من البديهي أن لكل واحد الجمهور ذكرياته الرائعة في الماضي، وللسينما الكلاسيكية مذاقها الخاص رغم اختلافها كلياً عن السينما الحديثة والتي تتميز بواقعيتها الشديدة أو أسلوبها التقني المتقدم. وللأفلام الكلاسيكية رونق خاص وأسلوب تميزت به خصوصاً في الأفلام المحلمية الرومانسية كفيلم»Gone with the Wind» من إنتاج العام 1939 وهو من إخراج فيكتور فيلمغ والمقتبس من رواية مارغريت ميتشل الكلاسيكية، يمثّل الفيلم أهمية لدى معاهد السينما وروابط النقاد الأمريكيين وحتى الجمهور العالمي الذي أصبح مع الوقت يقدر الفيلم كثيراً. الفيلم يوجد في غالبية قوائم النقاد والمواقع السينمائية المعتبرة مثل imdb والطماطم الفاسدة وقائمة معهد الفيلم الأمريكي AFI وغيرها. ومع ذكر فيلم ذهب مع الريح لا ينسى الجمهور أيضاً الرائعة التي أنتجت في نفس العام «The Wizard of Oz» وهو لنفس مخرج «ذهب مع الريح» فيكتور فليمنغ. في فيلم «The Wizard of Oz» قصة تقدم بنفس عائلي تشويقي رحلة فنتازية لأربع شخصيات متناقضة تماماً عندما يقررون جميعهم الرحلة لقصر ساحرة غامضة، فيلم «The Wizard of Oz» واحد من أشهر الأفلام الكلاسيكية الأمريكية والتي علقت في ذاكرة الجمهور الأمريكي والعالمي، وقصته مقتبسة من الكاتب الأمريكي «فرانك بويم» والذي تحولت أعماله الفنتازية الشهيرة لأعمال مسرحية وسينمائية وتلفزيونية بعد وفاته وفي نفس العام قدم المخرج فرانك كابرا قيمة في السيناريو تتمثل في الفيلم السياسي الاجتماعي «Mr. Smith Goes to Washington» من خلال النجم الشاب الصاعد في ذلك الوقت جيميس ستيوارت الذي يؤدي دور سيناتور لا يخشى من قول الحقيقة حتى إن أدت لعواقب وخيمة. أيضاً تميز عقد الثلاثينيات بفيلم نجح في جمع جوائز الأوسكار الخمسة الرئيسية وهو فيلم «It Happened One Night» فقد نال الفيلم جائزة أفضل فيلم ومخرج وممثل وممثلة رئيسيين والسيناريو في سابقة تعتبر الأولى من نوعها في تاريخ الأوسكار ولم تتكرر إلا مرتين في العام 1975 من خلال فيلم «طائر فوق عش المجانين» وعام 1991 من خلال فيلم «صمت الحملان»، أما في عقد الأربعينيات فيبرز فيلم «Casablanca» والذي يعتبره الكثير أحد أفضل السيناريوهات في تاريخ السينما الأمريكية. ولتوقيت الفيلم سبب آخر لشعبيته الكبيرة لدى الجمهور في وقته بسبب أن عرضه تزامن مع نهاية الحرب العالمية الثانية بعد دمار هائل أحدثته الحرب في أوروبا وآسيا، فكان من المثالي أن يصدر عملاً كلاسيكياً ملحمياً بقيمة «Casablanca والذي أصبحت الجمل الرئيسية في حواراته أيقونات تم تدوينها في عدد من كتب السينما ومواقع النقاد الشهيرة، الفيلم من إخراج مايكل كورتيز ومن بطولة حسناء هوليود في الأربعينيات السويدية إنغريد بيرغمان مع النجم الكلاسيكي الشهير همفري بوغارت. وشهد عقد الأربعينيات ثورة المونتاج والتصوير والسيناريو والإخراج من خلال فيلم «Citizen Kane» للمخرج أورسون ويلز والذي وضعه النقاد في قائمة أهم الأفلام التي أثرت على مسيرة الحركة السينمائية