ظن الطالب الأميركي وليام (بيلي) هايز أن تهريب كيلوغرامين من الحشيشة من تركيا أمر سهل، لكنه وقع في قبضة الشرطة وحوكم ودين وأمضى في سجن تركي خمس سنوات عانى فيها ما عاناه. ولم يخرج من هناك إلا فراراً في 2 تشرين الأول (أكتوبر) 1975 عبر اليونان، حيث تسلمته السفارة الأميركية ونقلته إلى فرانكفورت في ألمانيا ثم إلى بلاده. قصة بيلي هايز تحوّلت كتاباً ثم فيلماً سينمائياً بعنوان «قطار منتصف الليل السريع» Midnight Express، كتب له السيناريو المخرج الأميركي أوليفر ستون وأخرجه البريطاني آلن باركر عام 1978، ونال أوسكار أفضل سيناريو وأوسكار أفضل موسيقى. وجسد دور هايز على الشاشة الممثل الأميركي براد ديفيس الذي توفي عام 1991 عن 41 عاماً بعدما أصيب بالإيدز من طريق حقنة مخدرات. وبعد سنوات من العمل في الكتابة والتمثيل والإخراج، قرر بيلي هايز تحويل كتابه إلى مسرحية يمثلها وحيداً ويسترجع فيها هذه التجربة التي قادته خلال سنوات سجنه إلى حافة الجنون، حتى أنه نقل في إحدى المراحل إلى مصحة عقلية، ووقتها قرر الفرار خصوصاً بعدما مدد القضاء التركي حكمه من أربع سنوات وشهرين إلى السجن المؤبد! وقد فسر هايز ذلك بأن السلطات التركية أرادت أن تثبت للرئيس الأميركي آنذاك ريتشارد نيكسون أنها جدية مثله تماماً في حربه المعلنة على المخدرات. وقد شاء أن «يصحح» ما ورد في الفيلم لأن متطلبات العمل الدرامي غالباً ما تقتضي التحوير والتعديل. أما في هذا العمل، فيروي الكاتب ما حصل تماماً في محنة عاشها وطارده صداها طيلة عمره، لكنها في الوقت نفسه حققت له شهرة ونجاحاً. وهو يعتبرها، في موازاة أبعادها التراجيدية، «رحلة ملحمية في اكتشاف الذات». وحمل بيلي هايز مسرحيته Riding the Midnight Express إلى بيروت، ليقدمها للمرة الأولى في الشرق الأوسط (اليوم وغداً والإثنين على خشبة «مسرح المدينة»).