رأى رئيس المجلس النيابي اللبناني نبيه بري أن «حضور إيران في الساحة الدولية منع قيام الأحادية في العالم»، معتبراً أن «إيران من صانعي الانتصار في لبنان». وأكد بري في مقابلة مع «وكالة الانباء الايرانية الرسمية - إرنا» أمس، أن «الخطر الصهيوني على لبنان قائم منذ ما قبل نشوء إسرائيل، والتهديد بتدمير دولة لبنان ليس جديداً ولا يخيف اللبنانيين»، معرباً عن «عدم رضاه عن مستوى العلاقات اللبنانية - الإيرانية التي رأى أنها لا تزال أقل من طبيعية». ورأى أن ما «تتعرض له إيران من تفجيرات وأعمال إرهابية بين الفينة والأخرى، ومن ضغوط دولية وغيرها، لا علاقة له بالمشروع النووي الإيراني السلمي، وإنما يحدث على خلفية الموقف الذي اتخذته في ما يتعلق بإسرائيل». وأضاف انه «لو بقيت سفارة إسرائيل في طهران (بعد انتصار الثورة الإسلامية)، أعتقد أن كثيرين ممن يحاربون إيران في ملفها النووي السلمي كانوا سيركضون ليعرضوا عليها الصفقات لبيع مفاعل نووية»، مشدداً على أن «اللوبي الصهيوني في العالم تغلب على كل إرادات الدول الكبرى حتى الآن». ونوه بري بدور ايران على الساحتين الإقليمية والدولية، معتبراً أنه «بعد انهيار الاتحاد السوفياتي فإن ايران، وعلى مستوى العالم كله، هي الدولة الوحيدة التي تقوم بهذا الدور النوعي، وبالتالي فإن تأثيرها ليس في لبنان فقط بل إنه بفضل وجود إيران لم يعد هناك أحادية في العالم». وأشار الى ان العلاقات اللبنانية - الايرانية «تاريخية»، مؤكداً ان ايران «لها فضل كبير في دعم المقاومة وبالتالي هي من صانعي التحرير في لبنان، والإمام الصدر الذي تربى في إيران هو من أسس المقاومة، وايران بعدما تكونت بقيادة الإمام الخميني، هي التي دخلت المثلث الماسي الذي اسمه إيران - سورية - لبنان وبالتالي صنعت التحرير وهذه إحدى أهم المنعطفات التي أوجدتها، ولذلك تصبح العلاقات السياسية والاقتصادية أمراً أقل من عادي بالنسبة إلى هذه الانجازات العظيمة». وأردف ان «مجيء الرئيس أحمدي نجاد إلي لبنان جعلنا نعبر عما نكنه من شعور بالنسبة الى هذه الانجازات، فالزيارة كانت فرصة لنا في كل أنحاء لبنان لنعبر عن هذا التقدير». وأوضح بري أن زيارة رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري الأخيرة لطهران «لم تكن الأولى على مستوى رئاسة الوزراء، وسبق أن زار الرئيس رفيق الحريري طهران، لكن مع الأسف فإن اتفاقات كثيرة عقدت بين البلدين ولكن التنفيذ تأخر، وهناك مسافة كبيرة بين توقيع الاتفاق وبين تنفيذه، ونأمل بأن تكون زيارة الرئيس الحريري لطهران عاملاً أساسياً واستعداداً حقيقياً لتنفيذ الاتفاقيات التي هي لمصلحة لبنان وإيران وهي خطوة إيجابية لا شك ولكن العبرة دائماً في التنفيذ». وأشار إلى أنه «ممنوع على لبنان كدولة الحصول على سلاح يمكنه من الدفاع عن نفسه في مواجهة خطر العدو الصهيوني وتهديداته، وأن أي سلاح يعطى للبنان يأتي مشروطاً بعدم استعماله ضد إسرائيل»، وقال: «هم لا يقولون ذلك بصراحة ولكن يبطنونه»، مذكراً بالمواجهة بين الجيش اللبناني والقوات الاسرائيلية في العديسة، حيث «قاوم الجيش الوطني الباسل بالبندقية ولم يستعمل لا صاروخاً ولا قنبلة، وإنما بندقية ومع ذلك وجهت له الانتقادات بأن هذه البندقية ليست لهذا الأمر». واعتبر أن لبنان «لم يصل إلى المرحلة التي يستشعر فيها الخطر الصهيوني بأن إسرائيل تشكل خطراً على العرب والعروبة والإسلام وعلى فلسطين، ولكن أكبر خطر ينبع من لدنها هو على لبنان، لأن لبنان هو المثال والنموذج النقيض للكيان الصهيوني».