العالمية والتي شهدت عدة تغيرات مع ثورات الموجة الإيطالية والفرنسية وأفلام شارلي شابلن وموجة التمثيل الواقعي في هوليود بقيادة العملاق براندو. أما عقد الخمسينيات الميلادي فشهد عدة روائع كان على رأسها الفيلم الغنائي «Singin› in the Rain» والذي يوثّق مرحلة ما قبل وبعد دخول الصوت في الأفلام في مرحلة التأسيس في سينما هوليود، ولا ننسى فيلم «The Bridge on the River Kwai» للمخرج الراحل ديفيد لين والذي يقدم قصة لمجموعة من الأسرى البريطانيين لدى الجيش الياباني أثناء الحرب العالمية يخططون لتفجير أحد الجسور الإستراتيجية لدى الإمبراطورية اليابانية في ذلك الوقت، ويمثل فيلم «All About Eve» قيمة فنية كلاسيكية رائعة مع الفيلم الذي أنتج في نفس العام «Sunset Blvd»، وجميعها تلقي الضوء على الحياة داخل مجتمع هوليود من وجهة نظر مختلفة عن الأخرى، والفيلمان تنافسا على جوائز الأوسكار في العام 1950 قبل أن يحسمها الأول بالجائزة الأهم وهي أفضل فيلم. فترة الخمسينيات أيضاً شهدت فيلماً رائعاً وهو «On the Waterfront» من بطولة مارلون براندو وإخراج آليان كازال، وللفيلم أهمية باعتباره الثورة الأولى في عالم التمثيل الواقعية والنهج الأسلوبي المختلف كلياً عن المسرح الكلاسيكي المتبع في مرحلة سابقة في هوليود مع فيلم «A Streetcar Named Desire». ولا ننسى التحفة الكوميدية الرائعة «Some Like It Hot» وهو من بطولة مارلين مونرو مع توني كيرتس وجاك ليمون ويعتبر هذا العمل الأشهر في تاريخ النجمة الجماهيرية الراحلة مارلين مونرو. ومن الكلاسيكيات الشهيرة في عقد الستينيات فيلم الجريمة والإثارة «Psycho» للمخرج المختل أيضا الفرد هيتشكوك. فيلم Psycho» يمثّل قيمة في عناصره الرئيسية الثلاثة «المفاجأة، الموسيقى، المكان الواحد» حيث كان له الأثر الكبير في أفلام الرعب والإثارة فيما بعد. وفي عقد الستينيات أيضاً برزت ثلاثة أفلام تم إنتاجها في عام واحد وهي «Midnight Cowboy» و «Butch Cassidy and the Sundance Kid» مع فيلم «Easy Rider»، والأفلام الثلاثة تحمل قيمة فنية وروحية في نفس العام فالأول مصنف في قائمة أفضل أفلام الغرب الأمريكي التي تم إنتاجها، والثاني يعتبر من أهم أفلام مجتمع المدينة الثائر، والثالث يمثل قيمة سياسية اجتماعية هامة في وقته، ولا ننسى ثلاثة الغرب الأمريكي التي أنتجت في عقد الستينيات من إخراج سيرجيو ليوني وهي «The Good, the Bad and the Ugly» مع «For a Few Dollars More» وأخيراً «A Fistful of Dollars» وجميعها من بطولة النجم الأمريكي كلينت استوود. وفي عقد السبعينات يتربع فيلم «The Godfather» على قائمة أهم الأفلام التي تم إنتاجها ليس في العقد فحسب إنما في تاريخ السينما، باعتباره أحد أفضل أفلام السينما حسب العديد من قوائم النقاد والجمهور والأكاديميات، ولا ننسى أفلام «طائر فوق عش المجانين» و»سائق التاكسي» و»صائد الغزلان» والتي تميزت بقوة الشخصيات والمواضيع والجرأة في الطرح بشكل كان مغيباً بشكل أو بآخر في فترة ماضية.