أكد الجيش اليمني سقوط عشرات المسلحين من تنظيم «القاعدة» في أكثر من منطقة جراء ضربات مكثفة استهدفت أمس مواقع للتنظيم في محافظتي أبين وشبوة (جنوب) وذلك استمراراً للعملية الواسعة التي كان بدأها قبل أربعة أيام مدعومة بسلاح الجو ومليشيا «اللجان الشعبية». في غضون ذلك، توعد التنظيم في سياق رده على خطاب للرئيس عبده ربه منصور هادي بالتصدي لعمليات الجيش الذي قال إنه زج به ليخوض «حرباً عبثية بالوكالة بناء على أوامر أميركية»، كما هدد قائده العسكري قاسم الريمي بمهاجمة أي منشأة حكومية يثبت أنها تشارك في تسهيل قصف أهداف التنظيم بالطائرات الأميركية من دون طيار. وقالت المصادر الرسمية «إن وحدات القوات المسلحة في جبهتي المعجلة بالمحفد وأحور بمحافظة أبين شنت (أمس) هجوماً عنيفاً ومكثفاً من الصباح حتى بعد الظهر على مواقع العناصر الإرهابية المسلحة التابعة لتنظيم «القاعدة» وقامت بتطهير منطقتي المعجلة وأحور منها». مواقع المسلحين وأوضحت المصادر نفسها أن الجيش «قصف مواقع المسلحين المتمركزين في جبال المعجلة ووادي ضيقة في مديرية المحفد مستخدماً المدفعية وصواريخ الكاتيوشا والدبابات والمعدلات بالاشتراك مع الطيران مع تقدم بري من المشاة ومسلحي اللجان الشعبية». ونقلت وكالة الأنباء الرسمية (سبأ) عن مصدر عسكري قوله إن مسلحي «القاعدة» تكبدوا خسائر كبيرة جراء ذلك القصف المركز على مواقعهم وأن هناك قتلى وجرحى في صفوفهم إضافة إلى تدمير عدد من الآليات والأسلحة التي كانت بحوزتهم». وفي حين تجري المعارك مع مسلحي»القاعدة» على ثلاث جبهات، أكدت مصادر عسكرية رسمية «أن قوات الجيش في اللواءين الثاني مشاة بحري والثاني مشاة جبلي استكملت (أمس) عملية السيطرة والتمشيط للمواقع التي كانت تتمركز فيها عناصر تنظيم القاعدة الإرهابي في منطقة جول ريدة في مديرية ميفعة بمحافظة شبوة بمساندة الطيران الحربي». وأضافت أن القوات «دمرت ثلاث سيارات تابعة للتنظيم كانت إحداها تحمل على متنها رشاشاً عيار 23 مضاد للطيران وقتلت خمسة من عناصر التنظيم وجرحت العشرات وأن مقاتلي الجيش يقومون حالياً بملاحقة بقية العناصر التي لاذت بالفرار إلى الجبال». نشاط «القاعدة» من جهته كثف التنظيم من أنشطته الإعلامية والدعائية خلال اليومين الأخيرين، وبث تسجيلاً مصوراً على الانترنت في عنوان «حصاد الجواسيس» تضمن اعترافات أربعة أشخاص بينهم رجلا أمن زرعا شرائح في سيارات تابعة للتنظيم لتسهيل استهدافها بالطائرات من دون طيار، كما تضمن حكماً عليهم بالإعدام بتهمة التخابر مع السلطات. وكان سكان في محافظة شبوة عثروا على جثث الأشخاص الأربعة قبل أيام ملقاة إلى جانب الطريق ورؤوسهم مفصولة عن أجسادهم، وبينهم رئيس قسم الإمداد والتموين في أمن مدينة عتق في شبوة أحمد حسين مرجان، ونجله الذي يعمل في مصلحة الأحوال المدنية. وبث التنظيم تسجيلاً ثانياً وثق فيه الهجوم الأخير على مقر المنطقة العسكرية الرابعة في مدينة مطلع نيسان(أبريل) الماضي، مؤكداً قتل أكثر من 60 عسكرياً في الهجوم الذي قال إنه استهدف مقراً لتسيير الطائرات من دون طيار. الريمي وظهر في التسجيل القائد العسكري للتنظيم قاسم الريمي متوعداً بمهاجمة «أي مؤسسة أو وزارة أو معسكر أو ثكنة أو منطقة» يثبت للتنظيم أنها متورطة بتجنيد وسطاء أو بوضع شرائح أو بتجليد للشرائح التي تحدد أهداف الطائرات من دون طيار». وأضاف الريمي: «هؤلاء كلهم هدف مشروع لنا، لن ننتظر حتى يقصفونا سنغزوهم باذن الله (...) ولدينا قائمة طويلة ويجب أن يأخذ كل من تورط في مثل هذه العمليات جزاءه». إلى ذلك نشرت مواقع جهادية على الانترنت بياناً منسوباً إلى تنظيم «قاعدة الجهاد في جزيرة العرب» رداً على خطاب الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي الأخير الذي كشف أن أكثر من 70 في المئة من عناصر التنظيم في اليمن من المسلحين الأجانب. وفنّد البيان ما ورد في خطاب الرئيس ووصفه بأنه» مضلل ومليء بالمغالطات» متوعداً بالتصدي لحملة الجيش.