أكد الجيش اليمني أمس مقتل 40 مسلحاً على الأقل من تنظيم «القاعدة» غالبيتهم من جنسيات أجنبية، وذلك في سادس أيام عملياته الواسعة التي أطلقها في محافظتي أبين وشبوة (جنوب) للحد من تنامي أنشطة التنظيم، معلناً السيطرة على عدد من المواقع والطرقات الرئيسة على مختلف الجبهات. كما امتدت حملة الجيش المدعومة بميليشيا «اللجان الشعبية» أمس إلى محافظة البيضاء المجاورة، في ظل استنفار شامل للوحدات العسكرية والأمنية في محافظاتمأربوحضرموت ولحج خشية فرار عناصر «القاعدة» إليها. وقالت المصادر الرسمية للجيش «إن 37 عنصراً من الإرهابيين قتلوا وجرح العشرات منهم في معارك خاضتها معهم قوات مشتركة من اللواء الثاني مشاة بحري واللواء الثاني مشاة جبلي وقوات الأمن الخاصة في منطقة جول ريدة بمديرية ميفعة في محافظة شبوة». وكشفت المصادر «أن غالبية القتلى المسلحين من جنسيات أجنبية تشمل أفغاناً وصوماليين وشيشانيين وسعوديين، ودولاً أخرى، وأضافت أن «مقاتلي الجيش دمروا عدداً من السيارات والأسلحة التابعة للإرهابيين ويواصلون تمشيط المناطق التي فر إليها عدد آخر من المسلحين». وفيما حذر الجيش السكان في منطقتي ميفعة وعزان من إيواء عناصر الإرهاب أو السماح لهم بالدخول إلى منازلهم أو قراهم، أكد وزير الدفاع اللواء محمد ناصر أحمد الذي يشرف على عمليات الجيش في شبوة «أن التنظيم يتلقى ضربات دقيقة وساحقة، ويعيش مسلحوه في حالة تخبط». وعلى جبهة عتق في شبوة نفسها قالت المصادر العسكرية إن «وحدات الجيش التابعة للمنطقة العسكرية الثالثة تمكنت من تطهير كل من مناطق مفرق الصعيد وحصاة اللبن والكريف والنقبة وقرن السواء ومنطقة الضلعة المطلة على مديرية حبان محافظة شبوة». وزادت أنها «سيطرت على الطريق الرئيسة الرابطة بين حضرموت وشبوة وأبين، بعد مواجهات أسفرت عن سقوط عدد من الإرهابيين بين قتلى وجرحى»، مؤكدةً «تدمير سيارة في منطقة النقبة كان على متنها عدد من مسلحي التنظيم ما أدى إلى مقتل اثنين منهم وإلقاء القبض على أربعة آخرين أصيبوا بجروح». ونقلت وكالة الأنباء الرسمية عن قائد المنطقة العسكرية الثالثة اللواء أحمد سيف اليافعي قوله إن «حملة الجيش مستمرة في ملاحقة العناصر الإرهابية إلى كافة الأوكار والمعاقل والكهوف الظلامية التي فرت إليها». وفي غضون ذلك امتدت أمس عمليات الجيش إلى محافظة البيضاء المجاورة لأبين وشبوة (170 كلم جنوبصنعاء) وأعلنت المصادر الرسمية أن «وحدات عسكرية وأمنية في محافظة البيضاء تمكنت أمس من خلال عملية نوعية من السيطرة الكاملة على مواقع جبلية في منطقة ذي ناعم كان يتمركز فيها مسلحو «القاعدة». وتسعى السلطات اليمنية عبر أوسع حملة عسكرية تطلقها منذ منتصف 2012 إلى الحد من هجمات تنظيم «القاعدة» المتصاعدة وملاحقة المئات من مسلحيه الذين يتمركزون في شكل رئيس في مواقع جبلية وصحراوية في محافظتي أبين وشبوة، بخاصة بعدما باتت أنشطة التنظيم تشكل تهديداً حقيقياً للعملية الانتقالية في البلاد، فضلاً عما تثيره من مخاوف متنامية لدى الغرب والجوار الإقليمي.