز الاستخبارات الكورية الجنوبية، أن الصاروخ، وهو من طراز «موسودان» الذي يبلغ مداه أكثر من ثلاثة آلاف كيلومتر، اختفى من على شاشات الرادار بعد ثوانٍ على إطلاقه، مرجّحاً انفجاره في الجو. وأعلن ناطق باسم وزارة الدفاع الأميركية، أن الجيش الأميركي رصد وتابع إطلاق الصاروخ. وتحدّث مسؤول أميركي عن «فشل عملية الإطلاق»، مضيفاً أن الأمر يتعلق «على الأرجح» بصاروخ من طراز «موسودان». وقال مسؤول في الخارجية الأميركية: «نجدد دعوتنا كوريا الشمالية الى الامتناع عن التصرفات والمهاترات التي تفاقم تصعيد التوترات في المنطقة، وأن تركّز بدل ذلك على اتخاذ خطوات ملموسة نحو الإيفاء بتعهداتها والتزاماتها الدولية». وكانت بيونغيانغ فشلت، خلال إحياء عيد ميلاد كيم إيل سونغ عام 2012، في إطلاق صاروخ بعيد المدى. لكن فشل تجربة أمس يحرج كيم الثالث، إذ يرجّح مراقبون أنه سيسعى الى إبراز «نجاحات» سياسته، خلال مؤتمر يعقده حزب العمال الشيوعي الحاكم الشهر المقبل، سيكون الأول منذ 36 سنة. وأجرت كوريا الشمالية اختبارات على صواريخ قصيرة أو متوسطة المدى، لكنها لم تجرِ أي تجربة على طراز «موسودان»، علماً أنها كشفت عنه للمرة الأولى خلال عرض عسكري في بيونغيانغ عام 2010. وكانت الدولة الستالينية أعلنت في الأسابيع الأخيرة، أنها صنعت رؤوساً نووية حرارية مصغرة يمكن تركيبها على صاروخ باليستي، لتحقيق ردع نووي «حقيقي». كما أعلنت أنها أجرت بنجاح تجربة على محرك صاروخ باليستي عابر للقارات، يطاول الولاياتالمتحدة. وشدّد مجلس الأمن عقوباته على بيونغيانغ في آذار (مارس) الماضي، بعد إعلانها تفجير «قنبلة هيدروجينية»، وإطلاقها صاروخاً باليستياً، منتهكة قرارات المجلس. وأغضب إطلاق صاروخ «موسودان» بكين، حليفة بيونغيانغ، إذ ذكّر ناطق باسم الخارجية الصينية بأن مجلس الأمن كان واضحاً في شأن التجارب الصاروخية لكوريا الشمالية، وزاد: «الوضع الراهن في شبه الجزيرة معقد وحساس. نأمل بأن يحترم كل الأطراف قرارات مجلس الأمن، وأن يتفادوا اتخاذ أي خطوات قد تزيد التوترات». واعتبرت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) الرسمية، أن «إطلاق كوريا الشمالية صاروخاً متوسط المدى، على رغم فشله، هو أحدث حلقة في سلسلة تهديدات بالحرب، لن تقود البلاد إلى أي نتيجة، إذا لم تتوقف».