بحث وزراء خارجية دول الجوار السوري، وهي الأردنوالعراقوتركياولبنان، إضافة إلى مصر، في تداعيات الأزمة الإنسانية في سورية، وذلك خلال اجتماع احتضنه أمس مخيم الزعتري للاجئين السوريين والواقع في محافظة المفرق شمال شرقي عمان، قرب الحدود السورية. وقال وزير الخارجية الأردني ناصر جودة خلال مؤتمر صحافي عقد على هامش الاجتماع إن «المشاركين في الاجتماع الوزاري للدول المستضيفة للاجئين السوريين قرروا مخاطبة المجتمع الدولي، لزيادة دعم الدول المستضيفة لهم، وتطبيق قرار مجلس الأمن الرقم 2139، الذي يؤكد اهمية استمرار الإمدادات والمساعدات للاجئين داخل سورية». وكان مخيم الزعتري الذي يستقبل عشرات آلاف العائلات الفارة من حجيم الموت في سورية، قد استضاف ظهر أمس الاجتماع الثالث للدول المضيفة للاجئين السوريين، وسط شكوى هذه الدول من قلة المساعدات الدولية التي لم تتجاوز وفق الأممالمتحدة 25 في المئة من حجم المساعدات المطلوبة، ووسط تأكيدات أيضاً بأن لا حل للأزمة السورية إلا سياسياً. والتقى المسؤولون الدوليون لساعات داخل غرف معدنية أشبه بتلك التي تقيم فيها العائلات الهاربة إلى المخيم. وحضر الاجتماع وزراء خارجية العراق هوشيار زيباري، وتركيا احمد داوود أوغلو، ووزير الشؤون الاجتماعية اللبناني رشيد درباس، ونائب وزير الخارجية المصري، بحضور رئيس المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة انتونيو غوتيريس. كما حضر الاجتماع عن الجانب الأردني وزيرا الداخلية حسين المجالي والتخطيط وليد سيف. وقبل أن يطلب من الصحافيين مغادرة غرف الاجتماع، بدت وجوه الوزراء الحاضرين تتصبب عرقاً من شدة الحر، وبدا أن اختيار مخيم الزعتري لعقد هذا النوع من الاجتماعات هدفه إيصال رسالة عملية عن المعاناة القاسية التي يعيشها قرابة 108 آلاف لاجئ سوري داخل المخيم، الذي افتتح قبل عامين، وسط بيئة صحراوية قاحلة، ترتفع فيها درجات الحرارة إلى نحو لا يطاق. وقال جودة خلال المؤتمر إن «الأردن يتحمل أعباء كبيرة لم يعد يقوى على استيعابها». وأضاف «نستضيف اليوم أكثر من مليون و300 ألف لاجئ سوري، يوجد منهم 10 في المئة داخل المخيمات والبقية يتوزعون على المجتمعات المحلية، ما يشكل ضغطاً كبيراً على القطاعات المختلفة وفرص العمل». وتابع «يتحمل الأردن مع لبنان العبء الأكبر، فيما تتحمل تركياوالعراق العبء بشكل أقل، اضافة الى مصر التي تستقبل آلاف اللاجئين السوريين». ودعا غوتيرس خلال المؤتمر الى «رفع مستوى الوعي لدى المجتمع الدولي وتوليه مسؤولياته في تمويل ودعم الدول المضيفة، بخاصة بعد تغيير الطبيعة الديموغرافية لهذه الدول نتيجة استقبالها اعداداً متزايدة من اللاجئين السوريين»، مطالباً دول العالم كافة بفتح حدودها أمام السوريين، بحيث لا يقتصر ذلك على دول الجوار. وقال «يجب أن نحشد اكثر من اجل دعم الدول المستضيفة»، مشيراً إلى أن هذه الدول «لم تتلق سوى 25 في المئة فقط من المساعدات التي تحتاجها». وتشير أرقام المفوضية العليا للاجئين السوريين الى أن حاجة الدول المضيفة للعام الحالي فقط تبلغ قرابة 4.25 بليون دولار، لم يتوافر منها حتى اليوم سوى 25 في المئة، كما تقدر حاجة الأردن وفق المفوضية حوالي 1.2 بليون دولار، بلغ حجم ما تم توفيره منها حديثاً نحو 20 في المئة. وقد دعا وزير الخارجية التركي احمد داوود اوغلو خلال المؤتمر الى «السماح بتدفق المساعدات نحو الداخل السوري، لتمكين اللاجئين وتثبيتهم داخل وطنهم». وقال إن «تركيا فتحت أبوابها مع سورية، وسمحت بدخول قرابة 80 شاحنة مساعدات»، مطالباً مجلس الأمن بتنفيذ القرارات المتخذة في هذا الخصوص، بخاصة في ظل وجود اكثر من 5 ملايين ونصف المليون نازح سوري داخل الأراضي السورية. وتوقع اوغلو مزيداً من هجرات اللاجئين السوريين، ليصل عدد المهجرين الى 10 ملايين لاجئ. وقال وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري «لقد اتفقنا على تقديم كل امكاناتنا المتوافرة، لتمكين السوريين من العودة الى بلادهم بكرامة»، مؤكداً أهمية ايصال الدعم الى لاجئي الداخل. وكان الأردن افتتح الأربعاء الماضي مخيماً جديداً للاجئين السوريين في منطقة الأزرق الصحراوية، تبلغ طاقته الاستيعابية حوالى 130 الف لاجىء، لتخفيف الضغط على مخيم الزعتري. وقال مصدر مسؤول في القيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية أمس إن «قوات حرس الحدود استقبلت 1707 لاجئين سوريين خلال الساعات ال 72 الماضية، تركوا بيوتهم بحثاً عن الملاذ الآمن». وأضاف لوكالة الأنباء الرسمية (بترا) أن «قوات حرس الحدود تقوم إلى جانب واجبها الرئيسي بالحفاظ على أمن الحدود، باستقبال اللاجئين من مختلف الفئات العمرية ومن الجنسين من جرحى ومرضى دخلوا عبر المنافذ غير الشرعية وعلى امتداد الحدود الأردنية السورية».